الأربعاء 08/مايو/2024

“العرب في الجاهلية رفضوا الحصار على النبي”.. هل يسمعون صرخة غزة اليوم؟

“العرب في الجاهلية رفضوا الحصار على النبي”.. هل يسمعون صرخة غزة اليوم؟

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

“أعتقد أنّنا لا نحتاج هنا أن نتكلم عن قيم النخوة والشجاعة والشهامة التي اشتهر بها العرب، وأذكر أنّ العرب في الجاهلية رفضوا أن يفرض الحصار على النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم وأهله”، بهذه الكلمات خرج القيادي في حركة حماس أسامة حمدان عن نص البيان الذي تلاه خلال المؤتمر الصحفي مساء اليوم الإثنين في بيروت، تعليقًا على حجم الكارثة الإنسانية والمجاعة التي تضرب غزة وخاصة مناطق الشمال، ليستنهض همم وضمائر الدول العربية والإسلامية لنصرة أهل القطاع المحاصرين المظلومين بالحصار المتواصل منذ 17 عامًا، والعدوان الصهيوني المستمر من أكثر مائة وثمانية أيام.

تلك الكلمات المعدودة رسائل، ربما كانت لتصل لو أسمعت “أحياء” الضمائر في العالم الحر، لكنّها قد تكون أمام ما يجري أمام سمع وبصر العالم من إبادة جماعية وقتل وعقوبات لأهل قطاع غزة بكل أنواع الموت، ليصل الأمر أن يموتوا “جوعًا” و”عطشًا” فيما القوافل الإغاثية تتكدس على الجانب الآخر من الحدود أمام عجزٍ وخذلانٍ عالميٍ، فهذا سيجعل تلك الكلمات “مجرد صرخةٍ في وادٍ”، أو لعلها “نفخةٌ في رمادٍ”، لينطبق عليها قول القائل: “قد أسمعت لو ناديت حيًا”.

مشهدٌ مروعٌ للإنسانية، لا تحتمله القلوب المشفقة، ولا العقول البشرية في هذا القرن الذي يتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان، أن يطحن أكثر من نصف مليون إنسانٍ في غزة “أعلاف الحيوانات” ويشربوا “الماء الملوث”، وأيّ شيء ليملؤوا بها بطونهم الخاوية منذ أيامٍ جوعًا وعطشًا، فيما ينشغل العالم عن قوسٍ واحدة بصفقة لتحرير “أسرى الاحتلال”، وإدخال الدواء لهم والحفاظ على حياتهم، فيما تتضاءل حياة أكثر من مليوني غزيّ فلا يراها أحدٌ، ولا يلقي لها بالاً أحد.

ستبقى كل الصور والفيديوهات والمشاهد التي تلتقطها وسائل الإعلام وتتداولها مواقع التواصل ويراها كل إنسانٍ في هذه المعمورة، شاهدًا على أكبر جريمة إبادة جماعية، تم ارتكابها بشهادة العالم أجمع، ومتابعته لأدقّ تفاصيلها، وكان حراسها وجيرانها والملايين من حولها ينتمون للعرق ذاته وللدين ذاته، لكنّهم عجزوا أن يكونوا بـ “اخلاق كفار قريش” الذين كسروا الحصار عن “النبيّ المظلوم” الذي لا يؤمنون حتى بدينه.

وقال القيادي في حركة أسامة حمدان خلال المؤتمر الصحفي مساء اليوم الإثنين، إنّه  ومع ارتفاع أعداد النازحين، وعدم توفّر أماكن إيواء صالحة للحياة، وندرة وصول المساعدات الغذائية الكافية وانعدامها بشكل كامل في كثير من المناطق في شمال قطاع غزَّة، يواجه أكثر من نصف مليون من أبناء شعبنا في شمال قطاع غزَّة خطر الموت الحقيقي، وهم يتضوّرون جوعاً يومياً، تمرّ عليها الأيام تلو الأيام دون أن يدخل جوفهم طعام، لانعدام المواد الغذائية وكل أنواع الطعام أو الخضراوات أو المعلبات أو اللحوم أو غيرها من أدنى متطلبات بقاء إنسان على قيد الحياة.

ولفت إلى أنّ الوضع الإنساني الكارثي الخطير، الذي لا يمكن لأيّ عبارات في تقارير إعلامية أو أخبار أن تصفَ حجمَه وتفاقمَه وتداعياته على أكثر من مليوني مواطن فلسطيني، بسبب عدم وصول المساعدات الإغاثية والغذائية الكافية لسكّان القطاع، خصوصاً الطحين، حيث اضطر سكّان شمال القطاع لطحن علف الحيوانات لاستخدامه كغذاء يسدّ آلام الجوع، كي يظلوا على قيد الحياة.

وحمّل الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية الداعمة له المسؤولية الكاملة عن حرب الإبادة الجماعية والجرائم والمجازر البشعة التي يتعرّض لها شعبنا الفلسطيني في قطاع غزَّة عبر القتل والتدمير والتجويع والتعطيش.

ودعا حمدان منظمة الصحة العالمية إلى التحرّك الفوري وإعلان غزَّة منطقة مجاعة، والضغط لاتخاذ كل التدابير الحقوقية والإنسانية لمنع استمرار وتفاقم هذه الكارثة الإنسانية الحقيقية.

كما دعا وكالة الأونروا إلى تحمّل مسؤولياتها الإنسانية، والقيام بدورها المنوط بها، في إغاثة شعبنا وإدخال وتوزيع المساعدات إلى كامل مناطق قطاع غزَّة، وخاصة في الشمال، وعدم الرّضوخ لضغوط الاحتلال واملاءاته وتهديداته.

ودعا إلى إطلاق نداء استغاثة عاجل لكل الدول والحكومات عبر العالم، بالتنسيق مع المؤسسات الأممية المعنية، للضغط على الاحتلال والإدارة الأمريكية بضرورة إدخال المساعدات الإغاثية برّاً وبحراً وجواً.

ودعا حمدان منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، ونناشد قادة وزعماء أمتنا العربية والإسلامية، باسم العروبة والإسلام وقيم النخوة والشهامة والمروءة، إلى التدخل الفوري للضغط الجاد، من أجل فتح المعابر وإدخال المساعدات، عبر تسيير قوافل إغاثية وإنزال جويّ عاجل لمنع وقوع كارثة المجاعة الحقيقية، ضدّ أكثر من مليون مواطن فلسطيني في شمال القطاع.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في بيان صادر عنه، اليوم الإثنين، وصل المركز الفلسطيني للإعلام، عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني مازالوا متواجدين في المحافظة.

وفي سياق متصل أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 25295 شهيدًا و63 ألفَ إصابة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الصحة إن الاحتلال ارتكب 20 مجزرة ضد العائلات في القطاع راح ضحيتها 190 شهيدًا و340 إصابةً خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأوضحت أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، وأن طواقم الإسعاف والدفاع المدني لا تستطيع الوصول إليهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات