عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

تهديدات باغتيال العاروري.. التحدي قائم والمقاومة متأهبة

تهديدات باغتيال العاروري.. التحدي قائم والمقاومة متأهبة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
تكرر اسم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري كثيراً في وسائل الإعلام، وخاصة العبرية، في سياقات التهديد الصهيوني من قادة أمنيين وعسكريين وسياسيين حاليين وسابقين باغتياله.

دعوات الاغتيال المتتابعة والمتكررة، يبررها الصهاينة بمسؤولية العاروري عن أبرز العمليات الفدائية المؤثرة في الضفة الغربية المحتلة، والتي نجحت في قتل أكثر من 36 صهيونياً منذ بداية العام الجاري وإصابة العشرات.

آخر التهديدات كانت صباح اليوم الأحد، على لسان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في افتتاحية جلسة حكومته الأسبوعية، وقال إن من يحاول ومن يموّل ويوجه وينظم العمليات للمساس بنا سيدفع الثمن باهضًا.

وأضاف: “استمعت إلى التصريحات النارية للقيادي في حماس صالح العاروري من مكانه في لبنان، وهو يعرف جيدًا مع رفاقه، وتعرف حماس (..) أننا سنحاربهم بكل الوسائل منعًا لتوجيه العمليات ضدنا”، على حد تعبيره.

تهديدات جوفاء

حركة حماس، أكدت أن تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، الشيخ صالح العاروري، وقادة المقاومة “تهديدات جوفاء، لم ولن تنجح في إضعاف المقاومة”.

وقالت الحركة، في تصريح صحفي، مساء اليوم الأحد، إن الشيخ صالح وإخوانه جميعاً وشعبنا الفلسطيني الصامد المرابط، الذي قدم قافلة طويلة من الشهداء، ماضٍ بعزم ويقين في مقاومة الاحتلال حتى استعادة كل الحقوق المشروعة لشعبنا، وعلى رأسها حرية القدس والمسجد الأقصى المبارك.

وشددت الحركة، في رسالة للاحتلال دعته لأن يعيها جيداً، أن أي مساس بقيادة المقاومة سيواجَه بقوة وحزم.

تحدي بالصوت والصورة

وفي أعقاب هذه التصريحات ظهر القيادي صالح العاروري مرتدياً زياً عسكرياً، وأمامه بندقيته، وهو يجري اتصالا هاتفياً، بينما تعلو وجهه ابتسامة خفيفة.

من جهته يرى الكاتب أحمد أبو زهري، أن حركة حماس أرادت من صورة العاروري إذلال الاحتلال، وكسر أنفه، وكشف كذبه، بعد أن حاول تضليل جبهته الداخلية بأن حماس خائفة وقياداتها الان يتخفون عن الأنظار خشية من الرد.

وبين في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن حماس أرادت إفهام قادة الاحتلال بأن الشيخ صالح ورفاقه من قيادات الحركة يتجهزون للمواجهة، ولن يترددوا في خوض معركة حال تورط العدو في أي حماقة، وأن قيادات الحركة في مقدمة الصفوف في أي مواجهة مرتقبة.

وأوضح أن حماس أوصلت عبر الصورة رسالة للاحتلال أن قيادات الحركة وفي مقدمتهم الشيخ صالح مستمرون في تصعيد المقاومة في الضفة الغربية وباقي الأرض الفلسطينية.

ويرى أبو زهري في الصورة رسالة طمأنة للشعب الفلسطيني بأن قيادة المقاومة بخير ولن يضرها تهديدات الاحتلال، ورسالة لعناصر المقاومة في الضفة للتحرك ومواصلة مهاجمة الأهداف الصهيونية وعدم الانتظار.

وفي وقت سابق، أكد العاروري، أن تهديدات الاحتلال باغتيال قادة الحركة لا تخيفها، مشدداً أنها لن تستسلم، وسائرة على نفس الدرب مع شعبها.

وقال، في مقابلة عبر قناة الأقصى الفضائية مساء الخميس المنصرم، إنه “ليس جديدا أن يهددوا، وهم يغتالون، وكل يوم هناك شهداء، ونحن في حركة حماس جزء من الشعب، ولذلك نستشهد ونعتقل مثل شعبنا، وتهدم بيوتنا ونُلاحق ونُطارد، وهذا هو الوضع الطبيعي لهذا الاحتلال، ولكن أيضا نحن نقاوم ونطارده، ونحن نقاتل وأصحاب حق لأنه هو محتل أرضنا ومعتدٍ علينا”.

وأضاف: “هو يهددنا بالقتل، ونحن ليس لدينا خيارات لأن نستسلم أو أن نتوقف عن المقاومة”.

تأهب المقاومة

الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، يرى أن تهديدات نتنياهو باغتيال الشيخ صالح العاروري وقيادة حماس تؤخذ على محمل الجد، وتذهب المقاومة بسببها لأقصى درجات الحيطة والحذر، مبيناً أن كتائب القسام متأهبة، متوقعاً أن يكون الرد غير متوقع.

وبين، في تصريحات تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن أي عدوان على غزة أو استهداف لقادة حماس بالخارج يعني أننا أمام مواجهة مفتوحة، واستمرار الانتفاضة المسلحة في الضفة ومشاركة الآلاف بها، وليس المئات.

ويعتقد أن تركيز الاحتلال كثيرا على شخصية العاروري وإطلاق تهديدات واضحة بالاغتيال هروب من هزيمة العمليات الأخيرة في الضفة، وتعويض نفسي وإعلامي في ظل فشل الاحتلال بمواجهة جنين ونابلس، وصدمته من عمليات حوارة والخليل، وخوفه من صواريخ غزة وإعدادها المستمر.

وبين أن حماس قدمت جل قادتها ومؤسسيها شهداء في طريق التحرير، والموت في هذا الطريق هو أسمى أماني القيادة الحالية، ولهذا يرى أن تهديدات نتنياهو تحفزهم لإكمال الطريق.

وأكد المدهون أن حماس ليست شخصا واحدا أو عشرة، حماس بل هي منظومة ممتدة وقوية وكيان وطني أصيل.

صرخات ألم

ويرى مراقبون أن تهديدات الاحتلال تعبير صارخ عن الألم من حالة المقاومة المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة، والعجز عن مواجهتها أو وقفها.

فمنذ بداية العام الجاري فقط، أسفرت عمليات المقاومة عن مقتل 36 صهيونيا، أعلاها بعدد القتلى عملية الشهيد خيري علقم في القدس والتي وقعت في 27 يناير\كانون الثاني، وأسفرت عن 7 قتلى و12 إصابة.

وسجل العام الحالي الأرقام الأعلى في أعداد القتلى الصهاينة منذ عام 2001، وهو ما يعزوه المتابعون إلى اشتداد المقاومة في كل أنحاء الضفة وفلسطين المحتلة عام 48.

وتوزعت عمليات المقاومة هذا العام في مختلف أراضي الضفة المحتلة والقدس والداخل المحتل، وصولاً إلى مناطق كان يعتقد الاحتلال أنها مناطق هادئة كأريحا والأغوار.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات