السبت 27/أبريل/2024

الانسحاب الصهيوني من غزة.. هل تتكرر التجربة في الضفة المحتلة؟

الانسحاب الصهيوني من غزة.. هل تتكرر التجربة في الضفة المحتلة؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
18 عاماً مرت على الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة، وتركه مستوطنات احتلت 35% من أرضه، كان يقول عن إحداها رئيس وزراء الاحتلال الأسبق أرئيل شارون “إن نتساريم كتل أبيب”.

هذا الانسحاب الذي رأت فيه فصائل المقاومة الفلسطينية النصر الأول على الاحتلال، متيقنة أنه سيليه نصر آخر في الضفة، لترفع يومها شعار “اليوم غزة وغدا الضفة والقدس”.

ومع تصاعد العمل الفدائي الفلسطيني في الضفة المحتلة، وانتشار وتوسع العمليات من شمال الضفة إلى جنوبها، ومع تطور عتاد المقاومة فيها إلى العبوات الناسفة والصواريخ، عاد السؤال والأمل الفلسطيني، هل حقاً يمكن تكرار التجربة، وصولاً إلى انسحاب صهيوني من الضفة على شاكلة الانسحاب من قطاع غزة قبل 18 عاماً؟.

المقاومة تقول أن ذلك ممكن في حال استمر نمط العمليات وتطور الأداء الحالي في الضفة المحتلة، وقد جاء ذلك على لسان قادة فلسطينيين كثر مؤخراً.

وعزز ذلك تأكيد القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، في تصريح مقتضب، صباح اليوم الثلاثاء قال فيه، إن “اندحار الاحتلال الإسرائيلي مع قطاع غزة يؤسس لاندحاره عن الضفة الغربية، ويُبشّر بتحرير يافا وحيفا والقدس وبقية الوطن”.

هكذا يرى الفلسطينيون المشهد فكيف يراه الإسرائيلي؟ وكيف يواجه الفلسطيني الرغبة الصهيونية؟ وما الأدوات التي يستخدمها؟

المقاومة تعمل على إشعال الضفة، لكنها في حال لم تصل إلى نتيجة تشابه تماماً ما حدث من انسحاب من غزة فإنها على الأقل ستنجح في جعل البقاء الصهيوني في الضفة والاستيطان فيها والتنكيل بأهلها أمراً مكلفاً عسكرياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً.

الخبير في الشؤون الصهيونية عدنان أبو عامر

التجربة وإمكانية استنساخها

الخبير في الشؤون الصهيونية عدنان أبو عامر، يرى أن الاحتلال الصهيوني يسعى جاهداً للحيلولة دون استنساخ تجربة الانسحاب الصهيوني من غزة عام 2005 وتكرارها في الضفة الغربية المحتلة.

ورغم قناعة أبو عامر” بوجود فوارق في البيئة والجغرافيا والحدود وحتى الأطماع الدينية بين غزة والضفة المحتلة، إلا أنه يؤكد أن المقاومة الفلسطينية جادة وتسعى باستمرار لاستنساخ التجربة والعمل على تكرارها عبر إشعال الضفة المحتلة، من خلال العمليات والإسناد والتوجيه والممارسة الفعلية على الأرض.

وبين في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المقاومة تعمل على نقل التجربة آخذة بعين الاعتبار الاختلافات الجغرافية والأمنية والموضوعية الخاصة بحالة الضفة الغربية.

ويعتقد أن المقاومة تعمل على إشعال الضفة، لكنها في حال لم تصل إلى نتيجة تشابه تماماً ما حدث من انسحاب من غزة فإنها على الأقل ستنجح في جعل البقاء الصهيوني في الضفة والاستيطان فيها والتنكيل بأهلها أمراً مكلفاً عسكرياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً.

وقال الخبير أبو عامر، إن القناعة الإسرائيلية اليوم ترى أن بقاء الفلسطيني إلى جانب الإسرائيلي ووجود احتكاك دائم بينهما ليس في صالح الإسرائيلي، وسيجلب المزيد من الخسائر على كافة الصعد.

وبين أن لجوء الاحتلال لخيار الجدر ليس جديداً، وهو يعيد استخدامه في كل مرة مع غزة وغيرها من الجبهات في إطار الفصل لمحاولة تقليل الاحتكاك وبالتالي تقليل خسائره.

ويعتقد أن التفكير الإسرائيلي بالانزواء والاختباء من غضب الفلسطينيين ومقاومتهم يعد حافزاً لاستمرار المقاومة وتصاعدها، وقال: “الفلسطيني يرقب بعين واضحة التفكير الإسرائيلي، وكل انحسار أو انسحاب أو إعادة انتشار إسرائيلية تجعله في حال توثب لاستنزافه أكثر وتصعيد عملياته وبالتالي العمل على ضغطه وحشره في الزاوية لدفعه لمزيد من قرارات التراجع والانحسار”.

كثيرون يرون أن انسحاباً صهيونياً من الضفة أمر مستبعد، لكن التجربة تقول إن استمرار العمليات ورفع الثمن الأمني والعسكري كان هو الدافع الأساسي للهروب الصهيوني من قطاع غزة وهو ما يمكن تكراره اليوم في الضفة المحتلة.

الكاتب والباحث الفلسطيني أيمن الرفاتي

تشابه الحالة = نتيجة واحدة

الكاتب والباحث الفلسطيني أيمن الرفاتي، يعتقد أن الوقائع التي تجري في الضفة المحتلة وحالة المقاومة العارمة فيها، تشبه إلى حد كبير حالة قطاع غزة قبل الانسحاب الصهيوني.

ويشير، في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة قبل 18 عاماً لم يكن في يدور في مخيلتهم أن الاحتلال الصهيوني يمكن أن يندحر عن قطاع غزة في يوم من الأيام، حتى أنه لو قال أحد ذلك قبل الانسحاب لجعلوا من كلامه ضرباً من الخيال والجنون.

ويعتقد الرفاتي أن الأمر ذاته اليوم موجود في الضفة المحتل، حيث أن كثيرين يرون أن انسحاباً صهيونياً من الضفة المحتلة أمر مستبعد، واستدرك بالقول: ” لكن التجربة تقول إن استمرار العمليات ورفع الثمن الأمني والعسكري كان هو الدافع الأساسي للهروب الصهيوني من قطاع غزة وهو ما يمكن تكراره اليوم في الضفة المحتلة”.

وشدد أن الضغط الذي يمارسه المقاومون في الضفة المحتلة، عبر مختلف أدواتهم وأساليبهم وعملياتهم، تجعل من ثمن بقاء المستوطنات في الضفة المحتلة مكلفاً، وتدفع التفكير الصهيوني لأن يكون منصباً على الانسحاب.

وأشار إلى ارتفاع أصوات داخل الكيان ومن داخل المعارضة تنادي بوقف الاستيطان؛ تجنباً للضرر اللاحق بالأمن الصهيوني وصورة الكيان أمام العالم.

ويرى أن المطلوب فلسطينياً اليوم تكثيف العمليات التي تستهدف الاحتلال والمستوطنين، وتطوير العمل المقاوم، ورفع كلفة الاحتلال أمنياً وعسكرياً واقتصادياً، لدفع الاحتلال لتكرار الهروب مرة أخرى وهذه المرة من الضفة المحتلة.

ويمكن القول إن ما يحث اليوم هو صراع مستمر لا يتوقف بين إرادة الفلسطيني صاحب الحق والأرض الذي يرى أن إرادته أقوى من الرصاص وأن تجذره بأرضه أقوى من الاحتلال وإمكانياته، وأنه قادر على اقتلاع نبتة الشر من كل أرضه عبر مزيد من المقاومة، يقابل ذلك كله شك وجودي صهيوني، وخوف من كل صيحة مقاومة يطلقها الشعب الفلسطيني، وتمترس جديد خلف جدر لن تستطيع حماية السارق ولا إطالة عمر احتلاله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...