الجمعة 26/أبريل/2024

باحث سياسي يكشف دور حماس في عين الحلوة واستراتيجيتها لحماية المخيمات

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام
أكد الباحث الفلسطيني في القضايا السياسية المقيم في لبنان محمد أبو ليلى، أن الأحداث الأمنية الأخيرة في مخيم عين الحلوة كشفت عن أهمية الدور الذي تقوم به حركة حماس، في حماية الوجود الفلسطيني في لبنان، الذي يتعرض لمؤامرة إقليمية ودولية.

وقال، في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن التوجه الذي يستهدف الوجود الفلسطيني في لبنان أخذ أكثر من بعد، الأول تكتيكي يسعى لإنهاك المجتمع الفلسطيني في لبنان عبر سلسلة من الخطوات، تبدأ بحصاره، والعمل على زعزعة أمنه واستقراره، وتدمير بيوته وممتلكاته، وضرب وحدته، وافتعال الفتن، ونشر الفوضى في صفوفه.

والبعد الثاني، وفق أبو ليلى، وهو ذو سمة استراتيجية، حيث تسعى القوى المعادية للشعب الفلسطيني لاستغلال مرحلة ما بعد إنهاك ذلك الوجود، وتجويعه، وضرب وحدته، فيحين الوقت للقضاء المبرم عليه، “وبذلك تنتهي واحدة من أعقد فصول المؤامرة التي تديرها الولايات المتحدة ومعها الكيان الصهيوني، بمعاونة محلية وإقليمية، وللأسف فلسطينية وعربية، وبذلك تنتهي قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى غير رجعة”.

مسارات حماس الاستراتيجية لحماية الوجود الفلسسطيتي في لبنان: المحافظة على حق العودة، ومواجهة مشاريع التي تستهدفها، وصون الهوية الوطنية الفلسطينية، ومواجهة المشاريع التخريبية، وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة، وتعزيز صموده، ومواكبة تطورات القضية الفلسطينية، ودعم مقاومته الباسلة.

مسارات عمل حماس

ويرى أن حماس أمام هذا المخطط الخطير، متعدد الأوجه والمسارات، تعتبر تهديد الوجود الفلسطيني في لبنان خط أحمر لا يمكن لأحد تجاوزه.

وبين أنها وضعت مسارات استراتيجية خمسة لحمايته، وهي: المحافظة على حق العودة، ومواجهة مشاريع التي تستهدفها، وصون الهوية الوطنية الفلسطينية، ومواجهة المشاريع التخريبية، وتمكين الشعب الفلسطيني من العيش بكرامة، وتعزيز صموده، ومواكبة تطورات القضية الفلسطينية، ودعم مقاومته الباسلة.

وأشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومنذ عام 2014، يتعرضون لمشاريع خبيثة، تارة عبر فتح باب هجرة العائلات الفلسطينية، وتارة أخرى عبر الاستهداف الأمني، والاشتباكات العبثية المتكررة، وثالثة عبر الضغط على وكالة “أونروا” لتقليص خدماتها، ورابعة عبر حملة تشويه المجتمع الفلسطيني، واعتبار مخيمات اللاجئين بؤرة لـ”الإرهاب”، وتارة خامسة سنّ قوانين لمنعه من التملك والعمل ونيل حقوقه كلاجئ مطرود من أرضه.

وقال الباحث أبو ليلى، إن حركة حماس في مقابل كل ذلك بذلت مساعي حثيثة لحماية الوجود الفلسطيني سياسيًا وأمنيًا، ووضعت كل ثقلها باتجاه توحيد الصف الفلسطيني، والتعاون مع جميع الفصائل من أجل تشكيل “هيئة العمل الفلسطيني المشترك”.

وبين أن الحركة تعتبر هذه الهيئة إطارا جامعا ومكسبا استراتيجيا يجب التمسك به، إيمانًا منها بأن مواجهة تلك المشاريع لا يتم عبر فصيل واحد، بل من خلال الكلّ الفلسطيني.

وكشف أن كل هذه التطورات دفعت حماس باتجاه صياغة “المبادرة الفلسطينية في لبنان” تحت عنوان “حماية الوجود الفلسطيني في لبنان، وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية – الفلسطينية”، وتهدف للمحافظة على المخيمات، وتحييدها، والعمل على منع الفتنة، والحؤول دون وقوع اقتتال فلسطيني– لبناني، أو فلسطيني– فلسطيني، وتنتهي بالتمسك بحق العودة، ورفض التوطين، ودعم وحدة لبنان، ومقاومة الشعب الفلسطيني، وفق قوله.

ضرب الوجود الفلسطيني

وأوضح أبو ليلى، أن حماس وضمن مسار حماية الوجود الفلسطيني في لبنان أطلقت حركة سياسية مكوكية لتعزيز علاقاتها مع الجانب اللبناني الرسمي والحزبي والأمني والعسكري، وعملت بشكل دؤوب على تعزيز العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، وتفعيل الأطر المشتركة، وتوحيد العناوين الرئيسية التي يجب تمسك الكلّ الفلسطيني بها، ويدافع عنها بغية حماية الوجود الفلسطيني.

وعلى الصعيد الأمني، بين الباحث الفلسطيني أن حماس قامت بسلسلة إجراءات لوقف أي تطور عسكري أو أمني داخل المخيمات الفلسطينية، من خلال شبكة علاقاتها الواسعة مع القوى اللبنانية المعنية بالشأن الفلسطيني، والأجهزة الأمنية اللبنانية، ولقاءاتها ومشاوراتها الدائمة التي تجريها مع أكثر من مرجع فلسطيني وطني وإسلامي، وتواصلها الدائم والمستمر مع السفارة الفلسطينية، وعقدها لقاءات واسعة لهيئة العمل الفلسطيني المشترك.

ويرى أن حماس تريد من كل هذه التحركات منع حدوث أي تطور قد يقود إلى اشتباك عسكري مسلح يطول لأيام أو أسابيع، لاسيما وأن الظروف الأمنية والسياسية في لبنان لا تسمح بمثل هذه التحركات، في ظل الحديث عن سلاح الفلسطيني داخل وخارج المخيمات.

وأشار إلى أن مخيم عين الحلوة يحوز على رمزية سياسية، فهو عاصمة الشتات الفلسطيني، وأكبر مخيماته، وأكثرها حضورًا وتفاعلاً في مجمل التطورات السياسية داخل فلسطين.

وأكد أنه ورغم التحذير الدائم من مغبة الوقوع في شرك الاضطراب، وزعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي إنهاء وجود المخيم، “إلا أن الحقيقة أن مخيم عين الحلوة بات معرّضاً بشكل كبير لإنهائه كليًا، ضمن مسار ومخطط مدروس غربيًا وإقليميًا ومحليًا”.

وكشف عن امتلاك حماس معلومات خطيرة تفيد بأن بعض الدول الغربية وأدواتها عملوا على زعزعة أمن واستقرار المخيمات، لضرب الوجود الفلسطيني، وتصفية قضيته، والدفع به للهجرة غير المشروعة إلى الدول الغربية، والضغط على الدولة اللبنانية من أجل توطين جزء منهم فيها.

وقال إن إدراك حماس بأن الوجود الفلسطيني عبر بوابة عاصمة الشتات قد اقترب بالفعل من نهايته، فقد عملت بكل إمكاناتها وقدراتها وعلاقاتها السياسية لاحتواء الموقف رغم التعقيدات التي تشوبه.

وكشف أن قيادة حماس السياسية تدخلت من أعلى الهرم، وأجرت اتصالات مع الأطراف اللبنانية الرسمية والحزبية والأمنية والعسكرية المعنية بالملف الفلسطيني، وأجرت عشرات اللقاءات والمقابلات، في إطار فهمها العميق بأن الوضع في مخيم عين الحلوة يسير باتجاه الانفجار الكامل، وبذلك يتم تحقيق أهداف جهات خارجية تتعلق بنزع السلاح الفلسطيني، وتهجير أهالي المخيم، وتكريس التوطين عبر توجيه من الأميركي والإسرائيلي.

وقال الباحث أبو ليلي، إن “كل هذه العوامل والمتغيرات محليًا وإقليمياً، تجعل الوجود الفلسطيني في لبنان في مرحلة حبس الأنفاس، مما يستدعي من الكلّ الفلسطيني، وليس حماس وحدها، التوحّد خلف العمل الفلسطيني المشترك، وجعل سقف التحرك الفلسطيني من خلال مخرجات هيئة العمل الفلسطيني، ورفض تفرّد أي جهة فلسطينية بمصير ثلاثمائة ألف لاجئ فلسطيني، والتعامل مع الأحداث الأخيرة بقوة الحديد والنار”.

أحداث مؤسفة

وشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في 30 يوليو/تموز الماضي اشتباكات بين عناصر من “حركة فتح” وعناصر من مجموعات إسلامية على خلفية اغتيالات متبادلة، استمرت أياما عدة وأسفرت عن مقتل 13 شخصا وسقوط أكثر من 60 جريحا، وتسببت في أضرار جسيمة بالممتلكات والبنى التحتية داخل المخيم، ونزوح الآلاف.

وأعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في 22 أغسطس/آب الماضي الاتفاق على آليات متابعة تبدأ بتسليم المشتبه فيهم بحوادث الاغتيال التي فجرت الاشتباكات بالمخيم.

وسرعان من انهارت التهدئة الخميس قبل الماضي (7 سبتمبر) باشتباكات ضارية خلفت 17 قتيلا وعشرات الجرحى، وآلاف النازحين الجدد، تخللها اتفاقات وقف إطلاق نار سرعان ما كانت تنهار، قبل الإعلان عن وقف النار الأخير مساء أمس الخميس.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المسجلين لدى وكالة “أونروا” حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.

ويعد مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان، إلى جانب 11 مخيما آخرا، حيث يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد بنحو 300 ألف لاجئ.

وفي تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، قال ممثل حركة حماس في لينان، إن العمل على تطبيق مبادرة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة بدأ، مؤكدا أن حركته تنسق مع جميع الأطراف لإنجاحها وإتمام تنفيذها بالكامل.

وأكد عبد الهادي، أن حركته كان لها دور كبير في تنفيذ المبادرة، والعمل من أول الأحداث حتى آخرها لإيجاد حلول توقف تدمير المخيم وتهجير أهله وإيذاء الجوار.

وبين أنه تم تثبيت وقف إطلاق النار، ويجري العمل الآن على سحب المسلحين وإزالة كافة المظاهر المسلحة، وإعادة النازحين تدريجيا تمهيدا لمحاولة بلسمة جراحهم وإعادة الحياة إلى طبيعتها، وفق تعبيره.

وأوضح أن حركته تنسق مع الكل الفلسطيني والأجهزة الأمنية اللبنانية؛ لأجل استكمال تنفيذ المبادرة، وإنهاء الأزمة بالكامل في مخيم عين الحلوة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة بن غفير بحادث سير

إصابة بن غفير بحادث سير

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، اليوم الجمعة، إثر تعرضه لحادث سير....