عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

قمع السلطة طلبة الجامعات .. نهج متصاعد لإخماد الروح الوطنية

قمع السلطة طلبة الجامعات .. نهج متصاعد لإخماد الروح الوطنية

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يكن الاعتداء العنيف الذي تعرض له عدد من الطلبة من عناصر أمن السلطة المتخفين بلباس مدني على طريق المستعربين الصهاينة؛ إلاّ حلقة في سلسلة اعتداءات متصاعدة ضد طلبة فلسطين نواة الأمل والمستقبل.

فمن جامعة إلى أخرى، تنتقل أجهزة أمن السلطة وبلطجيتها للاعتداء على الطلبة ومحاولة ترهيبهم ومنعهم من الانخراط في الحالة الوطنية المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضًا: الكتلة بجامعة النجاح تواصل اعتصامها لليوم الثاني رفضاً لسياسات قمع الطلبة

قمع على طريق المستعربين!

وشارك أكثر من 30 عنصراً من عناصر السلطة بلباس مدني، اليوم السبت، في الاعتداء على وقفة احتجاجية للطلبة على مدخل جامعة القدس أبو ديس، أثناء تنظيمهم المؤتمر الصحفي المندد باختطاف زميلهم الطالب مهند قفيشة.

وعلى طريقة العصابات والبلطجية استخدم عناصر الأمن الهراوات والأسلحة البيضاء ضد الطلبة ما أدى لوقوع عدد من الإصابات، من بينهم عبد الرحمن عبد اللطيف (أصيب بجروح بليغة في رأسه وعينه، بعد اعتداء ملثمين عليه) ومحمد كسواني.

وأعلنت الكتلة الإسلامية بالجامعة عن رفضها واستهجانها لاعتداءات السلطة التي طالت عدداً من طلبة الجامعة.

واعتقلت أجهزة السلطة في الخليل منسق الكتلة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس مهند قفيشة، قبل 4 أيام، وذلك بعد مداهمة منزله عدة مرات.

ورفضت إدارة جامعة القدس أبو ديس تنظيم الفعالية الاحتجاجية داخل أسوار الجامعة، ما اضطر الطلبة لعقدها عند بوابة الجامعة، حيث جرت الاعتداءات الهمجية.

ويأتي هذا الاعتداء، في وقت لم يخمد ألم الاعتداء الذي نفذه عناصر مدنية من أمن السلطة وفتح ضد طالبات جامعة الخليل، وهو الاعتداء الذي أثار حالة من الغضب العشائري العارم، في حين لا يزال طلبة من جامعات النجاح وبيرزيت وبيت لحم يواجهون الاعتقال السياسي والملاحقة على خلفية مواقفهم النقابية والوطنية.

اقرأ أيضًا: حماس تستنكر مسرحية تشوية طالبات جامعة الخليل وتدعو لمحاسبة المسؤولين عنها

استهداف للمقاومة

ويذهب الكاتب ياسين عز الدين إلى أن تصاعد المقاومة في مناطق مختلفة بالضفة وضع أجهزة امن الاحتلال والسلطة أمام تحديات صعبة، حاولوا القضاء على المقاومة في جنين وطولكرم ونابلس دون جدوى، لذا وضعوا خططًا بديلة.

وقال عز الدين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن الهجمة ضد شباب الكتلة سواء اعتقالات جيش الاحتلال أو اعتقالات السلطة واعتداءها على الوقفات الطلابية ليست سوى جزء من هذه الحملة.

وأشار إلى أن طلبة الجامعات هم جزء أساسي من العمل المقاوم في الضفة الغربية، والجامعات هي حاضنة شعبية قوية للمقاومة، فهم يحاولوا استنزاف طلبة الجامعات كجزء من حرب الاستنزاف الموجهة للمقاومة.

وشدد على أن فرص نجاحهم بالقضاء على المقاومة محدودة وفق الطريقة التي يعملون بها.

استهداف شرس

الكاتبة والناشطة السياسية لمى خاطر تؤكد أن “أبناء الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية، يواجهون استهدافاً شرساً من الاحتلال وأدواته الرخيصة”، وذلك في أعقاب اعتداء أجهزة أمن السلطة لفعالية احتجاجية لطلبة جامعة القدس أبو ديس.

وأضافت خاطر في تصريحات صحفية أن “هذه الأدوات معبأة بالحقد وتصر على إسداء خدماتها للمحتل، الذي يدوس على رقابها وينتفع من أفعالها المشينة، وهي تدرك ذلك لكنها تتبجح بشعارات حماية المشروع الوطني”، وفق حرية نيوز.

اقرأ أيضًا: الكتلة الإسلامية: اختطاف الأجهزة الأمنية بالضفة لطلابنا جريمة وتكامل لدور الاحتلال

وما زالت أجهزة السلطة تواصل اعتقالاتها السياسية بحق النشطاء وطلبة الجامعات والمقاومين والأسرى المحررين في سجونها، وتعرضهم للتعذيب والتحقيق القاسيين، ضاربة بعرض الحائط كل المناشدات الشعبية والفصائلية والحقوقية الداعية لإنهاء الاعتقال السياسي.

كفى!

من جهتها أكدت حركة “حماس” أنّ مواصلة أجهزة السلطة الأمنية اعتقال طلبة الجامعات، وطلبة الكتلة الإسلامية، جريمة مرفوضة تصبّ في صالح الاحتلال، وتقدّم له خدمة مجانية، في تناقض واضح مع قيم شعبنا ومبادئه الأخلاقية والوطنية في إطار معركته الشاملة مع الاحتلال.

وأدانت الحركة -في تصريح صحفي سابق- هذا السلوك الذي تسبّب بالكثير من الجراح والآلام والمعاناة لطلبتنا، ولا يزال هذا الجرح يتعمق بلا مسؤولية من جانب هذه الأجهزة وقادتها المتنفذّين.

وأضافت: نقول لهذه الأجهزة كفى، فإن التعامي عن مآلات هذه الأفعال ليس في مصلحة شعبنا وقضيتنا، وإنّ الحفاظ على السلم الأهلي لشعبنا ضرورة لا يرفضها إلا مغرض وجاهل بضرورة التماسك والقوة الداخلية في مواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه العابثين بأمن أهلنا في الضفة الغربية المحتلة.

وشددت على أن طلبة الجامعات هم عنوان من عناوين الحركة الوطنية الأصيلة، وهم عماد من أعمدة العمل الفعّال ضد الاحتلال، وإنّ محاولة إضعافهم والتأثير على معنوياتهم محاولة يائسة ستتحطم أمام تاريخ طويل عبَّدته الحركة الطلابية بالدماء من أجل رفعة شعبنا والانتصار لمشروعه المناهض للاحتلال، وحماية المسجد الأقصى المبارك.

ودعت الحركة أجهزة السلطة إلى وقف هذا النهج، والإفراج الفوري عن كل المعتقلين السياسيين، وطلبة الجامعات، مؤكّدة دور جميع الفصائل والمؤسسات والشخصيات الوطنية في لجم الاعتقال السياسي وانتهاكات الأجهزة الأمنية، حمايةً لوحدة شعبنا وجبهتنا الداخلية حتى التخلّص من الاحتلال الصهيوني الغاشم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات