الجمعة 03/مايو/2024

مستوطنون هاربون من غلاف غزة: لن نعود وطوفان الأقصى معركة مرعبة

مستوطنون هاربون من غلاف غزة: لن نعود وطوفان الأقصى معركة مرعبة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

شكّل الهجوم المباغت لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، على غلاف غزة، صدمة كبرى وحالة من الرعب لدى مستوطنيه، ودعا العديد منهم للتصريح باستبعاد العودة إليه، بحسب تصريحاتهم لصحف عبرية.

وخصت الصحف في أعدادها الصادرة، في نهاية الأسبوع المنصرم، عناوينها وصفحاتها لتداعيات معركة طوفان الأقصى على سكان الغلاف، الذين يبلغ عددهم 60 ألفا، تم إجلاؤهم من 22 مستوطنة، فيما بات يعرف إسرائيليا بأحداث “السبت الأسود”، وفق ما نقلته قناة الجزيرة.

مغادرة إسرائيل كلها

وعنونت صحيفة “دمار كر” في عدد نهاية الأسبوع، تقريرها بـ”الفكرة ليست مغادرة وهجرة غلاف غزة، بل مغادرة البلاد”.

وقال باروخ باخر الذي يعيش في كيبوتس باري في “غلاف غزة” منذ عام 1956، وتم إجلاؤه منه إلى فندق في البحر الميت بعد إنقاذه من المعارك: “لن أعود وعائلتي إلى الغلاف في هذه المرحلة، حتى نستفيق من الصدمة”.

وأضاف “لقد مررنا بجميع حروب إسرائيل، لكننا لم نشهد شيئا كهذا من قبل.. كانت حياتنا في خطر داهم، ونشعر وكأننا من بقايا النزوح، وسنكون من الآن فصاعدا سكان بلدة مختلفة”.

وقالت إسرائيلية أخرى -فضلت عدم الكشف عن هويتها- وتقيم في مستوطنة “سديه نيتسان”، ومقيمة حاليا في إيلات: “نحن نعيش على بعد 7 كيلومترات من السياج الحدودي مع غزة، ومع ذلك تمكن المسلحون من الدخول، والشعور بالأمن في غلاف غزة معدوم”.

وتابعت “استغرق وصول الجيش وقتا طويلا، مما جعل نتائج المعركة كارثية علينا، وشعرنا بأن الدولة ومؤسساتها تخلّوا عنا”، وأردفت “نجاح حماس في الدخول والقيام بما فعلته، أمر لا يمكن فهمه”.

وأكملت “كنا نعلم أنه بمجرد أن تطأ قدم مسلح فوق السياج، سيقفز الجيش، وإذا لم يكن في غضون 5 دقائق، ففي غضون نصف ساعة، لكن 10 ساعات؟، نحن من دافعنا عن أنفسنا وليس الجيش”.

وعند سؤالها ما إذا كانت المرة الأولى التي تفكر فيها بمغادرة “سديه نيتسان”، أجابت “الفكرة ليست مغادرة المستوطنة، بل البلد إسرائيل، والدولة تخلت عني، وليس لدي أي طريقة لحماية أطفالي”.

قيادات مستوطنات

لا يقتصر تطلع عدم العودة إلى مستوطنات غلاف غزة على العائلات والسكان، بل حتى على بعض القيادات المحلية هناك.

وقال رئيس المجلس الإقليمي “سدوت نيغيف” تمير عيدان إن “المسلحين قتلوا 16 عاملا خلال دقائق، وعادة كان يستنفر النظام بأكمله، لاقتراب حيوان صغير من السياج الأمني، وفي هذه الحالة لم يكن 4 مسلحين هم الذين تسللوا، بل المئات”.

وعزا عيدان عدم الرغبة في العودة إلى الغلاف إلى أحداث “يوم السبت الأسود” التي قُتل خلالها رئيس المجلس الإقليمي “شعار هنيغف”، أوفير ليبشتاين، الذي بقيت جثته ملقاة لأكثر من 24 ساعة بسبب عدم قدرة قوات الأمن على جمعها، وتخليصها بسبب الاشتباكات.

ومن جهته، أوضح عضو الكنيست السابق عن حزب “هناك مستقبل” حاييم يلين أن “هذا هو الثمن الذي يدفعه الاستيطان الصهيوني في غلاف غزة، عندما تفقد الأمن والأمان، وتشعر أنك تعيش في دائرة الخطر وفي ظل عجز وفشل الدولة على توفير الأمن”.

وأضاف يلين أنه “بعد الذي حدث في السبت الأسود، فإن عائلات وأزواجا شبابا كثيرين وبعد إجلائهم قالوا بصريح العبارة إنهم لن يعودوا إلى غلاف غزة”.

وتابع: “وعللوا ذلك بأنهم لا يمكنهم تربية أطفالهم في الأجواء والبيئة التي عاشوها على مدار العقد الأخير، والتي انعدم فيها الأمن والأمان لسكان الغلاف”.

فيلم رعب وأين نعود؟

ومن جهتها، قالت مراسلة صحيفة “هآرتس”، إن “الكثيرين من سكان الغلاف يتساءلون مرارا وتكرارا، أين نعود، ولماذا نعود؟

ونقلت عن مستوطنة تدعى ياعيل ستادين قولها: إنه “فيلم رعب، حيث كنت في منزلي بمستوطنة عين هشلولشا، مع حفيد يبلغ من العمر 7 سنوات، وابنة عمرها 21 عاما، وشريك الابنة 22 عاما”.

وأضافت ياعيل “بدأت المكالمات من الأقارب، وقالوا إن “المسلحين كانوا بالداخل، ولم أفهم المعنى، واعتقدت أنهم كانوا يختلقون الأمور مرة أخرى، ثم تحدث معي مزارع كان على صلة بمراسل عسكري وقال لي: ياعيل إنهم في منزلك”.

وتابعت: “لن أعود، وقد عشت هناك لمدة 40 عاما، ومررنا بأشياء، ولم أكن خائفة، لأنني كنت أعلم أنني محمية من الجيش، لكن هذه المرة كان الأمر مختلفا، والملجأ أنقذنا.. أنا شجاعة وقوية، لكن الخوف أكبر مني، وليس لدي منزل أعود إليه أيضا، ولست بقدرة نفسية وجسدية للعودة إلى هناك”.

وبدأت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، معركة طوفان الأقصى، فجر السبت (السابع من أكتوبر) بسلسلة من عمليات اقتحام المجاهدين للمغتصبات، والمواقع العسكرية في غلاف غزة.

ومنذ انطلاق المعركة، اعترف العدو (في حصيلة غير نهائية) بارتفاع أعداد القتلى الصهاينة إلى 1300، وإصابة أكثر من 3100، منهم 23 موتا سريريا، و340 بحالة خطيرة.

ومن جهته، أعلن جيش الاحتلال شن عدوان انتقامي على المدنيين في قطاع غزة، بعد فشله في مواجهة المقاومين، مطلقا عدوانا غاشما أطلق عليه “عملية السيوف الحديدية”.

وتسبب هذا العدوان باستشهاد أكثر من 1900 فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في حين تجاوز عدد الإصابات 7 آلاف جريح وتهجير الآلاف داخل القطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

عدنان البرش.. الطبيب الإنسان

غزة – المركز الفلسطيني للإعلاملم يترك الدكتور عدنان البرش (50 عامًا) مكانه ومهمته في إنقاذ جرحى حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية بغزة، حتى اعتقاله...