الأحد 19/مايو/2024

نيسان.. ورحيل العظماء

فداء المدهون

الرزنامة الفلسطينية حبلى بالأحداث والذكريات المؤلمة والتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني وقادته ورموزه، فلا يكاد يمر يوم دون إحياء ذكرى قائد أو معركة. ونيسان من أكثر الشهور التي اشتدت فيها المؤامرة الصهيونية على الثورة الفلسطينية وقادتها، فودعت الكثير منهم، ففي الثامن من هذا الشهر في عام 1948م كان استشهاد القائد عبد القادر الحسيني في معركة القسطل، وفي العاشر من نيسان1973 فجعت فلسطين بجريمة صهيونية حاقدة باغتيال القادة الثلاثة كمال عدوان، أبو يوسف النجار، كمال ناصر، وفي السادس عشر من العام 1988م رحل أمير الشهداء خليل الوزير “أبو جهاد” في عملية اغتيال جبانة في تونس، ومن ثلاثة أعوام وتحديدا في السابع عشر من نيسان ودعت كل فلسطين قائدها المغوار الدكتور عبد العزيز الرنتيسي بجريمة اغتيال غادرة تضاف لسجل الحقد الصهيوني.

صعدت أرواح القادة إلى السماء، لكن كلماتهم بقيت بيننا، فبسقوط القادة تحيا كلماتهم ” إن كلماتنا ستبقى ميتة أعراسا من الشموع لا حراك فيها جامدة حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء.”

تمر أيام ذكرى رحيل القادة لنقف بها مع ذواتنا ونعيد حساباتنا مع عظماء قضوا جل أوقاتهم دفاعا عن فكرة ونهج ووطن، عاشوا لغيرهم فعاشوا طويلا، فبقيت حياتهم وذكراهم ونهجهم برحيلهم، لأنهم رحلوا أجسادا وخلدوا بفكرهم وعطائهم، فلا تزال كلمات أبو جهاد عالقة في أذهاننا وهو يقول”لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة، ومصير الاحتلال يتحدد على أرض فلسطين وحدها وليس على طاولة المفاوضات”، ولا تزال صيحات الرنتيسي تتردد على مسامعنا وهو يقول “إننا نملك عقيدة تتولد عنها إرادة لا تعرف التقهقر أمام العدو أو التراجع دون بلوغ الأهداف، عقيدة في ظلها تهون التضحية بكل شيء إلا بالعقيدة والوطن، و إسرائيل هذه الغدة السرطانية يجب أن تستأصل”.

نذكر اليوم القادة لنُذَكرهم أننا سنسير على دربهم الذي استرخصوا  من أجله أرواحهم فهانت التضحيات في سبيل المبادئ، ولنعاهدهم أننا سنكمل المسيرة التي خطوها لنا وعلمونا قيادتها، وستظل المعالم التي رسموها لنا بدمائهم هي خارطة الطريق للتحرير والحرية رافعين بها القلم والبندقية.

* صحفية فلسطينية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات