السبت 27/أبريل/2024

كسر إرادة غزة .. أوهام إسرائيلية يبددها صمود أسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني

كسر إرادة غزة .. أوهام إسرائيلية يبددها صمود أسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يجمع خبراء سياسيون وأكاديميون أنّه لا يمكن لأحد أن يسرق “حلم الشعب الفلسطيني بالتحرر”، ولن يملك أحدٌ مهما فعل أن ينال من عزيمة وبأس الشعب الفلسطيني وكل أحرار العالم بأنّ النصر قادم مهما طال الزمن ومهما كان الثمن باهظًا.

ويتفق الخبراء الذين استطلع المركز الفلسطيني للإعلام آراءهم أن كيان الاحتلال الصهيوني وداعميه في العالم يسعون بعد 166 من العدوان المتواصل على قطاع غزة وما خلفه من دمارٍ هائل وعشرات آلاف الشهداء والجرحى والدمار الواسع، إلى بث اليأس والإحباط والهزيمة في النفوس، على الرغم من الصمود الأسطوري للمقاومة والشعب الفلسطيني، مشددين على أن ذلك مجرد أوهام.

وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري في تصريحاته لـلمركز الفلسطيني للإعلام أنه لو نزلت صواريخ يهود على جبل لأذابته، لكنها برغم الخسائر التي سببتها لم تفلح في النيل من عزيمة المقاوم الفلسطيني في الضفة وغزة طوال المدة الطويلة الماضية إذا قيست بمساحة الأرض وعدد السكان.

وتساءل الشحروري: ألم يدّعِ أعداء الله أنهم قضوا على قوة المقاومة في شمال غزة ووسطها؟ فإذا بهم يفاجأون بأن زخم المقاومة في الجهتين يعود ليكذب قولهم ويمحو إفكهم. والتقى العالم الظاهر والباطن على هدف إنهاء المقاومة، ولكل أسبابه ودوافعه، ولكنهم جميعا باتوا يدركون اليوم أن محاولاتهم باءت بالفشل.

ولفت إلى أنّه إذا كان أعداء المقاومة يراهنون على مدى صبر أنصارها في الداخل والخارج فقد خسروا الرهان، فما لانت عزيمة فلسطين وأهلها ولا عزيمة المتعاطفين مع قضيتها عربا وعجما، الذين حرصوا على جعل بذلِهم كله لغزة، حتى نسوا فقراءهم وأصحاب الحاجات الملحة فيهم.

وقال الشحروري: لا ينال عدونا منا إلا ما نال من النبي الكريم وأصحابه: “لن يضروكم إلا أذى”، فقد كسروا رباعيته عليه الصلاة والسلام وأدموا قدميه الشريفتين، وقتلوا أصحابه وعذبوهم، وهو بمجموعه ما يسميه القرآن (أذى)، فإن قلتَ: ماذا يريد عدوي أكثر من ذلك؟ ألم يبلغ الشهداء والجرحى أكثر من مئة ألف حتى الآن في غزة والضفة؟ ألم تدمر غزة وتستهدف مساجدها ومدارسها ومستشفياتها ومزارعها وآبار مياهها وشبكة كهربائها؟ فماذا ينال منا أكثر مما نال؟

وتابع بالقول: الجواب أن هذا العدو ينقم منا تمسكنا بحقنا عقيدة ووجودا وأثرا، ولقد تعهد ربنا سبحانه بأن لا ينال عدونا مأربه فيها، فلو قتل الملايين وجرح أضعافهم وشرّد مثلهم فإنه مجرد (أذى) فالشهداء يعوّضون بتوالد النسل، والهدم يزال ليكون مكانه أحسن منه، أما الفكرة والوجود الحضاري فلن يصلوا إليهما ولن يزيدهما أذاه إلا تجذرا.

وأضاف: لقد أدى إلحاق الأذى بغزة إلى دخول آلاف الأوروبيين في الإسلام، هذا حديثا، أما محاولات عدونا العتيقة للتعفية على تأثير عقيدتنا فينا فأمثلتها متكررة في التاريخ، لقد أحرق المغول بغداد وألقوا كتبها التي تحكي حضارتها في النهر، فقامت بغداد بفكرها وأثبت النهر أنه يبتلع الصحف ولا يبتلع الفكر الذي سطّر فيها، وما لبثت أن قامت بغداد لتكون شاهدة على تجذر العقيدة وأصالة الفكر واستعصائهما على الزوال، وانبعثت “عين جالوت”  في رمضان شهر الصبر والعزيمة فمسحت آثار (الأذى) المغولي واستعلنت حضارة الإسلام وامتدت لتنال بنورها من ظلام القلوب القاسية ولِتُطَوّعها لهذا الدين الحنيف.

واستحضر الشحروري الآية الكريمة: “لن يضروكم إلا أذى”، فقد ينجحون في إخافتكم وكتم أصواتكم إلى حين، لكن العودة الوشيكة للحرية وإن كانت حمراء قانية ستزلزل عروش الظالمين وستَظهر العقيدة على السطح صافية، وتُعلَن الفكرة طوفانا يأخذ في طريقه كل غثّ، “فأما الزبد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”.

ووجه رسالة في نهاية حديثه قال فيها: رسالتي إلى يهود وحلفائهم وخدمهم في منطقتنا أن يوفروا جهدهم فنحن على موعد وشيك لانتهاء هذا الكابوس العارض ليولد بسبب الأرواح التي أزهقت فجر جديد، ولنحصد من خراب العمران صلاح الإنسان، فإن سنة الله في التمحيص ستُخرج لنا من تحت الركام رجالا يحاكي بأسهم صلابة عقيدتهم في نفوسهم وتجذر حضارتهم في قلوبهم.

من جانبه يرى المفكر فهمي هويدي أن لدينا زاويتَين للنظر فيما جرى بعد طوفان الأقصى، واحدة ترى الموت والخراب وتلوّح بالنكبة، والثانية ترى الصمود والإنجاز وتلوّح بالحلم والأمل. الأولى تغذّي شعورنا بالبؤس والمظلومية والقهر، والثانية توقظ فينا الاعتزاز بالكرامة والحق في الانتماء إلى جنس البشر الذين ينعمون بالحرية والاستقلال.

وقال هويدي، في مقالة له بموقع “الجزيرة”: صحيح أنه ينبغي ألّا نتجاهل ونهوّن من شأن الموت والخراب، رغم أن فداحة الثمن تفهم كلما عزَّ الهدف. في الوقت ذاته، فإن الإنصاف يفرض عليها أن نرصد بعناية الأهداف التي تحقّقت، مراهنة وأملًا في أنه لا يصحّ في النهاية إلا الصحيح.

وشدد على القول: إنّنا لا نريد أن نستسلم للآلام، أو نتعلق بالأوهام والأحلام. وتسعفنا في ذلك القراءة الرصينة للواقع. وهذه ترشّح لنا عدة خلاصات، في مقدمتها أمران: الأول أن الفلسطينيين يخوضون المعركة وحدهم بمعزل عن الأنظمة العربية، الأمر الثاني تمثل في تحييد النظام العربي، ذلك أن الدول العربية لم تستخدم شيئًا من قدراتها سواء لمحاولة وقف الحرب أو الضغط بأي وسيلة لكبح جماح العدوان الإسرائيلي، وهو ما بات يعد نقطة ضعف في الموقف الفلسطيني. سياسيًا أو اقتصاديًا أو دبلوماسيًا.

واستدرك هويدي بالقول: أما الخلاصة فهي أن المقاومة الفلسطينية لا تزال ثابتة القدم، تملك بعض أوراق القوة التي تمكّنها من تحدي الإرادة الإسرائيلية المدعومة أميركيًا، الأمر الذي يعني في مقبل الأيام استبعاد الهزيمة الساحقة للفلسطينيين أو الانتصار الكاسح لإسرائيل.

وأعاد التأكيد على أنّ القتل والتدمير والتهجير لن يلغي الحُلم الفلسطيني الذي ازداد رسوخًا وقوة. والعربدة الإسرائيلية – وتوسع المستوطنين – لها حدود، وما عاد ميسورًا تسويقها بعدما تفتّحت أعين كثيرين في العالم على حقيقتها.

أما الكاتب السياسي نور الدين علوي فيرى النصر بعد طوفان الأقصى من زاوية أخرى، إذ يؤكد أنه وبعد سبعة أشهر من خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة (أيلول/ سبتمبر 2023) عن إنهاء شيء اسمه القضية الفلسطينية، نرى الراية الفلسطينية ترفرف في كل الأرض وفي كل العواصم ويرفعها الأطفال والكهول والنساء والرجال، وتتحول بالتدريج إلى راية حرية عالمية أكبر حتى من فلسطين نفسها.

ويؤكد في مقالته بصحيفة “عربي 21″، أنّه يمكن للمقاومة أن تبدأ في حساب مكاسبها منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ويمكن لمقاولي الهزائم أن يبكوا دما.. العالم يتحول إلى سند لغزة وأهلها، من كان يظن؟ المقاومة لم تفقد الأمل ونحن في مرحلة إعادة ترتيب العالم بلا صهاينة ولا عملاء عرب. متى يكون ذلك؟ كل آت قريب، لقد عشنا ما تمنينا أن نعيش كجيل عربي مظلوم، لقد عشنا انكسار الكيان الصهيوني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات