السبت 27/أبريل/2024

بعد دعواتٍ لهبّةٍ شعبيةٍ لمواجهتها.. ماذا وراء تركيب الاحتلال لحواجز حديدية في الأقصى؟

بعد دعواتٍ لهبّةٍ شعبيةٍ لمواجهتها.. ماذا وراء تركيب الاحتلال لحواجز حديدية في الأقصى؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

أثار تركيب الاحتلال لحواجز وأقفاص حديدية عند ثلاثة من أبواب المسجد الأقصى المبارك، اليوم الخميس، غضبًا واسعًا في الأوساط الشعبية الفلسطينية وسط دعواتٍ متواصلةٍ لهبّةٍ شعبيةٍ لإيقاف هذا العدوان الغاشم على المدينة المقدسة، ومساعي الاحتلال الخبيثة المتواصلة للسيطرة على المسجد ومنع المصلين من الوصول إليه والتضييق عليهم.

بدورها أكدت مؤسسة القدس الدولية، في بيان صادرٍ عنها، وصل المركز الفلسطيني للإعلام: أنّ الاحتلال ينصب حواجز حديدية جديدة على أبواب الأقصى إمعانًا في حصاره، ولا شيء يزيل هذا العدوان سوى هبة كهبات باب الأسباط وباب الرحمة وباب العمود.

وقالت المؤسسة في بيانها: إنه وفي خطوة عدوانية خطيرة تهدف إلى تكريس حصار المسجد الأقصى، أقدمت شرطة الاحتلال الصهيوني اليوم الخميس على تركيب حواجز حديدية وأقفاص حديدية عند ثلاثة من أبواب المسجد الأقصى المبارك، هي: باب الحديد، وباب الغوانمة، وباب الملك فيصل.

وشددت على أن الحواجز والأقفاص الحديدية الجديدة تهدف إلى تثبيت حواجز دائمة للشرطة الصهيونية عند أبواب الأقصى، وتحويل هذه الحواجز وما يرافقها من إجراءات تفتيش وتنكيل وقمع ومنع من دخول الأقصى إلى إجراءات ثابتة.

وتابع البيان بالقول: يأتي هذا العدوان في ذروة حربٍ انطلقت انتصاراً للأقصى في وجه أعتى محاولات تهويده وتغيير هويته؛ وإن تغول الاحتلال على الأقصى هو محاولة لتفريغ المعركة من معناها يجب التصدي لها بكل قوة واعتبارها جزءاً من مجهود الحرب والواجبات تجاهها.

وشددت على أن محاولات الاحتلال تثبيت حواجز وقيود وإغلاقات في المسجد الأقصى ومحيطه لم تتوقف منذ سنوات عديدة، لأن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكنه عبرها تقليل وجود المصلين في الأقصى إلى أدنى عدد ممكن، وفرض السيطرة الأمنية والإدارية الكاملة على المسجد. فقد حاول في عام 2017 تثبيت بوابات إلكترونية عند أبواب الأقصى، وحاول عام 2019 إغلاق مصلى باب الرحمة بقفل جديد وضعته الشرطة الصهيونية، وحاول عام 2021 إغلاق مساحات من ساحة باب العمود في سور البلدة القديمة، وكل هذه المحاولات فشلت.

وأكدت مؤسسة القدس أن هذا العدوان الجديد والخطير يتطلب تحركًا جماهيريًّا فلسطينيًّا عاجلًا لإزالته، قبل أن تتحول هذه الحواجز والأقفاص الحديدية إلى حقائق تهويدية عدوانية يصعب تغييرها، وإن ذاكرة الفلسطينيين ما زالت تستذكر بيقين أن محاولات الاحتلال الصهيوني إحداث تغييرات مادية في الأقصى ومحيطه لم تفشلها إلا الهبات الشعبية العارمة كهبة باب الأسباط عام 2017، وهبة باب الرحمة عام 2019، وهبة باب العمود وسيف القدس عام 2021.

ودعت جماهير أمتنا وأحزابها وهيئاتها ومؤسساتها المختلفة إلى إطلاق سلسلة تحركات عاجلة وحاشدة لكسر الحصار عن الأقصى وإسناد الشعب الفلسطيني في غزة والقدس وكل فلسطين.

الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، قال إنّ قوات الاحتلال ركبت صباح اليوم الخميس حواجز دائمة لها مبنية من الحديد على ثلاثة من أبواب المسجد الأقصى المبارك هي أبواب الحديد والغوانمة وباب الملك فيصل، وهي أبواب للمسجد الأقصى في زاويته الشمالية الغربية، وذلك بهدف استدامة حصار المسجد الأقصى المبارك، وتكريس وقائع جغرافية تصغر أحجام الممرات التي يمكن للمصلين منها دخول المسجد الأقصى، واصفا هذه الخطوة بالعدوان الخطير لاستدامة حصار المسجد الأقصى.

وقال ابحيص: إنّ هذا التركيب الذي يأتي قبل الجمعة الأولى من رمضان يبدو كأنه بالون اختبار لتعميم هذه الحواجز على بقية الأبواب؛ وتفرض قوات الاحتلال حصاراً مشدداً على المسجد يحدد أعداد المصلين ويمنع معظمهم من دخوله منذ رأس السنة العبرية في وازداد منذ السابع من أكتوبر وطوال الحرب، وهو ما يغريها بتحويله إلى واقع دائم بعد أن استمر لستة أشهر.

ولفت إلى أن قوات الاحتلال كانت تضع نقاطاً غير شرعية لشرطتها حول المسجد الأقصى بقواطع حديدية مؤقتة تضطر لإزالتها عند حضور أعداد كبيرة إلى الأقصى كما هو موضح في الصور المرفقة، لكنها اليوم تحاول تكريس حضور شرطتها على أبواب المسجد بحواجز دائمة تقتطع معظم مساحة المداخل المؤدية إلى أبوابه، وبما يسهل عليها إغلاق الأقصى أو بعض أبوابه في أي وقت تريد، وهو ما يجدد محاولتها السابقة لتركيب البوابات الإليكترونية في 2017 والتي أفشلها المرابطون بهبة شعبية فرضت على الاحتلال التراجع.

من جانبه وصف الدكتور عبدالله معروف الخطوة بالخطيرة، مؤكدًا على أنّه يجب إزالة هذه الأقفاص فورًا رغم أنف بن غفير ونتنياهو.

ووجه معروف رسالة لأهل القدس وأهل فلسطين، محذرا من تصديق بيان الاحتلال المكذوب بأنّ هذه الخطوة ليست محاولة للسيطرة، وإنما محاولة ترميم للمنطقة.

وأوضح أنّ الاحتلال بهذه الأقفاص يسعى للسيطرة على مساحة في البوابات بحيث تكون مرتكز في التحرك له ويغلق هذه المساحة بكل بساطة بتحريكة بسيطة، ولذلك في شهر رمضان أصبح التحدي كبيرًا وهذه البوابات يجب أن تزال.

وختم معروف بالقول: نحن اليوم في وضع حرب ولا يسمح له بهذا التصرف إلا إذا كان يسعى لاستفزازنا جميعا وتجاوز كل الحدود في هذه الأيام، والقرار في النهاية للشعب الفلسطيني.

أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الخميس: إن شروع الاحتلال بتركيب حواجز حديدية (أقفاص) على أبواب المسجد الأقصى المبارك؛ يُعَدُّ محاولة خبيثة للحيلولة دون وصول المصلين للمسجد خلال شهر رمضان المبارك وحرمانهم من أداء الصلوات لا سيما صلاة التراويح.

وقالت في تصريحٍ وصل المركز الفلسطيني للإعلام: نحذّر الاحتلال من التمادي في إجراءاته بحق المسجد الأقصى المبارك، ونؤكّد أن شعبنا المرابط سيبقى وفياً يقظاً، ولن يصمت أمام مساعي الاحتلال المساس بمكانة ووضع المسجد الأقصى المبارك.

ودعت أبناء القدس والضفة والداخل والمحتل؛ إلى النفير والتصدي لمخططات الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك، ومواجهة العدوان الصهيوني الرامي لتفريغه من عُمَّاره في أعظم شهور المسلمين.

كما دعت الحركة جماهير أمتنا العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتها وحماية قبلتها الأولى ومسرى نبيِّها؛ الذي يتعرض لكافة أشكال الحصار والتضييق والتنكيل، فصون القدس من أوجب الواجبات، خصوصاً ونحن في رحاب شهر الجهاد والانتصارات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات