السبت 27/أبريل/2024

ليبيا تنتفض .. لا للتطبيع

ليبيا تنتفض .. لا للتطبيع

طرابلس – المركز الفلسطيني للإعلام

أثار لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع وزير الخارجية الصهيوني إيلي كوهين، غضبًا في الشارع الليبي رفضًا للتطبيع والعلاقات مع الكيان الصهيوني، فيما نقلت وكالة رويترز أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية أقال المنقوش من منصبها، وقدّرت حركة حماس الرفض الشعبي والرسمي لهذا اللقاء.

مظاهرات في طرابلس

فقد شهدت العاصمة الليبية طرابلس، فجر الاثنين، تظاهرة أمام مقر وزارة الخارجية احتجاجا على اللقاء الذي جرى في إيطاليا.

وعبر المحتجون عن رفضهم القاطع للعلاقات مع “إسرائيل” ورددوا هتافات ضد التطبيع مع تل أبيب، رافعين العلم الفلسطيني.

وكتب المتظاهرون على جدار وزارة الخارجية شعارات تطالب برحيل حكومة الوحدة التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة.

كما خرجت مظاهرات في عديد المدن الليبية ومنها الزاوية وتاجوراء ومصراتة وصبراتة والزنتان ويفرن احتجاجا على لقاء المنقوش والوزير الإسرائيلي.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور حرق متظاهرين إطارات سيارات وأعلام إسرائيلية وترديدهم هتافات معادية لإسرائيل، ومطالبتهم بإقالة الوزيرة المنقوش ومحاسبتها.

وتزامن خروج المحتجين مع ورود أنباء تفيد بمغادرة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ليبيا متجهة إلى تركيا عبر مطار معيتيقة الدولي.

وقال مصدر حكومي ليبي لوكالة رويترز إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة أقال وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، على خلفية لقاء أجرته مع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في إيطاليا الأسبوع الماضي.

عصيّ على التطبيع

ووصف أبو عجيلة علي العلاقي مستشار المنظمة الليبية لحقوق الإنسان لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع وزير خارجية الكيان الصهيوني بـ”غير المسؤول”، محذرًا من تداعياته على تماسك ووحدة الشعب الليبي.

وقال في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن الشعب الليبي يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، المحتل للأرض الفلسطينية، والذي يمارس القتل والسجن والظلم والتنكيل بحق الفلسطينيين.

وأوضح أن من يحتل القدس ويدنس الأقصى ويُهوّد المقدسات الإسلامية والمسيحية لا مكان له بالعلاقات مع الدولة الليبية، فالعلاقات مع الصهاينة محرمة.

وأكد أن الشعب الليبي عصيّ على التطبيع، وموقفه من اللقاء الذي جرى بين المنقوش وكوهين كان شجاعًا.

وأوضح أن اللقاء كان مستفزًا لجميع الشرائح والمكونات في البلاد، إضافة لمجلس النواب ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي، والجميع توحد ضد العبث السياسي.

وأشار إلى أن الشعب الليبي يواصل تنديده باللقاء، ورفضه للتطبيع، لأنه يعي حجم الكارثة من وراء التطبيع؛ فإسرائيل تريد تفتيت ليبيا لسرقة خيراتها ونفطها، وتدمير قرارها الرافض للاحتلال، والمساند للشعب الفلسطيني.

وتأتي هذه الأنباء بعد أن أقدم الدبيبة على إيقاف المنقوش عن العمل احتياطيا وأحالها للتحقيق، في حين دعت رئاسة مجلس النواب الأعضاء إلى جلسة طارئة تعقد بمقر المجلس في مدينة بنغازي، مساء الاثنين، لمناقشة ما وصفته بـ”الجريمة المرتكبة بحق الشعب الليبي وثوابته الوطنية” من خلال لقاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، قالت وسائل إعلام محلية ليبية إن وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش غادرت البلاد متجهة إلى تركيا، مؤكدة وصول طائرتها إلى مطار إسطنبول الدولي.

ونقلت بوابة الوسط الليبية عن مصدر أمني فجر اليوم الاثنين، تأكيده أن المنقوش غادرت مطار معيتيقة الدولي متجهة إلى تركيا، بمساعدة جهاز الأمن الداخلي التابع للحكومة، حسب قوله.

وقال المصدر إن المنقوش غادرت على متن طائرة خاصة نوع “فالكون” تابعة لحكومة الوحدة الوطنية.

من جهته، نفى جهاز الأمن الداخلي قبل ساعات ما يتداول على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن السماح أو تسهيل سفر المنقوش.

وقال على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن الوزيرة الموقوفة عن العمل “لم تمر عبر القنوات الرسمية بمنفذ مطار معيتيقة، سواء الصالة العادية أو الخاصة أو الرئاسية وفق السياق المتعارف عليه وستوضح كاميرات المراقبة ذلك”.

وبين الجهاز الأمني أنه قام بإدراج اسم الوزيرة في قائمة الممنوعين من السفر إلى حين امتثالها للتحقيقات، مؤكدا وقوفه مع تطلعات الشعب الليبي واحترام مشاعره اتجاه كافة القضايا وخاصة القضية الفلسطينية، مجددا استنكاره لما قامت به المنقوش.

وأثار الكشف عن لقاء المنقوش مع كوهين، تنديدا محليا واسعا وردود فعل غاضبة تمثلت في حدها الأدنى بالمطالبة بإقالة الوزيرة ووصلت حد المطالبة بإسقاط الحكومة، وأظهرت إجماعا ليبيا ضد التطبيع.

ومساء الأحد، طالب المجلس الرئاسي حكومة الوحدة بتوضيح حقيقة لقاء المنقوش مع وزير خارجية “الكيان الإسرائيلي” بحسب مُراسَلة أكدتها الناطقة باسم المجلس الرئاسي.

ويضم المجلس الرئاسي الذي يتمتع ببعض الصلاحيات التنفيذية والمنبثق عن العملية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة، 3 أعضاء يمثلون الجهات الليبية الثلاث.

وقالت الرسالة إن هذا التطور “لا يعكس السياسة الخارجية للدولة الليبية ولا يمثل الثوابت الوطنية الليبية، ويعتبر انتهاكا للقوانين الليبية التي تجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

وطالبت الحكومة في حال ثبوت اللقاء “باتخاذ أقسى العقوبات وفق القوانين والإجراءات المعمول بها في ليبيا”.

استغلال للانقسام

وفي الأثناء،قال عدنان النجار رئيس تجمــع ليبيا ضد التطبيع، إن الاحتلال استغلّ حالة الانقسام في ليبيا، بدعم واسناد من دول عربية مطبعة، حاولت دفع مسؤولين ليبيين للتطبيع مع الاحتلال.

وأوضح النجار في تصريح صحفي أن  الموقف الشعبي ترجمته الجماهير الليبية في مختلف المدن، التي احتجت جراء الصدمة الشديدة من وراء هذا اللقاء، كون أن هذا الامر غير مقبول وغير مستساغ نهائيا.

وذكر النجار أن الشعب الليبي يعتبر قضية فلسطين قضيته الأولى، مشيرا إلى أن عملية الانقسام الداخلي ورغم ما أثرّه في مناحي الحياة في ليبيا؛ لكنّ لا يزال الشعب الفلسطيني وقضيته في صدارة هموم الشعب الليبي ولم تتزحزح على الاطلاق.

وأضاف: “القضية الفلسطينية قضية الليبين الأولى، ولم يتراجع هذا الموقف أبدا”.

وأكدّ أن رئيس مجلس الوزراء الدبيبة نقل عن علمه في اللقاء، معتبرا أن إجراءات عزلها المؤقت اذا لم يعقبه عزل نهائي فهو عبارة عن ذر الرماد في العيون.

وتساءل النجار: “هل تعقد الوزيرة لقاء تلقاء نفسها أم بترتيب مع رئيس الحكومة؟”، مضيفا: “الحبيبة على علم مسبق بهذا التسريب المزمع من الاحتلال؛ لقياس نبض الشعب الليبي، الذي أعلن موقفه بشكل واضح”.

وتابع: “هذه أولى درجة في سلم التطبيع، وباذن الله الشعب الليبي سيعمل بكل جهده لاسقاط هذا التطبيع، وعدم السماح بتمريره.

محاسبة المعنيين

بدوره، أبدى المجلس الأعلى للدولة في ليبيا استغرابه من لقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية ووزير خارجية إسرائيل، ودعا الجهات المختصة إلى محاسبة المعنيين.

كما طالبت كتلة التوافق في المجلس الأعلى للدولة بإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش من منصبها بعد لقائها مع نظيرها الإسرائيلي، كما طالبت الكتلة باستقالة جماعية للحكومة والمجلس الرئاسي في حال وجد تنسيقا مسبقا بشأن اللقاء.

في حين استنكر حزب العدالة والبناء اللقاء، مطالبا رئيس الحكومة بإقالة وزيرة الخارجية من منصبها.

ووصف الحزب في بيان نشر على فيسبوك، اللقاء بأنه مشبوه قائلا إن هذه الخطوة تسئ لمشاعر جميع الليبيين، وتقتضي إيضاحا وافيا.

بدوره، أعرب حزب التغيير الليبي عن صدمته الشديدة إزاء اللقاء المفترض، وشدد في بيان نشره على فيسبوك، على رفضه القاطع لأي علاقات (تقام) مع الكيان الصهيوني تحت أي ذريعة.

وجدد الحزب وقوفه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، مشيرا إلى أنها قضية كل المسلمين والعرب والأحرار في العالم.

وفي السياق، أدان الحزب الديمقراطي لقاء المنقوش وكوهين، معتبرا تلك الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة (في إشارة للوزيرة) سابقة خطيرة ومسيئة، بما تحمله من تجاوز سافر للثوابت التي يجمع عليها كل الليبيين، وانتهاكا للتشريعات.

وأكد الحزب في بيان، على تحميله كامل المسؤولية لحكومة الوحدة الوطنية في هذه الخطوة الشنيعة حسب وصفه.

من جهتها، وصفت دار الإفتاء “اللقاء بالاعتداء الصارخ على ثوابت الوطن والدين”، ودعت الشعب الليبي قاطبة إلى المطالبة بإقالتها، ومحاسبتها على ارتكاب هذه الجريمة، حسب تعبير البيان.

كما حملت دار الإفتاء الحكومة مسؤولية اللقاء، ودعت الدبيبة إلى إقالتها من منصبها.

وفي دود الفعل المحلية أيضا، استنكر المجلس البلدي لمصراتة ومجلس الحكماء والأعيان، اللقاء، واعتبراه “سابقة خطيرة حول الموقف الليبي تجاه القضية الفلسطينية العادلة”.

وشدد بلدي مصراتة على عدم المساس بالقيم والثوابت الوطنية تحت أي ظرف، مؤيدا إحالة إلى المنقوش إلى التحقيق وإيقافها عن العمل.

حماس تشيد

وأعربت حركة حماس عن تقديرها للرفض الليبي الكبير رسمياً وشعبياً ومن طيف واسع من القوى السياسة ، للقاء الذي تم بين وزيرة خارجية ليبيا وبين وزير خارجية الكيان الصهيوني.

وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم،في تصريح صحفي، اليوم الإثنين، إن هذا الرفض الواسع يؤكد أصالة الشعب الليبي وعمق انتمائه للقضايا القومية، وفي مقدمتها قضية فلسطين باعتبارها القضية المركزية لكل الأمة، وأن الكيان الصهيونى سيبقى العدو المركزي للأمة.

ودعا قاسم إلى تصعيد حالة الرفض الرسمية والشعبية والنقابية في كل الدول العربية والإسلامية لأي خطوة تطبيعية مع الكيان الصهيوني، “لأن التطبيع معه يضر بالمصالح الوطنية لهذه الدول بالأساس، عدا عن خطره الكبير على قضية فلسطين”.

ورحب عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق بقرار الحكومة الليبية بإيقاف وزيرة الخارجية وإحالتها للتحقيق بسبب “اللقاء المدان والمستنكر مع وزير خارجية العدو الصهيوني”.

وأكد الرشق، في تصريح صحفي، اليوم الإثنين، أن “مثل هذه اللقاءات المرفوضة من شأنها إضفاء الشرعية على وجود الكيان الصهيوني الباطل على أرضنا المحتلة، كما أنها تعطي الغطاء  للاحتلال للاستمرار في سياساته وجرائمه ضد شعبنا الفلسطيني ومقدساتنا”.

ضمير الأمة

من جانبه، أكد الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي إلى أن الرفض الليبي يعبر عن ضمير الأمة والشعوب العربية التي تسعى دومًا للانحياز للقضية الفلسطينية، موجهًا التحية للشعب والحكومة الليبية التي عبرت عن موقفها بشكل واضح وعلني. 

وأضاف سلمي إن التطبيع يعتبر اختلالًا في المنطقة وتجزيئًا لها، سواء كان تحت غطاء التطبيع الصريح أو الاتفاقيات الاقتصادية والأمنية. 

وأوضح أن الفرصة قائمة لمن طبع مع الاحتلال ليراجع علاقاته، ويدعم الشعب الفلسطيني، متابعًا: ” الشعب الفلسطيني ينوب عن الأمتين العربية والإسلامية، وهو يواجه مشروع صهيو- أمريكي في المنطقة، ويجب فضح مخططاته التي تستهدف المنطقة”.

خنجر مسموم

بدورها، قالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن “الشعب الليبي قال كلمته، وبالنسبة لنا فالشعب هو المصداقية، ونحن ضد أي تطبيع في ليبيا وغيرها، وهو خنجر مسموم في ظهر القضية الفلسطينية. 

وطالبت أبو دقة، الحكومة والبرلمان الليبي والبرلمانات العربية في إصدار قرارات تجريم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. 

ودعت أبو دقة المطبعين إلى مراجعة أنفسهم، سيّما وأن الاحتلال هو عدو لكل الأمة العربية وليس الفلسطينيين فحسب، وهو يمنع الوحدة العربية من خلال توغله كجسم سرطاني في المنطقة العربية. 

موقف الشعوب

من ناحيته، أشار عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين إبراهيم أبو حجلة إلى ان الرفض الليبي يعبر عن موقف كل الشعوب العربي أنها لا يمكن ان تقبل التطبيع وستبقى تتمسك بوقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني. 

وقال أبو حجلة في حديث صحفي، طالما أن الشعب الفلسطيني يخوض مشروعه النضالي، طالما أن الشعوب العربية لن تحيد عن الوقوف إلى جانب شعبنا الفلسطيني، وحتى الشعوب الدول التي طبعت مع الاحتلال تقف مع شعبنا” 

وتابع حديثه: ” لا يمكن لأي شعب يمكن ان يقف لاحتلال خاصة بأن الاحتلال هو أعلى اشكال الإرهاب في العالم، والشعب الليبي دائمًا بجانب الفلسطينيين.” 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...