الثلاثاء 21/مايو/2024

أجواء إيمانية في مدينة خليل الرحمن .. ومساجدها عامرة بالمصلين

أجواء إيمانية في مدينة خليل الرحمن .. ومساجدها عامرة بالمصلين

منذ أن أهلّ شهر رمضان على مدينة خليل الرحمن؛ حتى أهلّت معه بركته، وازدانت المساجد بالرواد صغاراً وكباراً، رجالاً ونساء، وانتشرت حلقات التلاوة والعبادة والمأثورات، في منافسة شديدة بين المساجد، طمعاً في نيل رضا الله عز وجل.

وكانت مدينة الخليل، المعروفة بمسجدها الإبراهيمي الشريف، وبمساجدها التاريخية، وبتمسك أهلها بعادات أصيلة تركز الالتزام الديني وتحترمه؛ قد شهدت مساجدها في الآونة الأخيرة ازدهاراً ملحوظاً من توسعة لمساجد قائمة أو بناء لأخرى جديدة، حتى أنه لا يخلو حي من أحيائها إلاّ ويحتضن مسجداً تقام فيه الصلوات وتدور حوله النشاطات التي تهدف إلى جعل المسجد محور الحياة في المجتمع.

مسجد صلاح الدين الذي كان متواضعاً في بنائه وإن بقي عظيماً في قدره؛ فإنه يغص بالمصلين اليوم، وقد بدا أخّاذاً في روعته. فهو مشيد من عدة طبقات، ومتعدد المرافق التي خُطِّط لها أن تخدم الحي الذي هو فيه.

أما مسجد خالد بن الوليد، فينتصب شامخاً بعناد أمام مغتصبة “كريات أربع”، المقامة على أرض المدينة. وهو بالتالي مسجد موجود في المنطقة الحرجة قرب سياج المغتصبة، ومع ذلك فقد أبدع الفنان المسلم في نقش حجارته وحسن عمارته وازداد رونقاً في إصرار المصلين على المداومة فيه رغم التهديدات والمخاطر النابعة من وجود المستعمرين الصهاينة المدججين بالسلاح والمعروفين بتطرفهم الشديد في هذه المنطقة.

ويبقى المسجد الإبراهيمي الشريف، المكان الذي تهفو إليه القلوب في مدينة خليل الرحمن. وبالرغم من الممارسات الصهيونية والتضييق على المصلين الذاهبين إليه، وبالرغم من كل المعوقات التي فُرضت حوله، بعد أن قام السفاح الصهيوني باروخ غولدنشتاين بقتل 29 مصلياً في فجر الجمعة الأخيرة من شهر رمضان سنة 1994؛ فإنّ تلك الإجراءات التي كانت تهدف إلى مصادرة الحرم نهائياً من المسلمين بحجة “تخفيف الاحتكاك”؛ فإنّ أهالي الخليل ما زالوا يواظبون على الحضور إليه، متخطين كافة العراقيل التي تريد حجبهم عنه.

وما زالت الصلوات تقام في المسجد الإبراهيمي، وتُلقى فيه الدروس والمواعظ، بينما هناك درس للنساء كل يوم اثنين. ويحضر المؤمنون للصلاة والعبادة في هذا المسجد، الذي ارتبط بمدينة الخليل وارتبطت به، ولتأكيد الحق الإسلامي في هذا المكان الطاهر الذي تتهدده المخاطر الصهيونية من كل صوب.

ويبقى شهر رمضان؛ شهر العبادة وشهر الصوم وإعداد النفس وشحنها بالإيمان والطاعات يستقبله أهل الخليل بفرحة غامرة، تتعزز فيه صلة الرحم، حيث يُدعى الأقارب لوليمة الإفطار، وتتعزز فيه المعالم الاجتماعية النبيلة والعادات الأصيلة، ويكثر فيه عمل الخير، فيما يقول الجميع: ليت السنة كلها رمضان.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات