الإثنين 29/أبريل/2024

العام الدراسي الجديد أبرز المتضررين من القتال في عين الحلوة

العام الدراسي الجديد أبرز المتضررين من القتال في عين الحلوة

صيدا – المركز الفلسطيني للإعلام

مع توقف القتال في مخيم عين الحلوة، تتكشف مآسي وويلات خلفتها مواجهات مسلحة عنيفة بين حركة فتح ومجموعات مسلحة، اندلعت على فترات منذ تاريخ 29 تموز/ يوليو وانتهت آخر جولاتها في 14 أيلول الجاري.

الأضرار في داخل المخيم جسيمة، فالبنى التحتية والمنازل والمحال التجارية، والمؤسسات طالها التدمير والتخريب الشديد، إضافة لنزوح أكثر من نصف السكان، وفق توثيق مؤسسات مدنية.

الأضرار لم تقتصر على الجوانب المادية وحسب، فمصير أكثر من 6 آلاف طالب بات مجهولًا، بعد أن كان مقررًا أن يفتتح العام الدراسي في مدارس المخيم في بداية أكتوبر المقبل، أسوة بباقي المدارس.

سيطرة مسلحين عن المدارس، وتحويلها لثكنات عسكرية، وتضررها جراء أعمال القتال، واستمرار المظاهر المسلحة، جميعها عوامل دفعت لتأجيل العام الدراسي في المخيم، إضافة لوقف أونروا أعملها في المخيم في 17 آب الماضي.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا وضعت خطة تقتضي بتوزيع طلبة عين الحلوة على المدارس في منطقة صيدا، إلا أنها تعثرت ويعتري طريقها كثير من المعيقات.

ولعل أبرز المعيقات لتنفيذ هذه الخطة، وفق مراقبين، هي: تأمين وسائل نقل خارج المخيم، واحتساب الوقت والمسافة لخروج الطالب ودخوله إلى المخيم المكتظ سكانياً.

وتنظيم جدولين مختلفين للدراسة، لإيجاد حلّ بشأن عدد الطلاب الكبير، بعد توزيع الطلاب من داخل المخيم على المدارس خارجه، كذلك تنظيم مسألة دخول وخروج الطلبة يومياً على حواجز الجيش اللبناني الموجودة على مداخل المخيم.

وبعد وقف إطلاق النار، أصدرت وكالة الأونروا بياناً في 15 سبتمبر/ أيلول، أشارت فيه إلى أنها “لم تتمكن من الوصول إلى المخيم منذ يوم الجمعة 8 سبتمبر/ أيلول، وستستأنف الأونروا خدماتها في المخيم بمجرد اعتباره مكاناً آمناً للعمل فيه”.

وفي ما يخص العام الدراسي أكدت الوكالة النظر “في الحلول الممكنة لضمان حق الأطفال الأساسي في التعليم”، دون إضافة المزيد من التفاصيل.

وناشدت الأونروا في بيان سابق المساعدة في الحصول على مبلغ 15.5 مليون دولار للاستجابة للاحتياجات الناتجة عن الصراع في الجولة الأولى من الاشتباكات.

اللاجئ أحمد عبد الله يقول لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: ماذا فعلنا ليحدث لنا كل هذا، هناك جهات تريد تدمير المخيم لتحقيق أهداف سياسية، وإنهاء الوجود الفلسطيني في لبنان، وإغلاق باب العودة إلى الأبد.

وأضاف: فوق الدمار والخراب الذي طال منازلنا، وممتلكاتنا، سيحرم أبنائنا الذهاب إلى المدارس، يناشد بالتدخل الفوري لإعادة الحياة إلى نصابها الطبيعي في المخيم.

مسؤول “الجبهة الديمقراطية” فؤاد عثمان، هو عضو لجنة العمل الفلسطيني المشترك التي كانت تعمل على خط تهدئة الأوضاع الأمنية في المخيم، خلال الاشتباكات الأخيرة، يقول: إنه رافق عائلة دخلت “بالدموع”، لتفقد منزلها المتضرر داخل المخيّم.

وأشار في تصريح تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّ “أهل عين الحلوة كانوا يعيشون قبل هذه الاشتباكات، أوضاعاً اقتصادية مأساوية وحالة اجتماعية سيئة بسبب انهيار قيمة العملة اللبنانية وبسبب البطالة وحرمان الفلسطيني من حق العمل وتقليص خدمات الأونروا”.

وأضاف قائلاً: “لكن كان هناك جزء يعيش بسبب العمل ولو استطاع تأمين الحد الأدنى من 100 إلى 150 دولار في الشهر، لكن الاشتباكات الأخيرة أخرجت الناس من منازلها وهي لا تمتلك الحد الأدنى للعيش”.

وقال عثمان إن “الأزمة الحقيقية تبدأ الآن”، موضحاً أن “المصيبة الكبرى هي حين يعود الفلسطيني إلى منزله بعد وقف إطلاق النار ويجد منزله مدمراً أو محروقاً، وهو لا يملك الحد الأدنى لإعادة تأهيله”.

وأكدّ أن هناك أن “عدداً كبيراً من البيوت احترقت” نتيجة تبادل إطلاق النار والقذائف.

ورأى أن مصير العام الدراسي “مجهول”، وأنّ “الأونروا لن تستطيع استقبال الطلاب قبل شهرين ثلاثة، فمدارسها تحتاج إلى صيانة”.

وأشار عثمان إلى أن العامل النفسي لدى طلبة المخيم في ظلّ ما عانوه، أو في ظلّ خطة بديلة للتعلّم خارج المخيّم، لن يكون عاملاً مساعداً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات