السبت 27/أبريل/2024

ما الذي غيّره فينا يوم السابع من أكتوبر؟

ما الذي غيّره فينا يوم السابع من أكتوبر؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يكن يوم السابع من أكتوبر يومًا عاديًا، بل أصبح يُعدّ مفصلاً ويومًا محوريًا تغيرت من خلاله الكثير من المفاهيم والمصطلحات والموازين في فلسطين والإقليم والعالم أجمع، وأكثر من ذلك الأثر الكبير الذي أحدثه هذا اليوم وما تبعه من عدوان غاشم على غزة خلّف دمارا واسعا وبحرًا من دماء أكثر من 31 ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى وخلفهم أكثر من اثنين مليون غزّي يقبضون على الجمر صابرين صامدين بوجه الاحتلال وكل التحالف الظالم الذي يقف خلفه، الأمر الذي اثر في بنية نفوس البشرية جمعاء وجعلها تستيقظ من غفلتها وتغير بوصلتها وأولوياتها.

وألاف القصص ويوميات أهل غزة والتضامن في كل أنحاء العالم الرافض للظلم الواقع عليهم يكشف حجم التغيير الحاصل تجاه القضية الفلسطينية والمنحازين لحقوق الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم المشروعة وتحرير أرضهم المحتلة ووقف العدوان عليهم وكسر الحصار الظالم عنهم.

يقول الإعلامي أحمد حسن الزعبي في حلقة جديدة من برنامجه “معلش” بعنوان: شو تعلمنا من 7 أكتوبر؟: أنا كل يوم أسأل نفسي هذا السؤال: شو غيرت فيك 7 أكتوبر؟ أو قديش غيرت فيك 7 أكتوبر؟ هذا السؤال كل واحد يمكن سأل نفسه هذا السؤال، وجوابي هو ذاته جوابكم.

ولفت للقول: لقد غيرت 7 أكتوبر كثيرًا من الأشياء فينا، سواءً طريقة تفكيرنا، أو ترتيب أولوياتنا أو فهمنا لذاتنا، وكم صغرت مشاكلنا أمام تضحيات أهل غزة، وقديش لامست تحدياتنا وعقباتنا.

كما أضاف الزعبي: 7  أكتوبر عملت فرمتة كاملة وإعادة ضبط مصنع لهمومنا ومفاهيمنا والطريق الذي نمشي فيه، هالتاريخ المجيد 7 أكتوبر صنع داخلنا عوالم جديدة أول مرة بنعرفها ونقترب منها.

وتابع بالقول: علمتنا 7 أكتوبر أن لا نقول مستحيل أو ما فيش أمل أو أنني مكتئب من الضغوطات التي نواجهها، فهذا القطاع الصغير بمساحته الصغيرة المحاصر منذ 17 عامًا ممنوع أن يستورد شيء له علاقة بالتصنيع وممنوع ينتج، وكهرباءه تأتي يوما وتقطع في اليوم الآخر، وسواحله وحدوده مراقبة، الكاميرات 24 ساعة عليه والزنانات لا تختفي من سماء غزة، والدول تعطي الغزاوي فقط وثائق يتحرك فيها ممنوع يتملك ممنوع من جواز السفر، وعندما يريد الغزاوي الخروج من غزة يذوق الأمرين، ألف تحقيق في المطارات وألف تصريح.

وقال الزعبي: تخيلوا في ظل كل هذه الضغوطات قامت المقاومة وصفعت الكل وسجلت اسمها في التاريخ بأحرف من نصر.

علمتنا 7 أكتوبر أنّك إذا كنت متضايق لأن الرزق قل أو خف شوي أو انقطع لفترة محدودة هذه ليست نهاية العالم، احمد الله على هذا الحال.

وتابع حديثه: في غزة تجار وأصحاب مصالح ورؤوس أموال، قبل شهور كان بين إيديهم ملايين، واليوم يعيشون في خيمة ورزقهم يأتيهم يومًا بيوم ويقولون ثقتنا بربنا كبيرة، وراح نرجع أحسن من أول، وراح يرجعوا أحسن من أول وانت خايف أو متضايق ومش وثقان إنه ربنا راح يرزقك.

وقال: علمتنا 7 أكتوبر المجيدة أنك عندما تكون مع الله لن يستطيع أن يهزمك أحد مهما كان قويًا أو كبيرًا فالله أكبر، وبقدر ما سيكون المكر عليك كبيرًا فإنّ الله أكبر، وقد ما حاولوا يحاصروك يجوعوك يقتلوك، فالله أكبر.

وأضاف، علمتنا 7 أكتوبر إنه إذا كان معك شيء وما عندك إرادة فإنك لا تملك شيئًا، وإذا لم يكن معك شيئا وعندك الإرادة فعندك كل شيء.

ونوه بالقول: علمتنا أن الحرية ليست كلمة بتنكتب ولا دهان يرش على الحيطان ولا لافتة كرتون في اعتصام، الحرية إصرار وتصميم وعقيدة وتنفيذ ويقين ودم، وإذا كنت صاحب حق راح يرجع.

وقال الزعبي: علمتنا أن نرجع للتعرف على حالنا ونعيد تعريف حالنا، ونرجع نرتب أولوياتنا من جديد، وإذا بدك تقيس صبرك قيسبوا على “باروميتر” المواطن الغزاوي وشوفوا قديش بساوي؟.

ومن القصص ومرويات الغزيين التي تحمل معاني الألم والأمل والصمود، ولا تخلو من حس “الفكاهة” رغم كل الوجع ما يرويه الإعلامي خالد صافي، حيث يروي قصة أخيه الذي غيره طوفان الأقصى وجعله ينتقل من حالٍ إلى حالٍ آخر مختلف تمامًا، والتي عنون فيها تدوينته على منصة “إكس” ورصدها المركز الفلسطيني للإعلام، بالقول: (انت بتحكي مع ابن عيلة.. مرموق).. كانت هذه عبارة لازمة على لسان أخي محمد، لاهتمامه بهندامه والماركات التي يلبسها والزينة التي يحرص عليها في أي وقت بغض النظر عن وجود مناسبة من عدمه.

ويتابع بالقول: كان يخرج بأبهى حلة ولا تراه إلا بأجمل هيئة، كان لا يتأخر عن الچيم والاغتسال قبل الخروج للعمل وعند العودة منه يوميًا، وتناول الأكل الصحي وارتداء أفخم العطور، وشراء الملابس الأصلية رغم أن دخله لا يسمح بذلك كله، ولكنه كان يصر على الحياة بشكل مرموق وأنيق.

وأضاف صافي: بعد نزوح العائلة من خان يونس إلى رفح وتدمير الاحتلال بيتنا واحتراقه بالكامل، بكل أثاث منزله وملابسه وأحذيته وأغراضه.

ونوه إلى أنّه “حمل على عاتقه توفير الأساسيات لأسرته ولعائلات أخواتي الأربعة، ولم ينس أن يتفقد خيام أعمامي وعماتي وأخوالي وخالاتي”.

ويسرد عن أخيه يومياته بالقول: يبدأ يومه من الفجر يبحث عن وجبة أو كيس طحين أو طرد معلبات أو خضار يوصله للمحتاجين بنفسه، أو خشب لإصلاح خيمة، أو طبق غاز للطهي.. أو.. حتى فقد بريق عينيه والشغف في الحياة والكثير من وزنه.. ولم يفقد الأمل ولا حسه الفكاهي.

ويلفت إلى أنه “وقف طويلاً في طوابير سرمدية، ومشى مسافات ماراثونية، حتى اهترأ الحذاء الوحيد الذي خرج به يوم نزوحه، وعندما طلبت منه أمي أن يشتري له حذاءً جديدًا قال متهكًما: “كل اللي في السوق تقليد.. بدك إياني أنا ألبس حاجة مش ماركة؟ انت بتحكي مع ابن عيلة.. مرموق”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات