السبت 27/أبريل/2024

ميلاد الراعي.. مغني الراب وعاشق كرة القدم يرتقي شهيدًا

ميلاد الراعي.. مغني الراب وعاشق كرة القدم يرتقي شهيدًا

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام

“شجرةٌ قطعت من جذورها”.. بهذه العبارة وصفت الحاجة أم حاتم رحيل حفيدها الشهيد ميلاد الراعي الذي ارتقى بنيران الاحتلال في مخيم العروب في الخليل جنوب الضفة الغربية.

الحاجة المكلومة ربّت حفيدها منذ كان عامًا، وكان يناديها بـ”يما”، تودعه بالدموع وكثير من الفخر والاعتزاز، فشهداء فلسطين أحياء عند ربهم يرزقون.

في حين يقول والده منذر الراعي: “فقدانه سطح قلبي”.

اقرأ أيضًا: تشييع الشهيد الفتى ميلاد الراعي في الخليل

وأضاف: “رحمك الله يا فلذة كبدي وابني وحبيبي الطائع لله والعابد المواظب والمريد الذي لا يمل والعارف لأمر الله رغم حداثة سنه والقنوع الرضي والأبي الشامخ والمحب الودود”.

ويتابع: “أُشهد الله أني قد رضيت عنك ـ فارض اللهم عنه واستودعتك الله الذي لا تضيع عنده الودائع وهبتك لله اللهم تقبله مني وارض اللهم عنه وتجاوز عن سيئاته واغسله اللهم بالثلج والماء والبرد واجعل منزله في عليين مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. حسبنا الله ونعم الوكيل مع السلامة يا ميلاد مع السلامة يابا”.

كان ميلاد مغني راب، يحلم بالسير على خطى والده الفنان الموسيقي منذر الراعي، كان يلحن أحلامه نغمات رقيقة عن الوطن وحلم العودة وحياة المخيم.

كما كان يحلم بأن يكون لاعب كرة قدم، وأن يزور ملعب ريال مدريد ليشاهد مباراة هناك، إلا أن هذه الأحلام دفنها محتل لعين.

الموت لم يكن في أحلام ميلاد صاحب الـ16 ربيعًا، إلا أن محتلًا غاصبًا متربصًا على تخوم المخيم، أطلق الرصاص صوب الفتية فاستشهد الفنان يوم الأحد الماضي.

تقول مصادر محلية: حينما أطلق الاحتلال النيران عشوائيا، اخترقت رصاصة ظهر ميلاد، ونقل على إثرها فورا إلى مستشفى اليمامة في بيت لحم، بعد أن منعت سيارات الإسعاف من التوجه به إلى مستشفيات الخليل، ما اضطرها للسير به إلى بيت لحم، حيث ارتقى شهيدا.

ومنذ بداية العام الجاري استشهد 47 طفلا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة، في حين قتل الاحتلال 53 طفلاً خلال العام الماضي في الضفة، وقطاع غزة.

وتؤكد الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال أن قوات الاحتلال تتعمد بشكل روتيني استخدام القوة المفرطة والمميتة ضد الأطفال، وفق التحقيقات والأدلة التي جمعتها من الميدان.

وتشير إلى أن استمرار الاحتلال في جرائمه ضد المواطنين، خاصة الأطفال، ما كان ليحدث لولا سياسة الإفلات من العقاب التي تترافق مع الحماية والحصانة من المساءلة التي تتمتع بها، مبينة أن ارتفاع عدد الأطفال الذين قتلوا على أيدي الاحتلال جاء نتيجة تكثيف عمليات الاعتقال والتوغل في المدن والقرى والمخيمات بالضفة.

الحزن عمّ أرجاء مخيم العروب، وكانت جنازة ميلاد موكبًا للألم والأسى على طفل لم ير من حياته إلا حلمًا ومحتلًا، رشه أطفال المخيم من نوافذ منازلهم بالورود، مع صحيات تدعو للثأر والانتقام.

أحمد أبو الخيران رئيس اللجنة الشعبية في مخيم العروب كان واقفا بالقرب من أصوات الجنازة، وصرخات الأطفال، يقول معبرا عن غضبه وهو يراقب جنازة الشهيد: “هذه جريمة جديدة من ضمن جرائم الاحتلال بحق أبناء المخيم، هناك سياسة ظاهرة ضد المخيم وأطفاله بالذات”.

يضيف: “يمارس الاحتلال سياسة القتل والهمجية لإبادة التحدي والإصرار وإعدام الأطفال أو إصابتهم بالأقدام لتسبب إعاقة دائمة لهم، وما حدث الليلة كان استهدافا مباشرا من الجنود للأطفال من نقطة صفر”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...