استراتيجية أسوأ الاحتمالات

كان يوم السادس من أكتوبر من عام ١٩٧٣م الموافق للعاشر من رمضان ١٣٩٣ للهجرة، هي يوم (كيبور) أي عيد يوم الغفران عند اليهود، وهو أكبر أعيادهم في السنة، ويتلوه عادة أيام عيد العرش.
في هذا اليوم من عام ١٩٧٣م كانت حرب أكتوبر، أو حرب العاشر من رمضان بحسب التسمية المصرية، أو حرب (كيبور يوم الغفران) بحسب التسمية الإسرائيلية.
يتذكر الإسرائيليون حرب يوم الغفران سنويًّا لارتباطها بعيدهم السنوي، وهم حين يتذكرون يسترجعون قدرة مصر على الخداع التكتيكي والمناورة، إذ تمتع الجيش المصري المهاجم بالضربة الاستباقية الأولى، التي مكنته من اختراق جبهة سيناء، والعبور للضفة الأخرى من قناة السويس.
قناة السويس في النظرة الإسرائيلية كانت حاجزًا طبيعيًّا مانعًا تركن إليه قوات العدو في عملية الدفاع، هم يستذكرون الخداع، ويستذكرون الضربة الاستباقية وتداعياتها، وفي أثناء عملية التذكر هذه، وبعد ثلاثين سنة من الحدث يخشون أن يتكرر ما حدث في حرب الغفران.
في مثل هذه الأيام من كل عام تنشط مقالات المحللين الإسرائيليين لهذا الحدث القديم، وكأنه وقع أمس، أو الأول من أمس، كل المقالات تذكر بالحدث وتطالب الحكومة والجيش باستخلاص العبر ومنع تكرار الغفلة، والعمل بفرضية (أسوأ الاحتمالات).
الفلسطيني لا ينتظر حربًا عربية، فالعرب غادروا الحروب مع المحتل بعد أن غادرتها مصر، ولكن الفلسطيني ما زال يبحث عن حقوقه، عن الدولة، وعن تقرير المصير، وما زال على خط النار يقاوم المحتل، ويرى أن مقاومته تقف بديلًا عن حروب العرب، التي أثبتت تاريخيًا أنها لم تكن حروب تحرير، بل كانت حروب تحريك سقفها اتفاقية سلام وتطبيع
ما تزال حرب يوم الغفران تثير القلق في الأوساط الإسرائيلية، لأنها حققت للجانب العربي نصرًا ولو جزئيًّا، وأحيت عند العرب أملًا ممكنًا بنصر أفضل وأكبر إذا ما قرر العرب القتال، لذا قامت استراتيجية إسرائيل بعد حرب أكتوبر على منع قيام حروب أخرى، ومنع سقوط القادة الإسرائيليين في غفلة مماثلة.
هذه الاستراتيجية المانعة لحروب كبيرة نجحت في تحقيق أهدافها بدخول مصر نفق السلام والتطبيع، ثم دخول دول عربية أخرى، وما تزال هذه الاستراتيجية تعمل على تطبيع العلاقات مع بقية الدول العربية للغرض نفسه، ولم يعد الفلسطيني ينتظر حربًا عربية إسرائيلية كحرب ١٩٦٧م أو حرب١٩٧٣م، التي قال عنها السادات إنها آخر الحروب مع إسرائيل، ويبدو أنه كان صادقًا فيما قاله حتى تاريخه.
الفلسطيني لا ينتظر حربًا عربية، فالعرب غادروا الحروب مع المحتل بعد أن غادرتها مصر، ولكن الفلسطيني ما زال يبحث عن حقوقه، عن الدولة، وعن تقرير المصير، وما زال على خط النار يقاوم المحتل، ويرى أن مقاومته تقف بديلًا عن حروب العرب، التي أثبتت تاريخيًا أنها لم تكن حروب تحرير، بل كانت حروب تحريك سقفها اتفاقية سلام وتطبيع!
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

اشتباكات ومواجهات باقتحام الاحتلال مدن الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام تتواصل الاشتباكات والمواجهات في عدة مدن في الضفة الغربية تصديًّا لقوات الاحتلال الصهيوني التي نفذت المزيد...

مشهد وحدي خلال تسليم الدفعة الخامسة من أسرى الاحتلال بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام عبر مشهد وحدي جمع كتائب القسام وسرايا القدس باحتضان شعبي لافت سلمت المقاومة -مساء الثلاثاء- الدفعة الخامسة من أسرى...

انتشال 160 شهيدا في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام انتشلت طواقم الإنقاذ والإسعاف ومتطوعون في قطاع غزة، 160 شهيدا من تحت الأنقاض ومن الشوارع والطرقات، خلال الـ24 ساعة...

الاحتلال يقتحم جنين .. إصابات واعتقالات ومحاصرة المستشفيات
جنين - المركز الفلسطيي للإعلام أصيب طفلان وشاب بالرصاص الحي، واعتقل 7 شبان، مساء الثلاثاء، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين، شمال...

أسامة حمدان: خسائر الاحتلال “مروعة” وتهديده باستئناف الحرب للاستهلاك الداخلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية - حماس، أسامة حمدان، إن "اعتراف الاحتلال بعدد جنوده القتلى والجرحى لا يكشف...

خبير عسكري يثني على رد المقاومة على خرق الاحتلال
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن سرعة رد عناصر المقاومة في شمال قطاع غزة على تحرك الآليات...

الإعلان عن أسماء الدفعة الخامسة من صفقة التبادل
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت هيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني عن أسماء الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى، والذين سيتم الافراج...