السبت 04/مايو/2024

حرس عباس الإمبراطوري ومخطط الإنقلاب العسكري

د. إبراهيم حمامي

في موضوع “إعادة استنساخ” تطرقت وبشكل سريع لأهم نقاط “الفوضى الخلاقة” الأمنية التي يُعد لها وبشكل مستمر ومتواصل رموز أوسلو ممن تلبّسوا ثوب الوطنية والوفاق بعيد اتفاق مكة، استعداداً لمرحلة مقبلة تكون لهم فيها الغلبة ليحسموا آخر خطوات السيطرة على مفاصل حياة الشعب الفلسطيني – أو هكذا يتوهمون – ووعدت بتفصيل الملف الأمني وتوثيقه بالمعلومات والحقائق وهو ما سيكون اليوم بإذن الله.

 على مدار سنة كاملة وتحديداً منذ شهر أبريل/نيسان من العام 2006 بدأت خطوات الإنقلاب العسكري الأوسلوي تظهر للعيان، رغم أن الدلائل تشير أن الإعداد بدأ قبل ذلك بفترة ليست بالقصيرة، ووضحت صورة كانت قد غابت عن ذهن البعض، أن المتآمر الرئيس على هذا الشعب هم عصابة أوسلو، لأنهم وإضافة لكل خطوات الإفشال للحكومة العاشرة من سحب صلاحيات، وتذكر منظمة التحرير الفلسطينية فجأة، والتلويح بالاستفتاء، وحجز الأموال عبر حساب خاص بمحمود عبّاس وغيرها من الأمور المخزية، إضافة لكل ذلك جاء تحركهم العسكري والذي توّج بالمجازر التي ارتكبها حرس عبّاس في غزة في شهر فبراير/شباط من هذا العام والعربدة غير المسبوقة والتي بلغت ذروتها بإحراق الجامعة الإسلامية في غزة.

نقول أن الإعداد بدأ قبل ذلك بفترة ليست بالقصيرة، ولا بد من توثيق ذلك حتى لا يرمى الكلام جزافا، ولنراجع بعضاً مما قاله رموز أوسلو قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة – وليس بعدها – استعداداً لمواجهة لم يتراجعوا عنها حتى هذه اللحظة، وهو ما سنثبته أيضاً بالدليل الموثق: 

  • محمد دحلان زعيم الفلتان يصرح لصحيفة هآرتس العبرية وبتاريخ 21/07/2005 قائلاً وبشكل تحريضي سافر: “حماس حاولت الانقلاب على السلطة” مطالباً الاحتلال رسمياً “بدعم عبّاس لمواجهة حماس”
  • لم يتأخر محمود عبّاس بدوره فصرح لصحيفة معاريف العبرية بتاريخ 22/07/2005 وبالحرف الواحد: ” كيف يتوقع الاسرائيليون أن نحارب حماس ونحن لا نملك أسلحة مناسبة، فأيدينا فارغة وبنادقنا قديمة، في حين بنادق حماس أتوماتيكية”.
  • رفيق الحسيني رئيس ديوان رئاسة عبّاس وفي مقابلة مصورة مع قناة البي بي سي البريطانية – برنامج هارد توك- في شهر سبتمبر/أيلول من العام 2005 يقول أن الرئاسة مستعدة لسحق حماس والجهاد، وعند سؤاله هل تملكون القدرة أجاب نعم، وأضاف من يوم الغد!!

شكلت نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة سبباً مباشراً لتسريع وتيرة الاستعداد العسكري المدعوم مباشرة من قبل الاحتلال وتحديداً لحرس عبّاس المسمى بالحرس الرئاسي ولرجل الاحتلال الأول محمد دحلان، فبدأت صفقات الأسلحة والامدادات وعشرات الملايين تتوجه مباشرة لدعم تيار أوسلو متمثلاً في الثنائي عبّاس-دحلان ومن لف لفهم، ومرة أخرى حتى تتضح الصورة وبشكل لا لبس فيه لنراجع ونحصر ما جرى وتم لدعم عباس ودحلان عسكرياً لضرب الشعب الفلسطيني وإجهاض مقاومته وتركيعه عند الطلب ووقت تحين ساعة التنفيذ: 

  • في شهر نيسان/أبريل 2006 وبحسب وكالة رويترز طلب محمود عبّاس من ميغيل موراتينوس وزير خارجية اسبانيا توفير معدات جديدة لحرس الرئاسة ووافق موراتينوس وطلب من الاحتلال الافراج عن أسطول من السيارات رباعية الدفع عددها 29 سيارة وصلت قبل شهر لميناء اسدود قدمتها اسبانيا لدعم عباس لتشكل هذه الشحنة بداية برنامج تموله أوروبا وبتشجيع من الولايات المتحدة لتزويد عبّاس وحرسه يتجهيزات تمكنه من السيطرة على الأوضاع

  • صائب عريقات يعلن في شهر مايو/أيار 2006 أن مصر والأردن تعهدتا بتوفير الأسلحة والذخائر لأن “هناك حاجة ماسة للأسلحة بالنسبة لحرس الرئاسة” (القدس العربي في 17/05/2006)

  • 25/05/2006 أولمرت ووزير حربه عمير بيرتس يصادقون على نقل أسلحة “للحرس الرئاسي” وذلك بحسب “الإذاعة الاسرائيلية العامة”

  • 26/05/2006 رئيس الشعبة السياسية الأمنية في وزارة الأمن “الاسرائيلية” عاموس غلعاد يقول “يجب إتاحة المجال لنقل أسلحة لقوات رئيسة السلطة من أجل تنفيذ القرار الشجاع الذي اتخذه لمواجهة حماس” – مقابلة مع إذاعة “صوت إسرائيل”

  • مسؤول في وزارة الدفاع “الاسرائيلية” يقول لوكالة الصحافة الفرنسية في نفس اليوم أي 26/05/2006 أنه “سيتم نقل الأسلحة تحت مراقبتنا المشددة وسنعرف بالتحديد هوية ومكان الجهة التي ستتسلمها”!

  • كعادتهم في الكذب والنفاق سارع مكتب عبّاس لنفي خبر تمرير الأسلحة واعتبر أبو ردينة الناطق باسم عبّاس أن “تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي خطأ” ( ولنا عودة لهذا الخطأ لاحقاً لكشف التدليس والكذب)

  • 26/05/2006 وزير الداخلية في حكومة الاحتلال روني بار أون يقول أنه “يأمل أن يساعد السلاح في تعزيز قوات الحرس الرئاسي”

  • 28/05/2006 صحيفة هآرتس العبرية تكشف على لسان زئيف شيف المتخصص في الشؤون الأمنية أن محمود عبّاس طالب بالسماح له بتوسيع الحرس الرئاسي الخاضع له وتسمينه بعدة آلاف كي يصل إلى 10 آلاف مسلح لتحويله لجهاز مستقل تحت سيطرته كقوة مضادة للأجهزة التي تخضع لسيطرة حماس وفتح، مؤكداً أن الطلب تم عشية تشكيل الحكومة “الاسرائيلية” برئاسة ايهود اولمرت قبل شهر.

  • تعليقاً على أنباء الدعم “الاسرائيلي” لمحمود عبّاس وقواته وصف الكاتب عوزي بنزيمان في ذات الصحيفة القوة التي يعتزم عبّاس تشكيلها بأنهم “مسلحون بالنفاق”!

  • عودة لتكذيب مكتب عبّاس للخبر، وفي كشف جديد لممارسات الخداع والتضليل التي تمارسها عصابة أوسلو، أعلن يوم 15/06/2006 عن وصول ودخول الأسلحة التي نفى مكتب عباس الاتفاق عليها، لتشمل تلك الدفعة 950 بندقية من طراز ام 16 + آلاف الطلقات.

  • سارع محمود عبّاس في حديث خاص مع فضائية الجزيرة في نفس اليوم لتكذيب الخبر مرة ثانية ليقول: “لايمكن أن تكون الأسلحة الاسرائيلية قد وصلت للسلطة الفلسطنينة” مضيفاً “هذا كذب في كذب” وللأمانة نقول أنه صادق فلا أسلحة إسرائيلية وصلت، لكنها أسلحة من دول أخرى تم تمريرها لقوات عبّاس عبر الاحتلال، فأي استغفال هذا يا عبّاس؟ وأي تلاعب بالعبارات تريد تمريره؟

  • في لطمة جديدة على وجه عبّاس وباقي زمرة أوسلو كُشف النقاب رسمياً عن تفاصيل تلك الشحنة حيث وصلت في شاحنتين تحت حراسة الجيش “الاسرائيلي”: 400 بندقية إلى مدينة رام الله و550 إلى قطاع غزة مع الذخيرة.

  • ويستمر مسلسل اللطمات والتي أخرست تماماً ما يسمى بمؤسسة الرئاسة فصمتت صمت القبور بعد انفضاح أمرهم، وها هو أولمرت يقول لأعضاء البرلمان البريطاني خلال زيارته للندن “كان يمكن أن أرجيء ذلك لكني فعلت هذا من أجل مساعدة أبو مازن ضد حماس لأنه ليس لدينا وقت”.

  • في محاولة جديدة من محاولات ذر الرماد في العيون أعلن محمود عبّاس يوم 09/07/2006 عن أن تنظيم القاعدة وصل لفلسطين، مخالفاً بذلك كل التقارير التي تنفي وجود تنظيم القاعدة على الأراضي الفلسطينية، ولاثبات ضرورة تسمين وعلف الحرس الرئاسي.

  • بعد ساعات قليلة وبحسب صحيفة الشرق الأوسط، وفي محاولة أخرى مكشوفة لدرء فضيحة تصريحات عبّاس، وزعت أجهزته الأمنية بياناً باسم “جيش الجهاد وردع الفساد»، أشاد بزعيم التنظيم أسامة بن لادن، وأبو مصعب الزرقاوي. وأكد أنه سيكون في فلسطين من يقتفي آثارهما، فهنيئاً لعباس تلك المصادفة العجيبة المنافية لكل التقارير، لكن أجهزته نسيت أن تصدر بيانات أخرى لينتهي التنظيم الوهمي كما بدء!

  • 17/08/2006 قام محمود عباس بتخريج دفعة جديدة من آلاف المسلحين التابعين لحرسه الرئاسي المفترض، وبشكل استعراضي وبخطابات رنانة.

  • 05/10/2006 أولمرت يعلن عن دعمه الكامل والمطلق لمحمود عبّاس للإطاحة بالحكومة الفلسطينية، ويبدي استعداده لتقديم الدعم بشتى أنواعه لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وذلك خلال لقاء جمعه بوزيرة الخارجية الأمريكية، غونداليزا رايس، ركز على سبل إعاقة الحكومة الفلسطينية الحالية على أمل الإطاحة بها.

  • 08/10/2006 شحنة جديدة من الأسلحة والعتاد تصل لمسلحي محمود عبّاس قوامها 4 شاحنات تحتوي على رشاشات وقذائف وذخيرة، توجهت لمعسكر أنصار 2 التابع لحرس عبّاس الرئاسي، دخلت جميعها عبر معبر كرم أبو سالم.

  • 0

    الرابط المختصر:

    تم النسخ

مختارات