الأربعاء 22/مايو/2024

إذلال الفلسطينيين هواية جنود الاحتلال عند الحواجز الكثيرة

إذلال الفلسطينيين هواية جنود الاحتلال عند الحواجز الكثيرة

رغم أجواء رمضان والحرّ الشديد الذي تشهده الضفة الغربية هذه الأيام؛ يقوم جنود الاحتلال بإعاقة تنقل المواطنين عبر الحواجز العسكرية المنتشرة على مداخل طولكرم وبين المدينة وبلداتها، وكذلك على الشوارع الرئيسة التي تربطها بالمحافظات الأخرى.

ويفيد مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، أنّ جنود الاحتلال لا يراعون خصوصية رمضان لدى الفلسطينيين، ويعمدون إلى تأخيرهم على الحواجز ساعات طوالاً، وإخضاعهم للتفتيش الدقيق والمهين بإجبارهم على رفع ملابسهم.

– حواجز في كل اتجاه

حاجزا جبارة إلى الجنوب من طولكرم وعيناب إلى الشرق منها؛ هما مثالان على ممارسات جنود الاحتلال العنصرية تجاه المواطنين الفلسطينيين. حيث تخضع حركة المرور عبر الحاجزين إياهما لمزاج الجنود وتصرفاتهم الاستفزازية. وقال بعض المواطنين ممن يمرون عبر حاجز عناب، إنّ جنوداً يقتنون كلباً عند الحاجز؛ يتركونه يلاحق المواطنين، ما يحدث خوفاً شديداً خاصة لدى الأطفال والنساء، دون أن يبذل الجنود جهداً لردعه، بل يتلذذون بالنظر إلى العذابات والصراخ الذي يتابعونه بسادية.

ويقوم جنود الاحتلال بنصب الحواجز الطيارة بين مدينة طولكرم وبلداتها، وخاصة على طريق بلدة بلعا الواقعة إلى الشرق من طولكرم، وعند مفرق الجاروشية على طريق الشعراوية إلى الشمال من طولكرم. ويعمد الجنود الصهاينة إلى إرغام السائقين الفلسطينيين على الترجل من سياراتهم ورفع ملابسهم قبل إخضاع السيارات وراكبيها لتفتيش دقيق.

أما عند الحواجز المقامة بين محافظات شمالي الضفة الغربية، وخاصة على مفرق جيت ـ صرة الواقع بين محافظات طولكرم ونابلس وقلقيلية، حيث طوابير المركبات الفلسطينية الممتدة؛ يتطلب مرور المواطنين عدة ساعات من الانتظار تحت أشعة الشمس اللاهبة، ومن ثم يتم إخضاعهم لتفتيش دقيق، وأحيانا لاحتجاز بعضهم لمجرد حمله هوية منطقة معينة.

– المرور عبر الدواليب الحديدية .. طلباً للعلم

الطالب أحمد من طولكرم، الملتحق بجامعة النجاح الوطنية بنابلس؛ يضطر للمرور عبر حاجزي عناب وبيت إيبا وما بينها من حواجز طيارة، ويقول إنه وزملاءه ممن لا يستطيعون الإقامة في نابلس بسبب الظروف الاقتصادية العسيرة؛ يضطرون للمرور عبر الحواجز يومياً للوصول إلى الجامعة.

ويضيف هذا الطالب الفلسطيني “نخرج من الصباح الباكر لضمان وصولنا إلى الجامعة في الوقت المحدّد، ولكنّ أمزجة الجنود وإجراءاتهم المتقلبة تمنعنا في كثير من الأحيان من الوصول إلاّ متأخرين، وأحياناً لا نصل أبداً”، مشيراً إلى أنّ “هذا يسبب لنا مشاكل في الجامعة وخسارة محاضرات مهمة، وقد اضطر الكثير منا لجعل دوامه متأخراً بعض الشيء لتجنب تأخير الصباح”.

أما في الموسم الرمضاني الحالي؛ فيذكر الطالب أحمد أنّ “المشكلة تفاقمت في رمضان، وخاصة عند حاجز بيت إيبا، حيث الحركة البطيئة جداً لعبور الطلاب والمواطنين عبر الدواليب الحديدية، والتي تخضع لأمزجة الجنود”،  ويضيف “أحياناً نمكث ساعتين أو ثلاثاً وربما أكثر، حتى نتمكن من الخروج من نابلس، فنضطر إلى الإفطار عند الحواجز قبل وصول البيت”.

– الطريق إلى رام الله

أما المواطن خليل؛ فيعمل في رام الله ويعود إلى عائلته في طولكرم ثلاث مرات في الأسبوع. لم يختلف ما قاله خليل عن معاناة أحمد وزملائه، باستثناء أنّ عدد الحواجز التي يمرّ بها خليل أضعاف تلك المنتصبة بين طولكرم ونابلس.

ويشرح خليل أنّ الطريق إلى رام الله “تُعدّ سفراً حقيقياً، رغم أنها لا تتجاوز ساعة من الزمن بدون حواجز”، ويضيف “أخرج من بيتي بعد صلاة الفجر مباشرة، ولا أصل رام الله إلاّ بعد ثلاث أو أربع ساعات، وأحياناً تأخذ النهار كله، وأحياناً لا يمكن الوصول أبداً، ونضطر للعودة إلى طولكرم بعد طول معاناة وانتظار”.

ويتحدث خليل عن سادية جنود الاحتلال وسعادتهم بتعقيد حياة الفلسطينيين، بحجة “تنفيذ الأوامر”، فيحرمون الولد أو البنت من المرور عبر الحاجز مع والديهما بحجة أنّ عمرهما أقل من المسموح به، أو أن يُسمح للزوجة بالمرور والزوج ممنوع لأنّ هويته من طولكرم أو جنين، دون أن يعيروا اهتماماً للحالات الإنسانية. فقد يرون المريض وحالته تغني عن الكلام، ولكنّ لا يسمع المرء إلاّ عبارات ممجوجة مثل “ممنوع”، “روخ روخ”، “ارجع”، “سيجر”.

وختم خليل بالقول إنّ هذه الحواجز هي “أبشع صور الاحتلال وأكثر ما يعانيه شعبنا، وبالمقابل لا تجد اهتماماً من المسؤولين ولا من المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لتخفيف معاناة المواطنين ووقف إذلالهم، والمس بكرامتهم وتعقيد حياتهم”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات