الجمعة 26/أبريل/2024

“مقاومٌ منفردٌ في وجه جحافل الصهاينة”.. من هو قائد معركة “الساعات السبع”؟

“مقاومٌ منفردٌ في وجه جحافل الصهاينة”.. من هو قائد معركة “الساعات السبع”؟

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

“ذئب منفردٌ يخرج لهم كالشبح من كل الأمكنة” ليواجه جحافل الاحتلال المدعومة من الجوّ، بهذا الوصف أشاد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالبطل الشهيد “الصائم المشتبك” – مجاهد بركات منصور – الذي أذاق جيش الاحتلال مرارة الهزيمة وأثخن في جنوده جرحًا وقتلاً قبل أن يغتاله صاروخٌ غادرٌ من الجوّ بعد أن عجزت كتائب العدو عن مواجهته على الأرض في معركةٍ تواصلت لسبع ساعاتٍ كاملةٍ.

وحار النشطاء في وصف الشهيد وشجاعته منقطعة النظير، التي أثبت عجز جيش الاحتلال وجبن جنوده، فبين من استحضر التاريخ الماضي ووصفه بالصحابي الجليل “أبي جندل” – رضي الله عنه – وبين من وصفه بـ “رامبو” الذي لم يكن أحدٌ ليصدق وجود شخصيةٍ مثله قبل رؤية البطل مجاهد بركات منصور وهو يطبق كل فنون القتال وأساليبه وتقنياته في ضرب جنود العدوّ في مقتل.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي ياسر الزعاترة في تدوينة له ممتدحا البطل: “ربح البيع يا مُجاهد”، مضيفًا “معركة بطولية خاضها مجاهد بركات كراجة وحيدا ضد جحافل مدعومة من الجو”.

ويتابع بالقول: “حدث ذلك في غابة غرب رام الله، 5 ساعات أصاب خلالها 7 من جنود الغزاة؛ جراح بعضهم خطيرة، قبل أن يرتقي بصاروخ موجّه.

ويضيف الزعاترة بالقول: “عمل سابقا في حرس رئاسة لا تحرس شعبها، فتركها وحَرس على طريقته، سلام الله عليه”.

من جانبه يقول الإعلامي أدهم أبو سلمية: “مجاهد إسم ومسمى.. منفذ عملية إطلاق النار برام الله هو الشهيد مجاهد بركات منصور عسكري متقاعد في جهاز حرس الرئيس”.

وأضاف بالقول: السلام لأبناء أبو جندل .. المتمردين على الأوامر .. مقيمي الحجة على كل أصحاب السلاح والعساكر، السلام على شباب فتّح الشرفاء من يريدون إعادتها لصورتها الأولى..

أما صاحب حساب “جفرا الحب” فيقول: إنّ هذا بالفعل مجاهد مُدرب وعنصر نخبة متجهز للقتال، فإنظر لتحركاته ووثبة الاسد القتالية التي يتحرك بها، وإنظر لاستخدامه أساليب التخفي الدقيقة في الزي العسكري، وكذلك فإنظر الى اختيار مكان العملية وهدفها الدقيق وإنظر الى التوقيت والفترة التي مكث فيها المجاهد ثابتاً ينتظر هدفه وبعد ذلك أزح بصرك نحو 4 ساعات من القتال الدامي ضد كتيبة من الجيش الإسرائيلي ولم يستطيعوا النيل منه الا باستخدام الطائرات..

أما ناصر الدويلة فقال: صورة الشهيد البطل مجاهد بركات منصور من قرية دير ابزيع وكان سابقا من حرس الرئيس لكنه اختار الله و نسأل الله ان يتقبله من الصالحين هذه العملية هزت المجتمع الصهيوني و زعزعت امل الصهاينة بالقضاء على المقاومة.

وأشاد معاذ حامد بالشهيد البطل قائلا: مجاهد بركات منصور كراجة عسكري فلسطيني كان يعمل في جهاز حرس الرئيس الفلسطيني ابو مازن.. ولكنه ترك العمل منذ 10 سنوات

واضاف بالقول: منصور استخدم جميع التكتيكات العسكرية التي تعلمها خلال اشتباكه الطويل.. ولما عجز جنود إسرائيل قتله بالاشتباك المباشر, استخدموا طائرة مروحية

وقالت “الجزيرة” في تقرير لها: مجددا تنفض الضفة الغربية عن ذاتها غبار الصمت والمراقبة إزاء ما يجري من عدوان في قطاع غزة، لتفتح معركة استمرت 7 ساعات، قائدها شاب حرّك سلاح الجو الإسرائيلي لملاحقته.

صبيحة اليوم الجمعة، نفذ الشهيد مجاهد بركات منصور عملية إطلاق نار استهدفت حافلة للمستوطنين في الطريق الرابط بين قريتي دير إبزيع وكُفر نعمة غربي رام الله، ثم اشتبك مع التعزيزات العسكرية إثر العملية، ونجح في الانسحاب إلى منطقة جبلية خالية من السكان.

أسفرت العملية عن إصابة 7 جنود إسرائيليين، اثنان جراحهما خطيرة، في حين استمرت ملاحقة المنفذ لساعات، فشل جيش الاحتلال في الوصول إليه إلا بقصف بطائرة مروحية قتلته بصاروخ، وفق شهود ومقاطع فيديو متداولة.

فور وقوع العملية والتعرف على هوية الشهيد، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مسقط رأسه بلدة دير بزيع، وحاصرت منزل والده، وبدأت في استجواب أفراد عائلته، وفق ما صرح به للجزيرة نت رئيس مجلس محلي البلدة عماد الطويل.

وأضاف رئيس المجلس أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال داهمت القرية، وتوجهت إلى منزل ذوي الشهيد -الذي احتجزت جثمانه- وضربت حصارا حوله. وذكر أن “الشهيد يبلغ من العمر 31 عاما، وهو متزوج وله عدة أبناء، توفي أحدهم قبل أيام”.

وكشف أن الشهيد كان سابقا عنصرا في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني، وقدم استقالته قبل نحو 7 سنوات، واتجه إلى الأعمال الحرة.

ويقدر عدد سكان البلدة بنحو 3 آلاف نسمة، ويغلق الاحتلال أحد مداخلها الرئيسية، فضلا عن الاستيطان الذي استهدف محمية طبيعية من أراضي البلدة.

ووفق الكاتب والمحلل السياسي أكرم النتشة، فإنه في ظل ما يتوفر لدى الاحتلال من تقنيات مراقبة وطائرات من دون طيار، إضافة للأبراج العسكرية المنتشرة في المنطقة، “فإنه من غير المنطقي أن تستمر المطاردة والاشتباك عدة ساعات”.

وأضاف، في حديثه للجزيرة نت، أن المنفذ “استطاع على ما يبدو أن يستفيد من الطبيعة الجبلية للمنطقة، واختار ساعات ما بعد الفجر مع وجود ضباب نسبي، وهذا الأمر ساعده ليستطيع الاشتباك كل هذه الفترة ويوقع هذا العدد من الإصابات”.

ويلفت النتشة إلى أن المنطقة التي وقعت فيها العملية “قريبة جدا من مدينة تل أبيب، وهو الأمر الأخطر في العملية خاصة أنها إحدى أكثر مناطق الضفة الغربية انتشارا لقوات الاحتلال ومنظومات المراقبة والاستطلاع”.

ويرجح أكرم النتشة أن تكون عملية الشاب منصور “فردية”، موضحا أنه “لا توجد بنية عسكرية منظمة في الضفة الغربية لمختلف فصائل المقاومة”.

وتابع أنه “حتى وإن كان العديد من منفذي العمليات يتبعون لفصائل إلا أن العمليات في الآونة الأخيرة أخذت الطابع الفردي أو الخلايا المصغرة جدا”.

وأشار إلى اختلاف كبير في مفهوم العمليات المنظمة عن الفردية، “في السابق كانت العمليات المنظمة تعني وجود تنظيم عسكري له بنيته الواضحة، ويقوم بهذه العمليات ضمن هذه البنية العسكرية، أما الآن فلا توجد هذه البنية التنظيمية، لذلك فإن العمليات في معظمها تبدو عمليات فردية حتى وإن انتمى المنفذ لأحد تنظيمات المقاومة”.

وفي تفسيره لدلالة عمل الشهيد سابقا في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، قال أكرم النتشة إن مشاركة عناصر من الأمن سابقين أو حاليين أمر لم يعد استثنائيا.

وأضاف “شهدنا في الفترات الأخيرة مشاركة عناصر من الأمن في عمليات، صحيح أنها قليلة لكنها تعطي مؤشرات هامة على إمكانية مشاركة هذه الفئة في حال فتحِ مواجهة في الضفة الغربية مثل انتفاضة الأقصى أو ما شهدناه في بينة مجموعات مسلحة كعرين الأسود في مدينة نابلس والتي كانت تستند إلى أفراد من الأمن الفلسطيني استقالوا من مهامهم”.

وبالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعد الاحتلال عملياته في الضفة الغربية حيث يقترب عدد الشهداء من 450، في حين تجاوز عدد المعتقلين 7700.

في المقابل توسعت دائرة العمليات الفلسطينية التي تستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في مناطق عديدة بالضفة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات