الخميس 09/مايو/2024

بركان الصناعية التابعة للاحتلال تدمر البيئة وتنشر الأمراض السرطانية بسلفيت

بركان الصناعية التابعة للاحتلال تدمر البيئة وتنشر الأمراض السرطانية بسلفيت
حذرت مصادر بيئية فلسطينية من استمرار المنطقة الصناعية “بركان” التابعة لسلطات الاحتلال الصهيوني في محافظة سلفيت، شمالي الصفة الغربية، في تلويث البيئة، من مياه وتربة وهواء، ومن الأمراض والأضرار الصحية، التي ألحقتها بعدد من سكان المناطق والقرى التابعة لهذه المحافظة.

وذكرت المصادر أن “بركان”، التي تحتوي على عدد من مصانع الألمنيوم والكبريت والبتروكيمياويات الصهيونية، تواصل سكب مياهها العادمة، ومخلفاتها من المحاليل والمواد الصلبة السامة، في وديان قرى كفر الديك وبروفين..، مما يؤدي إلى إلحاق الأذى والخراب ببيئة هذه القرى، وخصوصا مياهها الجوفية.

                                             غازات ومخلفات سامة

وتطلق تلك المصانع الغازات السامة، في سماء تلك المحافظة، وخاصة المنطقة الغربية منها، مما يؤدي إلى تلويث هوائها. ووفقا لهذه المصادر فقد أدى عدم مراعاة تلك المصانع للشروط الصحية والبيئية، إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان، خاصة في بلدة “دير بلوط” .

وتعبيرا عن حجم الكارثة البيئية في هذه المنطقة، قال المزارع “عثمان بلاسمة”: “نحن لا نشم هنا سوى رائحة الغازات المندفعة من هذه المصانع، ورائحة مخلفاتها الأخرى، والتي نعتقد أنها لا تؤذينا وحدنا بسمومها، بل تؤذي حتى الشجر والحجر والطي..، إنها دمار لنا وللبيئة المحيطة بنا”.

وأضاف ” ندفع  نحن أهل هذه المنطقة هنا ضريبتان، ضريبة الاحتلال، وضريبة شروره المضرة بالبيئة”، مبينا “أن قوات الاحتلال قررت نقل هذه المصانع، وباقي المصانع الكيماوية السامة، من داخل الأراضي المحتلة (عام 1948)، بعد اعتراض الصهاينة هناك عليها، بسبب الآثار المدمرة لها على البيئية والصحة”.

                                           مناشدات بدون استجابة

ويبدو أن أذى هذه المصانع لا يستثني أحدا، وخاصة الأطفال الصغار، ممن هم  دون السادسة من العمر، الذين باتوا يصابون بأمراض “الآزمة”، وضيق التنفس، نتيجة هذه العوادم المضرة بالإنسان، والمخلفات السامة، التي تصدر عنها، خاصة القرى المحيطة بمنطقة المصانع، بحسب مصادر طبية في محافظة سلفيت. 

وعلى صلة بنفس الموضوع أشار عدد من المزارعين ورعاة الأغنام، إلى أنه في أوقات الرياح الخماسينية، وحتى في الأوقات العادية، لا يمكن العيش في المكان القريب من المصانع، بسبب الغبار المتصاعد منها، والذي يؤدي إلى ضيق في التنفس، وحدوث أمراض متنوعة.

ومحاولة من أهالي المنطقة للتخلص من أضرارها، ناشدت شخصيات اعتبارية ورؤساء بلديات، وجمعيات الحفاظ على البيئة، أكثر من مرة، مؤسسات حقوقية وبيئية محلية ودولية، من أجل نقل هذه المصانع إلى مكان آخر، بعيد عن السكان، إلا أنها لم تجد الصدى المطلوب.

                                           شكاوى للمحاكم الدولية

رئيس اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في سلفيت “نصفت الخفش” له رأي مغاير، حول عدم رغبة الاحتلال في الاستجابة لطلب نقل المنطقة الصناعية “بركان” من سلفيت، فقد أكد أن هدف قوات الاحتلال من إبقائها، رغم أن المصانع التي فيها تتنافى مع كل الأعراف والقوانين البيئية الدولية، هو إجبار سكان المنطقة المحاذية لها على الهجرة منها، وترك أراضيهم ومزارعهم لقمة سائغة لهم، مطالبا بتفعيل هذه القضية دوليا، وفضح جرائم الاحتلال في هذا الجانب.

واستهجن الخفش هذا الاستهتار من قبل الاحتلال بأرواح المواطنين الفلسطينيين، وزراعتهم، وبيئتهم، داعيا إلى إجراء فحوصات مخبرية حديثة، حول الأضرار التي تحدثها هذه المصانع، ونشرها دوليا وعبر وسائل الإعلام المختلفة، ورفع شكاوى إلى المحاكم الدولية المعنية، محملا سلطات الاحتلال المسؤولية عن الأضرار، التي تلحق بالفلسطينيين، بسبب هذه المصانع، منوها إلى أن الاحتلال نقل مصانعه من الداخل (الأراضي المحتلة عام 48) إلى الضفة الغربية، نظرا لأنها لا توفر شروط السلامة البيئية المطلوبة، وتعمل دون أدنى التزام بالقوانين والأنظمة الخاصة بذلك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات