الأحد 05/مايو/2024

هيهات يهدموا عزيمتنا.. زوجة الشهيد خروشة ورسالة صمودٍ مدوّية

هيهات يهدموا عزيمتنا.. زوجة الشهيد خروشة ورسالة صمودٍ مدوّية

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام
لم يُبق لها الاحتلال شيئًا، قتل زوجها، وهدم بيتها، واعتقل أبناءها الثلاثة، ورغم ذلك تزأر اليوم بعد تفجير بيتها ومستودع أحلامها: “هيهات يهدموا عزيمتنا”.

هذا فصل من فصول حكاية حقيقية ضاربة في أعماق القوة والثبات والتحدي في فلسطين، هذا البلد الذي لا يزال أهله يقدمون التضحيات تترى، أمام احتلال لا يقيم وزنا لقيم الإنسانية أو الأعراف الدولية، ويمارس سياسة العقاب الجماعي ضاربًا بعرض الحائط كل نداءات حقوق الإنسان.

صباح هذا اليوم، كانت أكثر من 30 آلية عسكرية تعبر عبر حاجز بيت فوريك، وتنتشر في محيط مخيمي عسكر القديم والجديد ومنطقة المساكن الشعبية، حتى أتمت عملية هدم منزل الشهيد القسامي البطل، عبد الفتاح خروشة.

هذا الشهيد المقدام، نفّذ عملية إطلاق نار في بلدة حوارة في 26 فبراير/ شباط الماضي أسفرت عن مقتل مستوطنين اثنين، واستشهد باشتباك مسلح في مخيم جنين في السابع من مارس/ آذار.

على أنقاض البيت المهدوم، وقفت زوجة الشهيد خروشة بثبات الجبال الرواسي، لا تنتظر أحدا يواسيها، بل تواسي نفسها وأبناءها وشعبها المظلوم، وبتعبيرات الحمد والثناء لربها قالت: “الحمد لله رب العالمين إرادتنا أقوى من هذا التفجير، هم هدموا حجارة، لكنهم لا يستطيعوا أن يهدموا عزيمتنا بإذن الله رب العالمين”.

ليس هذا كل شيء، بل أطلقت رسالة صمودٍ مدويةً في فضاء نابلس لأولادها الأسرى في سجون الظلم الصهيونية: خالد ومحمد وقسام، قالت لهم: “ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، هؤلاء هدموا الحجارة لكن ما بهدموا عزيمتكم يا أمي، والحمد لله، الله اختار أبوكم شهيد، فلا أسف على الرخيص”.

لا أسف على الرخيص، فالوطن أغلى من كل شيء، وقد قدمت العائلة رجلها القائد عبد الفتاح على مذبح الحرية والكرامة لهذا الشعب الأبي، فكيف تبالي بعد ذلك بحجارة تُهدم أو منزل يُفجّر، إنّ أصحاب الفكرة الحيّة والانتماء العميق يدركون أنّ فلسطين تستحق هذا المهر أو يزيد.

حركة حماس بدورها أكدت إنّ إصرار العدو على مواصلة تفجير منازل المقاومين وذوي الشهداء والأسرى، سياسة عجز صهيونية، ثبت فشلها في إخماد المقاومة والتأثير على معنويات المقاومين وعوائلهم المجاهدة، مؤكدة أنّ أبطال شعبنا الذين انتفضوا للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، يعرفون طريقهم للرد على هذه الجريمة.

وجاء في البيان: “إنّ شعبنا وفصائله الحية، سيبقون سندًا لأهلنا الصامدين الذين يستهدفهم العدو بهدم بيوتهم وممتلكاتهم، وسيُواصل هذا الشعب المجاهد تكاتفه على قلب رجل واحد في وجه المحتل، حتى استرداد حقوقنا كاملة مهما طال الزمن ومهما بلغت التضحيات”.

وفجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، منزل الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة بمخيم عسكر بمدينة نابلس بالضفة المحتلة، ودارت اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال، وتم استهداف دوريات الاحتلال بعدد من العبوات المتفجرة محلية الصنع.

كما اندلعت مواجهات في مخيم عسكر القديم أطلق خلالها الجنود قنابل الغاز بكثافة، ووفق إحصائية أعلنتها جمعية الهلال الأحمر في نابلس فقد وقعت إصابتان بالشظايا، وإصابة سقوط، فيما أصيب 58 مواطناً جراء استنشاق الغاز.

ويقع منزل عائلة الشهيد خروشة في الطابق الثالث من بناية سكنية وتبلغ مساحته 150 مترا مربعا، ويأوي ستة أفراد، ويعتقل الاحتلال أبناء الشهيد خروشة الثلاثة بدعوى تقديمهم المساعدة لوالدهم في تنفيذ عملية حوارة، كما أصدر الاحتلال قبل عدة أيام قرارا بهدم منزل نجله الأسير خالد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...