الخميس 09/مايو/2024

موسم الزيتون .. معاناة في جني المحصول وتسويقه بسبب الاحتلال

موسم الزيتون .. معاناة في جني المحصول وتسويقه بسبب الاحتلال

تغرس شجرة الزيتون جذورها العميقة في أعماق الأرض الفلسطينية، لتؤكد عمق الأصالة والتمسك بهذه الأرض الطاهرة، ومع مجيء موسم الحصاد يواجه المزارعون، الكثير من العقبات في جني ثمار محصولهم المنتظر منذ عام بأكمله، لا سيما في الأماكن الملاصقة للمستعمرات الصهيونية المقامة على أراضيهم.

ففي محافظة الخليل (جنوب الضفة الغربية)، على سبيل المثال، يستولي المستعمرون على مساحات واسعة من الأراضي، ويمنعون المواطنين من الوصول إلى تلك الأراضي وزارعتها وقطف محاصيلها، وخاصة الزيتون. وقد يُطرد المزارعون ويُلاحقون من قبل الجيش والمستعمرين الصهاينة، وقد يقتلون على أيدي هؤلاء أثناء قطف المزارعين لثمار أرضهم.

حرمان من جني الزيتون تحت التهديد

واستقبل الفلسطينيون موسم قطف الزيتون هذا العام، باعتداءات منظمة في مناطق عديدة، الأمر الذي يمكن وصفه بأنه سياسة مبرمجة لإيقاع الخسائر والضرر بالمزارعين، ويكاد لا يمر يوم خلال الأيام العشرة الأخيرة إلا وتسجل حادثة اعتداء هنا وهناك.

ويؤكد المواطن أبو خالد من قرية بيت أولى، الذي تقع أرضه بجوار جدار الفصل العنصري، أن دوريات الاحتلال، زادت من حركتها بجوار الجدار مع بدء موسم قطف الزيتون، موضحاً أنه خسر جزءاً كبيراً من أرضه خلف الجدار ولا يسمح له بفلاحتها وزارعتها وقطف زيتونها.

وقال إن عائلته وأطفاله لا يستطيعون الوصول إلى مزارعهم، وفي بعض الأحيان يقوم أفراد الدوريات من جيش الاحتلال الصهيوني بطردهم من مزرعتهم الواقعة خارج الجدار.

أما أبو أحمد من قرية سعير فيقول: “إن جرافات الاحتلال اقتلعت على مدى سنوات مئات أشجار الزيتون المثمرة في منطقة وادي سعير لصالح مستعمرة “اسفر”، مضيفا أنّ الأهالي لا يستطيعون قطف ثمار زيتونهم في المناطق الواقعة بجوار المستعمرة.

وفي قرية كرما جنوب الخليل، منعت قوات الاحتلال المواطنين من قطف ثمار زيتونهم، كما أوعزت لمتضامنين أجانب بمغادرة المنطقة والتوقف عن قطف ثمار الزيتون في الحقول المجاورة لمستعمرة “عوتنيئيل”.

وقال شهود عيان إن عددا من المستعمرين حاولوا الاعتداء على المزارعين والمتضامنين معهم، لكن جيش الاحتلال أجبرهم على المغادرة، دون أن يتمكنوا من قطف زيتونهم.

وفرة الموسم الجديد

وتوقعت مديرية زراعة الخليل أن تصل كميات زيت الزيتون، المتوقع إنتاجها لهذا الموسم، إلى 2600 طن، بزيادة 1251 طناً عن العام الماضي (2005)، الذي بلغت كمية الإنتاج فيه 1349 طناً.

وقال عثمان أبو شرخ، مدير زراعة الخليل إن مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون المثمرة في المحافظة تقدر بـ 60 ألف دونم، بالإضافة إلى 7 آلاف دونم أخرى مزروعة بأغراس الزيتون غير المثمر بعد، موضحاً أن نسبة المساحات المزروعة بالزيتون تبلغ 45 في المائة من مساحة الأراضي الزراعية بالمحافظة.

وأكدت مديرية الزراعة أن العديد من المشاكل تواجه المواطنين في مواسم الحصاد حيث لا تزال سلطات الاحتلال تمنع عمليات تصدير الزيت إلى الداخل الفلسطيني (الأراضي المحتلة عام 1948)، وذلك للعام الرابع على التوالي، كما تمنع تصديره إلى دول الجوار مثل الأردن.

وتقول تقارير دورية تصدرها المؤسسات والجمعيات الزراعية إن عشرات المستعمرات في الخليل وقراها وجدار الفصل العنصري تحول دون وصول المزارعين الفلسطينيين إلى مزارعهم، كما في قرى سعير وبيت أولى ودورا ودير سامت وبيت عوا ويطا والسموع وغيرها.

موسم ماسي للزيتون

وزير الزراعة الفلسطيني الدكتور محمد رمضان الأغا، قال: “إن بشائر الخير الرباني لهذا العام تميزت بـ “موسم أمطار مبكر وغزير وسنة ماسية للزيتون”، مؤكداً أن نسبة الأمطار الكبيرة التي هطلت على فلسطين من شأنها أن تنعش القطاع الزراعي وتزيد من حجم مدخولات المزارعين.

وأوضح الأغا أن كمية الأمطار التي هطلت في الأراضي الفلسطينية تبشر بموسم زراعي جيد، حيث إن هطول الأمطار بغزارة أدى إلى استغناء الأشجار المثمرة كالحمضيات عن الري مما سيساهم في تقليل تكاليف الإنتاج.

وأشار إلى أن موسم قطف الزيتون تميز هذا العام بكثرة المحصول، مما انعكس بالإيجاب على إنتاج زيت الزيتون من النوع الممتاز لتصديره، حيث من المتوقع تصدير عشرة آلاف طن، لافتاً الانتباه إلى أن وزارة الزراعة تابعت عن كثب عملية قطف الزيتون بعناية، وذلك بإرشاد المزارعين وأصحاب معاصر الزيتون إلى الطريقة المثلى في تحسين جودة المنتج سواء كان ذلك على صعيد قطف المحصول أو عصره.

35 ألف طن محصول الموسم من الزيت

وتسود أوساط الخبراء الزراعيين وتجار الزيت الفلسطينيين توقعات، مدعومة بالوقائع حول انخفاض أسعار الزيت في الأراضي الفلسطينية، بل وفي العالم كله نتيجة لجودة الموسم هذا العام ووفرة إنتاجه.

ويتوقع أن تصل كمية الزيت المنتج فلسطينياً إلى خمسة وثلاثين ألف طن هذا العام، بحسب المستشار الإعلامي لمجلس الزيت الفلسطيني المهندس فارس الجابي.

ويمثل انخفاض أسعار الزيت الفلسطيني انفراجاً وتخفيفاً على شريحة المواطنين الذين يشترونه، وتحديداً في مدن ومخيمات الضفة الغربية، لكن ذلك الانخفاض سيضر كثيراً بمصالح المزارعين وتجار الزيت والزيتون خاصة وأن فلسطين تساهم بواحد في المائة من حجم إنتاج زيت الزيتون في العالم، وأن شريحة مزارعي وتجار الزيتون والزيت الذين يعتمدون عليه كمصدر أساسي للدخل السنوي قد ارتفعت مع انحسار الأعمال واشتداد الحصار الاقتصادي.

وتشير التقارير الواردة من المجلس الدولي لزيت الزيتون، إلى أن أسعار زيت الزيتون في تراجع منذ شهر حزيران (يونيو) الماضي.

ويقول خبراء زراعيون إن حجم الانتاج العالمي من زيت الزيتون قد يزيد هذا العام عن ثلاثة ملايين طن، وهو ما سيساهم في خفض أسعار الزيت كنتيجة طبيعية لزيادة العرض في المنتج.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات