السبت 27/أبريل/2024

ما سيناريوهات المواجهة مع الاحتلال بعد تهديدات نتنياهو؟

ما سيناريوهات المواجهة مع الاحتلال بعد تهديدات نتنياهو؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
على وقع تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية؛ ردًّا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه؛ ترتفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية ما يفتح المواجهة إلى سيناريوهات متعددة الاحتمالات.

ففي غضون يومين قتل ثلاثة مستوطنين، وأصيب رابع في عمليتي إطلاق نار نوعيتين في نابلس والخليل، لترتفع حصيلة القتلى الصهاينة منذ بداية العام إلى 36 قتيلاً إضافة إلى عشرات الجرحى في سلسلة من العمليات الفدائية التي امتدت عبر الجغرافيا الفلسطينية من شمالها إلى جنوبها منذ بداية العام الجاري.

الاحتلال الصهيوني الذي أعلن – الثلاثاء- اعتقال منفذي عملية الخليل (قتلت فيها مستوطنة ونفذها فدائيان في 21 أغسطس)، سارع إلى ربطهما بحركة حماس، بالتزامن مع نشر موجه من إذاعة جيش الاحتلال بأن منفذي عملية مستوطنة عيلي التي قتل فيها 4 مستوطنين، كانوا على تواصل مع حركة حماس بغزة وتلقوا تمويلا منها.

وبتقدير المتابعين، بدا ذلك مرتبطًا بتهديد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في أعقاب عملية الخليل إلى التهديد بأن الحكومة والجيش يعملان للوصول إلى منفذي العملية ومن أرسلوهم لمحاسبتهم على ذلك، وفق قوله.

وفي السياق نفسه، كرر وزير الجيش يوآف غالانت أسطوانة التعهد بالوصول إلى المنفذين، ملوحا بالمزيد من العمليات الإضافية بزعم ضمان الأمن لمواطنيها وجبي الثمن من المسؤولين عن ذلك”، وفق تعبيره.

حماس التي تقود المقاومة، التقطت رسالة الاحتلال، فحذرت على لسان أعلى مستوى سياسي (رئيس الحركة إسماعيل هنية) بأن توسيع رقعة الاستهداف الذي يهدد به قادة الكيان سوف يسهم في توسيع رقعة المواجهة وتصعيدها.

اقرأ أيضًا: هنية: شعبنا سيقابل الحصار والإغلاق بالصمود والمقاومة

مأزق الاحتلال

ويرى الخبير في الشأن الصهيوني، صلاح الدين عواودة، أن الاحتلال يواجه مأزقا في الضفة الغربية تكرر في السنوات الأخيرة، وأمامه هو أمام خيارين البقاء على الإجراءات الأمنية والسياسية نفسها التي تحافظ على الهدوء أم يصعدها وبالتالي يتقلص الهدوء و”تعود الأمور لتوتر أكبر”.

ورأى عواودة في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الاحتلال يبحث عن مخارج من مأزقه بما في ذلك دعم أجهزة السلطة، وكذلك يبحث عن انتقام من منفذي العمليات ومرسليهم، وفق ادعائه؛ لذلك شهدنا اعتقالات مكثفة ولكن ليس بالجملة في صفوف أعضاء الحركة والناشطين والمقربين منهم، وشهدنا ضغوطا على الأسرى تراجعنا مع الرفض الواسع لها.

اغتيال ناعم

وتوقع أن يلجأ الاحتلال إلى تنفيذ عمليات اغتيال، مستدركًا أن ذلك مرتبط بالزمان والمكان وطبيعة الإجراءات الأمنية للشخصيات المستهدفة.

وأوضح أن الاحتلال يتحدث عن المطلوبين له من المحررين وغيرهم ممن يديرون العمل المقاوم ويمولون العمليات وفق تقدير الاحتلال ومزاعمه.

يتوقع تنفيذ اغتيال ناعم، وحجم العمليات وضغط المستوطنين قد يكون دافعا لرفع مستوى الضغوط لتنفيذ عدوان خارج الضفة لا سيما في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن باب الاحتمالات وارد لعدوان خارج فلسطين.

الخبير في الشأن الصهيوني صلاح الدين عواودة

ووفق عواودة؛ قد يلجأ الاحتلال إلى تنفيذ اغتيال في غزة، تستهدف من يدعي أن لهم علاقة بالعمل المقاوم في الضفة، ومع ذلك هذا خيار معقد فالاحتلال لا يريد “اغتيالا خشنا” يقود إلى مواجهة مع قطاع غزة.

ويسعى الاحتلال وفق تقدير عواودة، لتنفيذ “اغتيال ناعم” على طريقة اغتيال مازن فقها، (اغتاله عميل للاحتلال بغزة في مارس 2017).

وشدد على أن هذا من المأزق الذي يعيشه الاحتلال مع تنامي العمليات وتقليص الخيارات أمامه مع الحكومة المتطرفة التي تقود الكيان.

اقرأ أيضًا: قاسم: تهديدات الاحتلال لا تخيفنا وسنواصل حقنا المشروع في الدفاع عن شعبنا

إرضاء اليمين المتطرف

ومع ذلك لا يستبعد عواودة أن تنكسر هذه الإجراءات تحت ضغط ابن غفير وتياره فالأصوات ضاغطة على حكومة الاحتلال والكابينت لعمل أي شيء ضد الفلسطينيين.

وأقر المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر ” الكابينت” في ختام جلسة استثنائية استمرت عدة ساعات -مساء الثلاثاء- سلسلة من القرارات لمواجهة موجة العمليات الأخيرة، وفق صحيفة “معاريف” العبرية.

وذكرت الصحيفة أن الكابينت اتخذ سلسلة من القرارات لمواجهة منفذي العمليات ومرسليهم وفوّض رئيس الحكومة ووزير الجيش للعمل بهذا الخصوص، دون الكشف عن الخطوات التي صودق عليها.

ومنح الكابينت تغطية كاملة لجيش الاحتلال وأجهزة أمنه في مواجهة الفلسطينيين، في إشارة إلى ضوء أخضر لاقتراف المزيد من الجرائم ضد شعبنا.

ويؤكد الخبير عواودة أن الموقف قد يتأثر حسب تطورات العمليات وبالتالي يمكن أن يلجأ نتنياهو لخطوات لإرضاء الجمهور الصهيوني المتطرف الذي قد لا يفهم المغزى الأمني للسياسة الإسرائيلية المطبقة.

وقال: حجم العمليات وضغط المستوطنين قد يكون دافعا لرفع مستوى الضغوط لتنفيذ عدوان خارج الضفة لا سيما في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن باب الاحتمالات وارد لعدوان خارج فلسطين.

وشدد على أن هذا له حسابات تتعلق بالدول المضيفة والإجراءات للشخصيات المستهدفة، لا سيما أن الحديث يدور عن شخصيات معينة.

تهديدات متكررة ولكن!

ويتفق الخبير في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر، مع عواودة، في تشخيص المأزق الذي يواجهه الاحتلال وسيناريوهات التعامل معه.

ويشير أبو عامر في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تهديد نتنياهو ليس الأول أو الأخير، فهو يتعرض لأزمة داخلية مستحكمة مع تصاعد عمليات المقاومة الأخيرة، والأزمة الداخلية المتعلقة بالانقلاب القانوني.

سيناريو توجيه ضربة لغزة على شكل حرب غير واقعي مع استراتيجية الاحتلال القائمة على تحييد الجبهات إن صح التعبير وعدم إشعال المزيد منها مع رغبته بتسكين جبهة الضفة

الخبير في الشأن الصهيوني عدنان أبو عدنان

ورأى أن نتنياهو يسعى لتخفيف إحدى الجبهتين المشتعلتين خاصة جبهة المقاومة المشتعلة في الضفة، من خلال التلويح باغتيالات وتنفيذ عمليات عسكرية في قلب الضفة الغربية وتصدير الأزمة الداخلية للخارج في محاولة للحد من عمليات المقاومة.

وشكك أبو عامر في نجاح هذا السيناريو قائلاً: لا أظن أن ذلك سينجح في كبح جماح المقاومة المتصاعدة في الأشهر الأخيرة.

ورأى أن سيناريو توجيه ضربة لغزة على شكل حرب غير واقعي مع استراتيجية الاحتلال القائمة على تحييد الجبهات إن صح التعبير وعدم إشعال المزيد منها مع رغبته بتسكين جبهة الضفة.

عمليات قذرة

ومع ذلك لم يستبعد أبو عامر، حصول علمية إسرائيلية خاطفة ما أو ضربة ما في واحدة من الساحات سواء في غزة أو خارج فلسطين أو تنفيذ عملية اغتيالات معينة، ضمن ما يطلق عليه العمليات القذرة، مستدركًا أن إسرائيل لن تستطيع إلاّ أن تترك بصمات على هذا النوع من العمليات القذرة، وهذا قد يقود للمزيد من التصعيد وفتح جبهات أخرى.

وخلص إلى أن الاحتلال ليس معنيا بإشعال المزيد من الجبهات، مستدركًا بأنه بين هذا وذاك قد يسعى لمحاولة لجباية أثمان من المقاومة دون القدرة على الحصول على بوليصة تأمين لعدم تنفيذ عمليات أخرى.

سيناريو المواجهة غير مستبعد

الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، يؤكد أن التهديدات التي صدرت عن الاحتلال في الساعات الأخيرة، تعبر عن فشله في التصدي لعمليات المقاومة في الضفة الغربية.

ورأى القرا في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن الاتهامات التي توجه لغزة هي نابعة من أمرين، الأول هي أن يهرب نحو المواجهة مع غزة، خاصة بعد إعلان حركة حماس عن المسؤولية عن سلسلة من العمليات الأخيرة، بما فيها عملية الخليل، وقبلها عمليات حوارة والحمرا وعيليه، وقد تكون خلف عملية حوارة الأخيرة.

حال نفذت إسرائيل عملية اغتيال في غزة، فإن ذلك سيقود إلى مواجهة يمكن أن تحدث تحولًا في الصراع خلال المرة القادمة.

الكاتب إياد القرا

ولم يستبعد إقدام الاحتلال على تنفيذ عملية عسكرية ضد حركة حماس في قطاع غزة، خاصة مع الأزمة الداخلية التي يعاني منها، وخاصة المزايدة الداخلية التي تتهم نتنياهو وغالانت بالجبن تجاه حركة لحماس.

ويشير إلى أن المشهد دقيق، فمن حركة حماس لا تخفي دورها الداعم والمشارك في عمليات الضفة، وتعلن عن ذلك، وحماس في غزة غير مردوعه، كما كان يدعي نتنياهو، وهو ما كشف عنه هنية بأنه حركته جاهزة لأي مواجهة، ودفع الثمن تجاه دورها في الضفة الغربية، ومن جهة أخرى الاحتلال يدرك أبعاد خوض مواجهة كبيرة مع حماس والأثمان الباهظة التي ستترتب عليها بما في ذلك تعدد الجبهات.

ووفق القرا؛ فإن حركة حماس تأخذ التهديدات الصهيونية بجدية عالية، خاصة على الصعيد الميداني، لا سيما على المستوى القيادي، يعزز ذلك ما حدث خلال اليومين الأخيرين فيما يتعلق بمحاولة إسقاط طائرتين مسيرتين في سماء غزة أو غلافها، مما يدلل على تسارع الاستعداد لمواجهة قادمة.

ويذهب إلى أنه حال نفذت إسرائيل عملية اغتيال في غزة، فإن ذلك سيقود إلى مواجهة يمكن أن تحدث تحولًا في الصراع خلال المرة القادمة.

كما يبقى سيناريو الذهاب لاجتياح صهيوني أوسع في الضفة قائم، حسب القرا، الذي يشير إلى أن المقـاومة لن تقف صامته تجاه ذلك، وقد يقود لمواجهة أيضا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...