الأحد 19/مايو/2024

مقاومو نابلس يدفعون فاتورة تمادي الأجهزة في التنسيق الأمني مع الاحتلال

مقاومو نابلس يدفعون فاتورة تمادي الأجهزة في التنسيق الأمني مع الاحتلال

لم تكن العملية العدوانية الأخيرة التي نفذتها قوات الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة نابلس، مفاجئة أو غير متوقعة، إذ أنّ مصادر وحركات فلسطينية كانت قد حذّرت من استهداف للمقاومة في مدينة نابلس، كونها عصية على الانكسار رغم كل ما جرى من عمليات اقتحام فيها واستهداف مباشر للمئات من رجال المقاومة على مدى الأشهر الماضية. وقد جاءت تلك التحذيرات وثيقة الصلة بالتقديرات المتعلقة بأنّ الأمر يرتبط بالتهيئة لمؤتمر الخريف القادم.

ويلاحظ الدكتور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية، أنّ الجديد في موضوع تصفية المقاومين هو حصول الاحتلال على معلومات دقيقة ووافية أكثر من السابق ومن الفترة الماضية حول المقاومين من مجموعات “فرسان الليل” في البلدة القديمة بنابلس. وأرجع قاسم هذا التطوّر إلى كون “فرسان الليل” رفضوا تسليم سلاحهم مقابل “العفو” عنهم، خلافاً لمجموعات أخرى من “كتائب شهاء الأقصى” ممن سلموا أسلحتهم للسلطة بالفعل في نطاق ذلك “العفو” المثير للجدل، ما يعني زيادة الضغط عليهم وتكثيف ملاحقتهم.

ويضيف الأكاديمي الفلسطيني أنّ أجهزة الاحتلال على ما يبدو بدأت في الحصول على مصادر معلومات جديدة غير التي كانت لديها، وهي أكثر دقة من غيرها، بما يتيح لها الوصول إلى المقاومين ومعرفة أماكنهم ومن ثم تصفيتهم.

ويرى محللون سياسيون أنّ استمرار تصفية المقاومين وزيادة الضغط على المقاومة، خاصة في مدينة نابلس وتحديداً بلدتها القديمة التي يتمركز فيها رجال “فرسان الليل”، عدا عن استهداف المقاومين من “كتائب عز الدين القسام” و”كتائب أبو علي مصطفى”؛ ما هو إلاّ جزء من شروط تنفيذ “خارطة الطريق” والاستعدادات لمؤتمر الخريف القادم، والتي تنصّ على “تمهيد الأجواء للسلام” المزعوم.

وحسب تقديرات أولئك المحللين؛ فإنّ فريق رئاسة السلطة الفلسطينية يريد أن يثبت قدرته على الحدّ من قدرات المقاومة الفلسطينية وقوّتها عبر تقديم المعلومات المهمة والحسّاسة بشأن الأماكن التي يرتادها المقاومون. يأتي ذلك بينما يتسارع “التنسيق الأمني” بين أجهزة السلطة وسلطات الاحتلال على قدم وساق، بينما تتضح ثماره المريرة على أمن المقاومة وسلامة المقاومين.

بدورها؛ تستغرب النائب عن نابلس، منى منصور، عن كتلة “التغيير والإصلاح” بالمجلس التشريعي الفلسطيني، التمادي في اللقاءات مع المسؤولين الصهاينة في الوقت الذي تمعن فيه قواتهم في قتل أبناء الشعب الفلسطيني وإذلاله ومحاربته في لقمة عيشه.

أما المتحدث باسم حركة “حماس”، فوزي برهوم، فقال في تصريح صحفي له من غزة تعقيبا على جريمة الاغتيال الصهيونية بحق القيادي في مجموعات “فرسان الليل”، باسم أبو سرية؛ إنّ “حماس” تنظر “بخطورة بالغة إلى استمرار الاحتلال في ارتكاب جرائمه ضد الإنسان والأرض والمقدسات الفلسطينية”، مشيراً إلى تزامن هذه الإجراءات العدوانية للاحتلال مع استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وتعليقاً على هذه التطوّرات؛ أكد الناطق باسم مجموعات “فارس الليل”، في مدينة نابلس، مهدي أبو غزالة، أنّ المقاومين ليسوا بحاجة إلى عفو صهيوني من أجل وقف مقاومتهم، موضحاً أنّ الاحتلال لم يقدم أي إعفاءات لمجموعته، وأنّ أجهزة السلطة الفلسطينية قدّمت ورقة “تطمينات” للمقاومين، لكنه قال “نحن لم نتعامل مع هذه الورقة كونها مذلّة للغاية وبمثابة سجن كبير للمقاومين، ونحن نناضل من أجل قضية وليس من أجل العفو الإسرائيلي”، حسب ما جاء في تصريحاته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات