الأحد 28/أبريل/2024

مغامرات أولمرتية

أ. حسن القطراوي
ليس شكاً في مدى قدرة الجيش الإسرائيلي على اجتياح قادم لغزة بقدر ما هو شك حقيقي في مدى قدرة العملية العسكرية المزمعة على تحقيق الأهداف المرجوة منها والتي لم تنجح عشرات العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي من قبل في غزة  تحديدا بتحقيق أي نجاح ولو جزئي ، الأمر الذي يترك مجالاً واسعا للتفكير في الأسباب الحقيقة التي تخفيها مغامرة عسكرية إسرائيلية ربما تكون قادمة على غزة في حال نفذت الحكومة الإسرائيلية تهديداتها .
ولكي نبحث في الأسباب التي تخفيها العملية العسكرية علي غزة لا بد أن ندرك أن هناك مشكلات وعقبات تعاني منها حكومة أولمرت  تتمثل في التالي :

مشكلات داخلية

وهي  فشل الحكومة الإسرائيلية في إحراز أي تقدم على الصعيد الإسرائيلي الداخلي سيما وان المجتمع الإسرائيلي برمته بات يشعر بأن التأخر الحاصل في الإصلاحات الاقتصادية الداخلية يرجع إلى سوء استخدام الحكومة الإسرائيلية للملفات ذات العلاقة بالوضع الاقتصادي الإسرائيلي الداخلي وان الحكومة الإسرائيلية التي يقودها أولمرت من وجهة نظر المواطن الإسرائيلي اضعف من أن تحقق أي انجاز يتعلق بالنواحي الاقتصادية سيما وان العقلية الإسرائيلية الاجتماعية لا يمكن أن  تثق بحكومة غير قادرة على تحقيق إنجازات  أمنية الأمر الذي يؤثر بالتأكيد على الوضع الإسرائيلي الداخلي من اقتصاد وسياحة واستثمارات الخ ….

ملفات الفساد

وبالتالي لا يمكن بحال من الأحوال إغفال ملفات الفساد الأخيرة الحاصلة في المجتمع الإسرائيلي خصوصا رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي يلقى تحقيقات تتعلق بتهم فساد و وزير ماليته ليبرمان” والذي يلقى تهماً أيضا تتعلق بملفات فساد الأمر الذي دعاه الى تعليق   عضويته في الحكومة الإسرائيلية لثلاثة أشهر .

 
لم يقف الأمر عند رئيس الوزراء ووزير ماليته بل تعدى ذلك الى رئيس الدولة والذي يلقى  تهماً تتعلق بحادثة اغتصاب لمديرة مكتبه ، هذا كله والكثير من التعقيدات السياسية المحلية والإقليمية والدولية أدت الى إدارة الماكينة الإعلامية الإسرائيلية نحو أمور أمنية تلقى آذاناً صاغية في إسرائيل كون الحالة الأمنية أكثر ما يؤثر في الحالة النفسية للمواطن الإسرائيلي وبالتالي فإن الإعلان عن عملية عسكرية مزمعة على غزة يمكن أن يخفف من المآزق التي تعاني منها حكومة أولمرت ويحقق الهرب المطلوب من استحقاقات حكومية ومتطلبات مجتمعية إسرائيلية الأمر الذي يخفف الضغوط الشعبية الداخلية للمجتمع الإسرائيلي الى حد ما   .

لجنة فينوغراد

ومن الجدير ذكره أن أولمرت وحكومته ليسوا حمقى الى درجة الاستهتار بأمر ربما يكون الشعرة التي تقسم ظهر البعير إن صح التعبير وبالتالي فإن لجنة فينوغراد والذي شكلتها الحكومة الإسرائيلية باتت تشكل هاجسا لا يمكن بحال إغفاله لذلك   فإن الحكومة تبحث عن نصر ولو وهمي من  أجل التأثير على قرارات اللجنة التي تسبقها العملية العسكرية إن حدثت والتأثير على الرأي العام الإسرائيلي من حيث المقدرة الإسرائيلية على تحقيق حالة أمنية مستقرة للمواطن الإسرائيلي على الأقل كردع منظمات مقاومة فلسطينية لإثبات الذات وتحقيق ما لم تنجح في تحقيقه في حربها الأخيرة على لبنان .

استحقاقات عملية السلام

وبالتالي فإن حكومة اولمرت ليس لديها ما تقدمه على صعيد عملية السلام ومتطلباتها الفلسطينية والعربية لذلك فإن الحكومة الإسرائيلية باتت تدرك أن المراوغة الإعلامية والسياسية والدبلوماسية بدون إلقاء الكرة في الملعب العربي والفلسطيني يمكن أن يزيد الضغط عليها لذلك تعمل الحكومة الإسرائيلية بكل ما أوتيت من قوة لأجل كسب الوقت في عمليات مراوغة أمنية متذرعة ببعض عمليات للمقاومة الفلسطينية لإرهاق المجتمع الفلسطيني والعربي والدولي بشكل عام ومن ثم الدخول في متاهات تسمى “متطلبات أمنية ” للدولة الإسرائيلية للحصول على اكبر كمية تنازلات فلسطينية وعربية من دون انتظار تنازلات إسرائيلية في المقابل تضمن المتطلبات الأمنية والسياسية الفلسطينية ، والسؤال الذي يطرح نفسه:


ماذا عن خمسة اشهر من التهدئة المعلنة من قبل الفصائل الفلسطينية ؟؟

وهل تجاوبت إسرائيل معها بالشكل الذي يمنع من تدهور الحالة الأمنية في المناطق الفلسطينية كل هذا يصب في الخانة الأولى وهو أن الحكومة الإسرائيلية لم تجد نفسها بتاتا إلا أمام استحقاقات فلسطينية وعربية هي غير قادرة على التجاوب أو التفاعل أو حتى التناغم مع أي من مضامين وعناوين عملية تسوية ما انفكت الدول العربية والرئاسة الفلسطينية متمثلة بالرئيس عباس والذي أجرى مؤخرا سلسلة غير مسبوقة من اللقاءات  النصف شهرية برئيس الحكومة الإسرائيلية لم تسفر عن تحقيق شيء  يذكر مع عدم إغفال حالة التهدئة التي توافقت عليها الفصائل لأجل إعطاء فرصة لمثل هذه اللقاءات التي طالما حذرت تلك الفصائل من عدم جدواها ، وما إعطاؤها التهدئة إلا لأجل المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني كما يقال .

كل ما سبق يمكن أ ن يدخل في المسببات الفعلية للتهديدات الإسرائيلية المتكررة باجتياح قطاع غزة أو القيام بعمليات محدودة فيه وبالتالي فإن

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات