الجمعة 10/مايو/2024

نقاط وفواصل: معركة الأقصى

نقاط وفواصل: معركة الأقصى
من المؤلم حقا أن استذكار الأقصى والدفاع عنه أصبح مرتبطا بالحفريات والمؤامرات الإسرائيلية ، التي تصب في هدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم ، وهذا يعني أن الأمة كلها ، لا تملك خطة لتحرير الأقصى ، ولا للدفاع عنه ، ولا حتى لإجبار الكيان الإسرائيلي على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ، التي تمنع المحتل من تغيير جغرافية المناطق المحتلة.

السبب الرئيسي هو تأجيل بحث مصير القدس واللاجئين والحدود والمياه والمستعمرات إلى المرحلة النهائية كما نصت أوسلو ، فهذه الاتفاقية أعطت العذر للبعض ممن نسوا أن فلسطين قضية عربية مقدسة ، وأن القدس جزء من العقيدة الإسلامية.

هذا الواقع ، أطلق يد العصابات الصهيونية لتعبث استيطانا وخرابا في الأقصى والقدس ، تارة بحجة التنقيب عن الآثار ، والبحث عن الهيكل المزعوم ، وأخرى بشق الأنفاق تحت المسجد مما يساهم في تقويض أساساته ، وهذان الهدفان يقودان إلى نتيجة واحدة وهي هدم المسجد.

ما قام ويقوم به العدو الإسرائيلي من تدمير وتدنيس وتهويد للمقدسات الإسلامية ، ومن تغيير في جغرافية الأرض وخاصة في القدس ، يحتم على العرب جميعا والسلطة الفلسطينية أن تجعل من إنقاذ الأقصى والقدس أولى أولوياتها ، ومحور مباحثاتها مع واشنطن ، فليس معقولا أن يبقى الحديث يدور حول كيفية تنفيذ خريطة الطريق ، فيما جرافات العدو تهدم أسوار المسجد وأبواب المسجد ، مما يستدعي موقفا عربيا موحدا ، بعيدا عن الاستنكار والشجب والإدانة ، بعدما ثبت أن العدو لا يقيم وزنا لنداء أو استنكار ، ولا يحترم اتفاقا ولا عهدا ولا وعدا ، وما جرى خلال الأيام الماضية ، حينما أصر الإرهابي أولمرت ، على تنفيذ خطة هدم تلة باب المغاربة وطريق المغاربة واستمرار الحفريات يؤكد ما أشرنا إليه ، وهذا ما يستدعي من الأمة موقفا جادا ، بعد أن وصلت السكين إلى العظم ، وبعد أن ثبت أن الإدارة الأميركية ليست معنية بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا ، إنما معنية بتهدئة الأوضاع بزيادة جرعة المهدئات للأنظمة العربية ، ريثما تتمكن من الخروج من مستنقع العراق.

في ظل هذا العجز العربي ، نذكر باقتراح لأمين عام الجامعة العربية قبل مدة وجيزة ، بوضع الملف الفلسطيني برمته بين يدي الأسرة الدولية ، بعدما ثبت أن العدو الصهيوني وأميركا يستغلان خريطة الطريق لفرض الأمر الواقع وتهويد الأرض والقدس.
وأخيرا….نتمنى على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ، أن تنجح في ترتيب أوضاع البيت الفلسطيني ، وتعيد للمقاومة اعتبارها كلغة وحيدة يفهمها العدو ، ولا يفهم غيرها.

صحيفة الدستور الأردنية 19/2/2007

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات