الثلاثاء 21/مايو/2024

الذكرى الثانية عشرة لمجزرة المسجد الإبراهيمي شاهدة على تهويده

الذكرى الثانية عشرة لمجزرة المسجد الإبراهيمي شاهدة على تهويده

في يوم الجمعة، الخامس والعشرين من شباط (فبراير) من سنة 1994، الموافق للخامس عشر من شهر رمضان من عام 1415 هجري، استيقظ العالم على مجزرة مروعة ارتكبها طبيب يهودي مستعمر، بعد أن دخل إلى المسجد الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، أثناء وقت صلاة الفجر، وأطلق النار والقنابل التي بحوزته بصورةٍ عشوائية، حيث ارتقى في هذه المجزرة ثلاثون شهيداً وأكثر من ثلاثمائة جريح.

أما الفاعل؛ فكان السفاح باروخ غولدشتاين، من مستعمرة “كريات أربع” الصهيونية في الخليل، وهو أحد ضباط الجيش الصهيوني أيضاً، حيث أفرغ كل ما لديه من رصاص وقنابل على الساجدين. وقد ثبت لاحقاً أنه لم يرتكب المجزرة وحده؛ بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتى لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الاقتراب من المنطقة.

وتأتي الذكرى الثانية عشرة لمجزرة المسجد الإبراهيمي، في ظل احتفال الصهاينة بالمجزرة وتمجيد مرتكبها، فيما تتواصل وبرعاية حكومية تغذية المستوطنين على الكراهية وتنفيذ الاعتداءات على أهالي المدينة، إذ لم تتوقف رغم ما جرى منذ ذلك الوقت اعتداءات المستوطنين وتوالى سقوط الشهداء والجرحى والاعتداء على أهالي الخليل.

– زحف كبير

ومع صرامة الإجراءات العسكرية الصهيونية على كافة المداخل الرئيسة والفرعية التي تؤدي إلى المسجد الإبراهيمي؛ شارك آلاف المصلين في صلاة الجمعة الماضية (6/10)، كرسالة منهم أن المسجد الإبراهيمي إسلامي خالص ولا يمكن لأحد أن يسلبه هويته.

ويقول مواطنون من مدينة الخليل إنّ حرصهم على الصلاة في المسجد الإبراهيمي نابع من حرصهم على الحفاظ على هويته الإسلامية، ومحاولة منهم لمنع أية محاولات للمستوطنين لسلب مساحات أخرى منه.

وشدّد هؤلاء على أنّ المطلوب وقفة إسلامية جادة لفضح انتهاك المقدسات في الأراضي الفلسطينية، وكشف عورة الاحتلال الذي ينتهك حرية العبادة في كل الأوقات ويمنع المصلين من الوصول إلى المسجد إلا بتفتيش كهربائي.

– تقسيم المسجد

وكعقاب للفلسطينيين على المجزرة التي ارتكبها المتطرف الصهيوني، تم إغلاق المسجد الإبراهيمي لمدة ستة أشهر عقب المجزرة، وبعد افتتاحه فوجئ المسلمون بتقسيم المسجد ومنحهم جزء منه فقط، بينما احتل المستعمرون الصهاينة معظم المسجد لأداء صلواتهم المزعومة فيه. كما صدر قرار بمنع افتتاحه كاملاً للمسلمين إلاّ في عشرة أيام طوال السنة تكون في المناسبات الدينية، فيما يمنع المسلمون من دخول أي جزء منه عدة أيام في السنة أيضاً.

وجرى أيضاً إغلاق العديد من المحلات التجارية والبيوت والأسواق في البلدة القديمة من الخليل، ومنع أهالي المدينة من ممارسة حياتهم الطبيعية، كما تواصل تدخل جيش الاحتلال في شون المسجد الإبراهيمي بشكل يسافر.

ويقول الشيخ تيسير التميمي، قاضي القضاة، وخطيب المسجد الإبراهيمي، إنّ سلطات الاحتلال منعت رفع الأذان في المسجد نحو 85 مرة خلال الشهر الماضي فقط، مشيراً إلى تكرار هذا المنع على مدى أيام السنة.

وضمن إجراءاتها التعسفية؛ ثبّتت سلطات الاحتلال ست بوابات إلكترونية على الباب الوحيد الذي يسمح بفتح من المسجد بغرض تفتيش المصلين ومنع دخول أي مواد معدنية، وهو تدخل مباشر ولا أخلاقي في العبادة، خاصة وأنّ المستعمرين الذين يدخلون القسم المخصص لهم لا يخضعون لإجراءات التفتيش علما أنهم هم القتلة.

– عملية تهويد متفاقمة

وفي بيان صدر عنه؛ اعتبر الشيخ التميمي في ذكرى الجريمة النكراء، أنها جاءت ضمن مسلسل استباحة الدم الفلسطيني وانتهاك حرمة المقدسات ودور العبادة وحق الإنسان الفلسطيني في أداء صلاته ومناسكه بأمن وأمان، وضرب بعرض الحائط بتعاليم الشرائع الإلهية والقوانين والمواثيق الدولية.

وأضاف الشيخ تيسير التميمي مضيفاً أنّ مجزرة المسجد الإبراهيمي الشريف ارتُكبت لهدف اتضحت معالمه بعد أيام، وهو تهويد المسجد وإحكام الهيمنة عليه وتحويله إلى كنيس يهودي، وبالفعل فقد أغلقته قوات الاحتلال فوراً ثم قسمته وسيطرت على جزء كبير منه وخصصته لليهود ومنعت المصلين من أهل المدينة من دخوله والصلاة فيه حتى اليوم.

وندّد التميمي بمواصلة سلطات الاحتلال إجراءاتها التعسفية التي تفرضها ضد المسجد الإبراهيمي الشريف بإغلاقه، وبالأخص في شهر رمضان المبارك واستمرار منع رفع الأذان من على مآذنه ومنع وصول المصلين إليه والتضييق عليهم عبر عمليات التفتيش الدقيق والمرور عبر البوابات الإلكترونية.

كما حذّر قاضي القضاة من المخططات التي تنفذها سلطات الاحتلال ضد قلب مدينة الخليل، حيث غرست فيها البؤر الاستيطانية وأغلقت شوارعها وفرضت عليها الحصار الاقتصادي المتواصل ما أدى إلى شل الحركة التجارية في أسواقها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات