السبت 27/أبريل/2024

الصهاينة يقرّون بالهزيمة وشعبية حكومتهم في الحضيض

الصهاينة يقرّون بالهزيمة وشعبية حكومتهم في الحضيض

عجز الساسة الصهاينة عن الاستمرار في تمثيل دور “المنتصر” في الحرب الأخيرة ضد لبنان؛ فقد بدأت تتعالى الأصوات شيئاً فشيئاً، معلنة أنّ الجيش الصهيوني هُزم أمام مقاتلي “حزب الله” اللبناني، لا سيما بعد أن أكد حسن نصر الله الأمين العام للحزب، بأنه الآن أقوى من ذي قبل، وأنه يمتلك أكثر من عشرين ألف صاروخ قادرة على دكّ أهداف صهيونية في قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

الاعتراف بالعجز والهزيمة أُعلن هذه المرة من قبل إيهود أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني ذاته؛ فقد تحدث لأول مرة في لقاء مع محطات التلفزة العبرية عن إخفاقات وقعت في أداء جيش الاحتلال، وفي الاهتمام بما يسمى “الجبهة الداخلية” خلال الحرب ضد لبنان، وقال “كانت هناك أخطاء كثيرة خلال الحرب على مستوى الجبهة وعلى مستوى الجبهة الداخلية”، على حد تعبيره.

إلاّ أنّ أولمرت ما زال يدافع عن قرار توسيع العدوان البري، الذي اتخذ قبل ساعات من وقف إطلاق النار، ذلك القرار الذي لاقى انتقادات واسعة واعتبره سياسيون وعسكريون صهاينة عملية استعراضية تهدف إلى تحقيق نصر إعلامي، ومحاولة تحقيق مكاسب اللحظات الأخيرة التي لم يتمكن جيش الاحتلال من تحقيقها، بل مُني بخسائر بشرية وعسكرية فادحة.

– إقرار متأخر بالهزيمة

“الجيش خسر الحرب في لبنان”، اعتراف يقوله كثيرون من الضباط في حوارات شخصية؛ ولكنّ ضابط التثقيف في الجيش الصهيوني إيلان هراري، قالها في اجتماع للقيادة العليا للجيش، مما حدا بقائد هيئة الأركان العامة للجيش، دان حالوتس، أن يصبّ جام غضبه والردّ بعصبية “إذا كنت تعتقد أننا خسرنا فأنا أتساءل كيف من الممكن أن تعكس شيئاً آخر، فالجنود لا يعتقدون هكذا وما نقوله ينعكس على الجنود”.

حالوتس الذي يكثر من الظهور في اجتماعات وفعاليات الجيش الصهيوني ومن الظهور في وسائل الإعلام؛ يحاول بدوره أن يقنع أنّ الإخفاق في لبنان هو أقل وطأة مما تعرضه الصحافة، وأنه يجب أن يستمر في قيادة الجيش، ويحاول في المقابل لجم التسريبات من داخل جيشه المهزوم.

وقد منع حالوتس ضباطه من الحديث لوسائل الإعلام دون إذن مسبق من هيئة الأركان، وحذّرهم من أنه قام باستدعاء خدمات الوحدة لأمن المعلومات كي تراقب تصريحات الضباط. وتبيّن بعد ذلك أنه في يوم واحد أجرى 460 ضابطاً بجيش الاحتلال آلاف المكالمات الهاتفية مع صحفيين دون إذن مسبق.

إلاّ أنّ حالوتس نفسه يؤكد أنّ سلطات جيشه تواصل تقصي حقائق الحرب في لبنان بهدف “استخلاص العبر اللازمة، وإصلاح الأخطاء التي اكتشفت خلالها”، معترفاً بأنه يتحمل المسؤولية عن ذلك وينوي البقاء في منصبه.

– شعبية متدنية

الإخفاق الصهيوني في الحرب ضد لبنان انعكس بشكل واضح على شعبية إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الصهيوني؛ فقد هبطت شعبيته هو ووزير حربه عامير بيرتس، في حين ارتفعت شعبية بنيامين نتنياهو زعيم حزب “ليكود” المعارض، الذي يحمل أفكاراً بالغة التشدد وتؤيد استمرار العدوان رغم الهزيمة المريعة.

فقد بيّن استطلاع للرأي أجرته صحيفة /هآرتس/ العبرية، أنّ شعبية أولمرت، وكذلك وزير حربه بيرتس، قد هبطت إلى الحضيض. إذ قال 22 في المائة فقط من المستطلعة آراؤهم أنهم راضون عن أداء أولمرت، مقابل 68 في المائة عبّروا عن عدم رضاهم. وكان الاستطلاع السابق قد بيّن أنّ أولمرت حظي بنسبة 48 في المائة من الرضى.

وأفاد 79 في المائة من المستطلعة آراؤهم أنهم غير راضين عن أداء وزير الحرب عامير بيرتس، في حين قال 14 في المائة فقط إنهم راضون. وبالمقارنة مع الاستطلاع السابق؛ فقد حاز في حينه بيرتس على نسبة 37 في المائة، مقابل 51 في المائة عبّروا عن عدم رضاهم.

وقد بيّن الاستطلاع أنّ وضع حزبي أولمرت (زعيم حزب كاديما) وبيرتس (زعيم حزب العمل) ليس بأفضل. فقد قال 55 في المائة من مصوِّتي “كاديما” إنهم غير راضين إنّ أداء أولمرت، في حين قال 64 في المائة من مصوِّتي “العمل” أنهم غير راضين عن أداء بيرتس.

– مزيد من التطرف يميناً

وبيّن الاستطلاع الجديد بنتائجه المثيرة؛ أنه لو أجريت الانتخابات اليوم؛ فإنّ حزب “ليكود” سيضاعف قوته ويحصل على 24 مقعداً، في حين يخسر حزب “كاديما” 13 مقعداً ويحصل على 16 مقعداً فقط. أما حزب “العمل” فسيخسر 4 مقاعد ويهبط بذلك إلى 15 مقعداً فقط.

وبحسب “هآرتس”؛ فإنّ هذه المعطيات تعني أنه في حال جرت الانتخابات اليوم؛ فإنه بإمكان نتنياهو أن يشكل حكومة بـ 74 نائباً، من بينهم المتدينون واليمين والمتقاعدون، ويشارك فيها أفيغدور ليبرمان كوزير للأمن أو المالية، حيث بيّن الاستطلاع أنه قد يحصل على 18 مقعداً.

إلاّ أنّ استطلاعاً آخر للرأي العام الصهيوني، أشرف على تنفيذه مركز الأبحاث الصهيوني “داحف”، أشار إلى أنّ زعيم حزب “ليكود” بنيامين نتنياهو تقدّم على منافسيه السياسيين الصهاينة كأفضل مرشح لرئاسة حكومة الاحتلال المقبلة.

وحسب هذا الاستطلاع؛ فإنّ 27 في المائة من الصهاينة رشّحوا نتنياهو لقيادة الحكومة الصهيونية المقبلة، فيما فضّل 7 في المائة فقط من الصهاينة بقاء أولمرت في رئاسة الوزراء.

وأوضح الاستطلاع أنّ زعيم حزب “يسرائيل بيتنا” (مأوى للمهاجرين الروس) المتطرف إيفغدور ليبرمان، قد حصل على المرتبة الثانية بنسبة 15 في المائة، مقابل 12 في المائة لصالح شمعون بيرتس، النائب الأول لرئيس الوزراء الصهيوني الحالي، فيما حصلت وزير الخارجية الصهيونية الحالية تسيبي ليفني على المرتبة الثالثة بنسبة 14 في المائة، مقابل 1 في المائة لصالح وزير الحرب الحالي وزعيم حزب العمل عامير بيرتس، و3 في المائة لإيهود باراك، و5 في المائة لوزير المواصلات شاؤول موفاز. ويُعتبر مركز الاستطلاعات “داحف” من أهم المراكز الصهيونية المختصة بأبحاث الرأي، ويعتبره مراقبون صهاينة متمتعاً بمصداقية، وغالباً ما توضع نتائج استطلاعاته موضع اهتمام الساسة الصهاينة وتكون ذات تأثير على خطواتهم السياسية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات