الثلاثاء 21/مايو/2024

هجمة فتح على المدارس تستدرج التلاميذ إلى صراعات الميدان

هجمة فتح على المدارس تستدرج التلاميذ إلى صراعات الميدان

العملية التعليمية في خطر، وفرص الأجيال الفلسطينية في التحصيل المدرسي مهددة. هذا هو الاستنتاج الذي يخرج به المرء لدى رصده لما يجري من هجمة واسعة النطاق على المدارس الفلسطينية، كما يتجسد في قطاع غزة.

فما إن تلاشى مسلسل الإضرابات المسيّسة التي حاولت أن تشل المسيرة التعليمية الفلسطينية؛ حتى خرجت حركة فتح إلى الميدان بهجمتها الجديدة على المدارس والسلك التعليمي برمته، في محاولة لاستدراجه إلى صراعات الميدان.

– التلاعب بأرواح تلاميذ المدارس ودفعهم إلى بؤرة الاحتقان

بدوره؛ حذّر الدكتور صلاح البردويل، الناطق الإعلامي باسم كتلة حماس البرلمانية، مما وصفه بـ “التلاعب بأرواح الأطفال وطلاب المدارس”، مؤكداً خطورة محاولات زجهم في حالة الاحتقان الموجودة، وجرهم إلى المشكلات والإصدام فيما بينهم، مطالباً جميع أبناء شعبنا بالتصدي لهذه “الانسياقات المفتعلة من قبل البعض، والتي تخدم مصالح العدو في تجهيل أبناءنا الطلبة وزيادة الاحتقان في الشارع الفلسطيني”.

وقال د. البردويل “إنّ هناك تحوّلاً واضحاً في مسيرة العبث التخريبي التي تستهدف الحكومة والحركة الإسلامية”، مشيراً إلى تحوّل “العمل من إطار عمل عناصر مفتعلة من الأجهزة الأمنية؛ إلى إطار طلابي عبثي تقوده مجموعة من نفس التيار الانقلابي”.

وأوضح البردويل أنّ “هذه المجموعات ما فتئت تهاجم المدارس في قطاع غزة والضفة الغربية بشكل منظم، حيث يمارسون أعمالاً همجية، من إلقاء للحجارة و”الأكواع”، والاعتداء على المدرسين، وإرهاب الطلبة”، مؤكداً أنهم يهدفون من وراء ذلك استدراج أبنائنا الطلبة إلى الاشتباك مع بعضهم بعضاً، وبالتالي تدخل “القوة التنفيذية” لحل هذه الإشكالات وإظهارها بأنها قوة معادية.

وأضاف النائب البردويل أنّ من أشار إليها على أنها “شخصيات بارزة معروفة في الأجهزة الأمنية، هم من يقفون وراء هذه المجموعات الغوغائية، وذلك بهدف تمرير حالة الفوضى والإنفلات في الساحة الفلسطينية”، حسب تأكيده.

– البردويل: أدعو العقلاء في فتح إلى استدراك هذه الأمور

وقال الدكتور صلاح البردويل مضيفاً “أدعو العقلاء في حركة فتح إلى استدراك مثل تلك الأمور التي تفكك النسيج الاجتماعي لشعبنا، والوقوف بحزم أمام هذه المرحلة التاريخية، التي يسعى الكيان الصهيوني إلى زجنا بها كشعب فلسطيني في أتونها، ولن يكون فيها أي رابح سوى الاحتلال”.

وأكد البردويل أنّ “جماهير شعبنا العظيمة التي اختارت الحركة الإسلامية؛ لن تقف عاجزة عن صد هذا العبث أو المرور عليه مرّ الكرام”، مناشداً الجميع “بتحمّل مسئولياته والتوحد ضد الاحتلال الذي يترقب بنا الدوائر، ويريد إشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بين صفوف شعبنا”.

يأتي ذلك في سياق ما شهدته العديد من المدارس قد شهدت من اعتداءات من قبل بعض المسلحين المحسوبين على حركة فتح، وذلك في محاولة للتشويش على سير العملية التعليمية.

– وزارة التربية تعمل على احتواء الهجمة على المدارس

وفي غضون ذلك؛ تقوم وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية باتصالات ومعاينات تهدف إلى احتواء الهجمة على المدارس التي تقوم بها حركة فتح. واستنكرت الوزارة “المحاولات غير المسؤولة لتعطيل سير العملية التعليمية”، واتخذت عدداً من الإجراءات والخطوات الرامية لحماية السلك التعليمي والتلاميذ وضمان تحصيلهم المدرسي السليم.

فقد اجتمع الدكتور محمد شقير، وكيل وزارة التربية والتعليم العالي، مع وزير الداخلية والأمن الوطني سعيد صيام، لمناقشة الأمور الواجب اتخاذها من قبل وزارة الداخلية وجهاز الشرطة للقيام بواجبهم في حماية المدارس، حيث أبدى وزير الداخلية الاستعداد التام لتوفير الحماية للمدارس.

– تفعيل دور المربين وموجهي المجتمع لإنقاذ الوضع

ثم التقى وفد التربية وكيل وزارة الأوقاف الدكتور صالح الرقب بهدف تفعيل دور خطباء المساجد في توعية أولياء الأمور والطلبة، إلى خطورة انشغال الطلبة في مهام غير مهامهم، وتورط بعضهم في أعمال فوضى وتخريب مما يؤدي إلى تدهور مستقبل أبنائنا.

ومن ناحيته؛ قام وكيل وزارة الأوقاف بالاتصال بمدراء الوعظ والإرشاد في المحافظات، من أجل التعميم على خطباء المساجد للتطرق لهذا الموضوع.

كذلك التقي الوكيل بعدد من مديري المدارس وهي صرفند، والزهاوي، وسامي العلمي، وأبو ذر الغفاري، وجولس، وتم مناقشة دور مدير المدرسة وأعضاء اللجنة التدريسية ودور أولياء الأمور في المحافظة على المؤسسات التعليمية وسير العملية التعليمية.

وتطرق النقاش إلى أهمية تفعيل دور الشرطة بجوار المدارس المعنية، من أجل منع المساس بالمدارس، والمحافظة على حق أطفالنا في التعلّم في أجواء آمنة وبيئة مدرسية صحية. كما تناول الاجتماع دراسة احتياجات بعض المدارس من بعض الأجهزة وصيانة المرافق.

وتأتي هذه اللقاءات لتأكيد أهمية التزام الطلبة بمقاعد الدراسة، وعدم العبث والتخريب في المدارس، من أجل المصلحة العامة وحفاظا على المسيرة التعليمية.

– مسؤولية القوى الوطنية والإسلامية

وعلى صعيد متصل؛ استنكر الدكتور محمد أبو شقير، وكيل الوزارة، حملة الاعتداءات المتكررة على المدارس، وما سماها “محاولات البعض” إخراج الطلبة بالقوة ورشقها بالحجارة، داعياً إلى احترام مكانة المدارس وتجنيبها كل هذه المظاهر والابتعاد عن التسييس والحزبية.

وناشدت وزارة التربية والتعليم العالي “القوى الوطنية والإسلامية، وأصحاب الضمائر الحية، وأولياء أمور الطلبة؛ تحمل المسؤولية والعمل جاهدين من أجل الحفاظ على سلامة المسيرة التعليمية والمؤسسات التربوية على طريق بناء الدولة الفلسطينية، من أجل منح أطفال فلسطين حقهم في التربية والتعليم، وحرصاً على مصلحة الوطن والمواطن”.

وثمّن وكيل الوزارة الدور الفاعل لمدير ومعلم المدرسة والمشرف التربوي، في حماية المسيرة التعليمية ودعمها واستمرارها وتطويرها، وتأمين الأمن والسلامة للطلبة، مؤكداً أنّ وزارة التربية والتعليم “تجدد ثقتها وإيمانها بدور المعلم التربوي الرائد في المدرسة والميدان ورفع راية العلم والإيمان”.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات