الجمعة 26/أبريل/2024

كلمة مشعل في مهرجان الأقصى في الأردن.. رسائل سياسية واضحة وتحذيرات لافتة

كلمة مشعل في مهرجان الأقصى في الأردن.. رسائل سياسية واضحة وتحذيرات لافتة

عمان – المركز الفلسطيني للإعلام

لم تكن كلمة رئيس حركة حماس في الخارج القائد خالد مشعل، خلال مهرجان الأقصى الثاني والعشرين “إنما الأقصى عقيدة”، الذي أقيم في محافظة الكرك الأردنية، مساء السبت الماضي، مجرد خطاب إنشائي عاطفي، بل حملت رسائل سياسية مهمة، في وقت حساس.

فقد أكد مشعل، في كلمته، أن مخطط الاحتلال في الضفة الغربية ليس تسريع الاستيطان فقط، بل تهجير أهلها نحو الأردن الشقيق. لأن الصهاينة لا يرون لأهل فلسطين وطنا فيها، بل يرون أن وطنهم في الأردن، مؤكدا أن الاحتلال يستهدف أمتنا جميعا، وفي القلب منها فلسطين والأردن.

رسائل ساسية مهمة

من جهته يرى رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية، عاطف الجولاني، أن الرسالة الواضحة التي أراد القائد خالد مشعل توجيهها بمناسبة تنظيم مهرجان مقدسي في مدينة الكرك جنوب الأردن، هي التأكيد على عمق الترابط بين الدولتين والشعبين الأردني والفلسطيني، ورسائل سياسية أخرى.

واحدة من الرسائل في كلمة مشعل هي رسالة إيجابية للجانب الرسمي الأردني مفادها أن حركة حماس مع أمن الأردن واستقراره وقدرته على مواجهة الأخطار والتحديات الخارجية، وتحديدا الخطر الصهيوني.

رئيس تحرير صحيفة السبيل الأردنية عاطف الجولاني

وبين، في تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن واحدة من الرسائل هي رسالة إيجابية للجانب الرسمي الأردني مفادها أن حركة حماس مع أمن الأردن واستقراره وقدرته على مواجهة الأخطار والتحديات الخارجية، وتحديدا الخطر الصهيوني.

وقال إن مشعل، أكدّ أن المقاومة في فلسطين وكل الأطراف الفلسطينية تقف مع الأردن وأمنه ضد أي تهديد يشكله اليمين الصهيوني المتطرف.

ويرى أن هذه الرسائل إيجابية وتعبر عن الرغبة في علاقات متطورة وإيجابية، وتظهر حرص حماس على مصالح الأردن في كل الاتجاهات، سواء كانت سياسية أو أمنية.

وأكد الجولاني، أن الأردن يدرك أهمية حماس في الساحة الفلسطينية، وانها طرف رئيسي وأساسي في الساحة، وهي مسألة تؤخذ بالحسبان، وفق تعبيره.

وأكد أن خروج مشعل في هذه الكلمة والخطاب سيقرأ من قبل الجانب الرسمي الأردني بشكل إيجابي، مبيناً أن رسائل مشعل، تحظى أيضاً بكثير من القبول والارتياح الشعبي.

تحذير مشعل يتزامن مع تصاعد التقديرات بإضافة جبهة الأردن للساحات الساخنة المحيطة بالاحتلال، في ضوء تصريحات وزرائه الذين لا يترددون بإعلان استهدافهم للمملكة

الكاتب والمختص بالشأن الصهيوني عدنان أبو عامر

تحذيرات لافتة

الكاتب والمختص بالشأن الصهيوني، عدنان أبو عامر، يرى أن رسالة التحذير من قضية الوطن البديل وتهجير فلسطينيي الضفة، التي أطلقها القائد مشعل لافتة، خاصة أنها جاءت خلال كلمة ألقاها في مهرجان الأقصى الـ22 المقام بمدينة الكرك الأردنية.

ويرى أبو عامر، في تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن حديث مشعل موجه بالدرجة الأولى لصناع القرار في المملكة، فهو يتحدث لجمهور أردني.

وبين أن وسائل الإعلام الرسمية تلقفت حديث مشعل بصورة ملحوظة، “لأنها تعلم أكثر من سواها أن القصر تحديدًا، لا يخفي قلقه من توجه الاحتلال تجاه المملكة في ظل الحكومة اليمينية الفاشية الحالية”.

وبين أن تحذير مشعل يتزامن مع تصاعد التقديرات بإضافة جبهة الأردن للساحات الساخنة المحيطة بالاحتلال، في ضوء تصريحات وزرائه الذين لا يترددون بإعلان استهدافهم للمملكة، وعدم استدراك نتنياهو على مواقفهم العدوانية ضدها.

وأشار أبو عامر إلى تخوف الاحتلال الدائم من إقدام دوائر النخبة الأردنية بطلب إعادة النظر بالاتفاقات والتفاهمات معه، طالما أنه لا يحترم الوضع الراهن في المسجد الأقصى، ووزراؤه يروجون لنكبة فلسطينية جديدة.

ويعتقد ابو عامر أنه في حين يخصص جيش الاحتلال كامل أوقاته لمواجهة توحيد جبهات المقاومة الفلسطينية في الداخل والخارج، فإن حكومة اليمين تفتح أمامه جبهة جديدة من الشرق عبر الأردن.

ويرى أن ذلك يعني توسيعاً لحجم المخاطر الأمنية والعسكرية، وزيادة أعباء التعامل معها، وتقديرًا بإمكانية حدوث تصدع في اتفاق التسوية معه، ما يعني تحول مئات الكيلومترات من الحدود المشتركة إلى خطر أمني جديد لم يكن مدرجًا على قائمة المخاطر التقليدية.

وختاماً، فإن تصريحات مشعل هي انعكاس وتأكيد لمواقف حماس الثابتة الرافضة للوطن البديل، ولمشاريع التهجير والتوطين، والمؤكدة أن الفلسطينيين في الأدرن وغيرها هم ضيوف عند أشقائهم حتى التحرير والعودة، ويرفضون أي حل ينتقص من حقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات