السبت 27/أبريل/2024

عملية تل أبيب.. انتقال من الملاحقة للمباغتة وإخفاق أمني صهيوني جديد

عملية تل أبيب.. انتقال من الملاحقة للمباغتة وإخفاق أمني صهيوني جديد

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام
لم تكن عملية “تل أبيب” الفدائية مساء أمس السبت، عملية بطولية كغيرها فحسب، بل كانت ضربة قوية هزت أركان الأمن الصهيوني، ودفعت بآلاف التساؤلات حول المنفذ وكيف وصل إلى وسط المدينة التي تعد القلب النابض للكيان الصهيوني.

صدمة كبيرة عاشتها أجهزة أمن الاحتلال، فمنفذ العملية المقاوم كامل أبو بكر (27 عاماً)، مطارد ومطلوب وحاول الجيش الصهيوني اعتقاله والقبض عليه عدة مرات داخل مخيم جنين.

العملية التي أدت في نتيجتها، حسب اعتراف الاحتلال، إلى مقتل جندي صهيوني، وإصابة اثنين آخرين بالرصاص، و8 بالهلع، فتحت باب الانتقادات واسعاً على مدى فاعلية عمل الأجهزة الأمنية الصهيونية وقدرتها على التحكم في المشهد الميداني في الضفة المحتلة.

مراسل القناة 14 العبرية، هيلل بيتون روزين، قال إنه على جميع المسؤولين الأمنيين تقديم تفسيرات حول كيفية قيام مسلح مطلوب ومعروف مسبقًا للمنظومة الأمنية، بشق طريقه من قلب مخيم جنين إلى قلب تل أبيب.

وأشار “روزين” المقرب من الدوائر الأمنية، إلى أن جهاز الشاباك فشل في اعتقال منفذ العملية عدة مرات، كونه أحد المطلوبين البارزين في مخيم جنين.

وأوضحت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، بأن الشهيد كامل أبو بكر كان مطلوبًا من الجيش والشاباك، وتمكن من اختراق المنظومة الأمنية، بخلاف المنفذين الذين نفذوا عمليات وليس لهم أي سجل لدى المنظومة الأمنية.

وتساءلت قناة “كان” العبرية: “كيف لمطلوب خطير الإفلات من يد الجيش الإسرائيلي والشاباك، والدخول إلى وسط تل أبيب وتنفيذه عملية إطلاق نار؟”.

عملية إطلاق النار في تل أبيب، مساء أمس، عبرّت عن شكل مختلف من أشكال المواجهة التي يبتدعها الشباب المطارد، فانتقلوا من موقع الملاحقة والمطاردة، إلى موقع المباغتة والهجوم.

المختص في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي

من الملاحقة إلى المباغتة

خبراء ومختصون فلسطينيون وصفوا عملية تل أبيب، بـ”الهدف الفلسطيني الكبير” لصالح المقاتل الفلسطيني في معركة صراع الأدمغة مع الاحتلال، في ظل نجاحه القوي باجتياز كل الحواجز والمعيقات الأمنية والعسكرية التي وضعتها سلطات الاحتلال للقبض عليه.

المختص في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي، قال إنّ عملية إطلاق النار في تل أبيب، مساء أمس، عبرّت عن شكل مختلف من أشكال المواجهة التي يبتدعها الشباب المطارد، فانتقلوا من موقع الملاحقة والمطاردة، إلى موقع المباغتة والهجوم.

وأكدّ الشرقاوي، في تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن ّمنفذ العملية تمكّن من نقل المعركة لأحشاء الكيان، ونجح في تشكيل تهديد حقيقي، وشكلت عمليته اختراقاً حقيقياً في تل أبيب.

وبيّن الشرقاوي أن خطورة العملية، بالنسبة للاحتلال، تتمثل في قدرة تجاوز المقاوم لكل الحواجز، “وهذا يعني هدف في مرمى الحرب الأمنية التي يمارسها، وهدف في صراع الادمغة لصالح المقاومة والمقاومين”.

ويرى أنّ هذه العملية صنعت هواجس كبيرة وجديدة لدى الاحتلال، من إمكانية الانتقال من مربع الاشتباك لمربع العمليات الفدائية، وهو سيناريو ممكن في ظل قدرة الشباب الوصول إلى تل أبيب رغم كل الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها دولة الاحتلال، وفق ما قاله الشرقاوي.

العملية أثبتت وجود إخفاق أمني وفشل استخباري للاحتلال وعدم القدرة على مواكبة ما تحضره المقاومة من عمليات لاحقة

المختص في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر


عملية نوعية وإخفاق أمني جديد

المختص في الشأن الصهيوني عدنان أبو عامر، قال إن العملية شكلت إخفاقًا جديدًا على صعيد الأمن الصهيوني الذي أظهر مؤخرًا استنفارًا كبيرًا خشية تنفيذ عمليات من المقاومة الفلسطينية.

ولفت أبو عامر في تصريحات صحفية تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى إمكانية أن تكون هناك جهة منظمة لهذه العملية، وليس عملية فردية كما يدعي الاحتلال.

ويرى أن مسألة تخفّيه طوال الفترة الأخيرة يعطي إشارة إلى إمكانية أن نكون أمام خلية نقلته لمكان العملية وأعطته السلاح المستخدم وما يلزمه من إرشادات ميدانية على الأرض.

وأكد أن العملية نوعية في هذه المرحلة، في ظل ما تدّعيه قوات الاحتلال بأن عدوانها الأخير على جنين استطاع توجيه ضربةٍ لخلايا المقاومة.

وأشار المختص أبو عامر، إلى أن العملية أثبتت وجود إخفاق أمني وفشل استخباري للاحتلال وعدم القدرة على مواكبة ما تحضره المقاومة من عمليات لاحقة.

ولفت إلى وجود حالة من الاستنزاف وتبدد الردع الصهيوني، ورغبة من المقاومة في استمرار العمليات وتصعيدها وتنقلها من مدينة لأخرى، ومن شأن ذلك تشتيت قوات الاحتلال ومتابعته الميدانية، ويفسح المجال للمقاومة تنفيذ ضربتها في شتى المناطق.

الجيل الصهيوني بات يتلاشى مع غياب الجيل المؤسس، خلافا للجيل الفلسطيني الذي كلما تلاشى الجيل السابق، كبر الجيل الذي يليه.

المختص في الشأن العسكري واصف عريقات

رسائل من نار

بدوره، أشار المختص في الشأن العسكري، واصف عريقات، في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، لأربعة رسائل وجهها الشهيد منفذ العملية في اتجاهات مختلفة.

أول الرسائل متعلق بتكريس ثقافة المقاومة عند الشعب الفلسطيني، وثانيها أنه مهما بلغت قدرات الاحتلال وإمكاناته الأمنية الشديدة الصارمة فهناك صراع أدمغة بين الشعب الفلسطيني، ورغم تواضع إمكانات المقاومين إلا أنهم تغلبوا في هذه المعركة.

أما الرسالة الثالثة، فتؤكد أن الصراع هو صراع إرادات وليس موازين قوى، وصراع شجاعة تتوفر عند المقاومة، واستطاعت التغلب على إمكانيات الاحتلال الهائلة.

والرسالة الرابعة والأهم، وفق عريقات، فهي للقيادة الإسرائيلية خاصة نتنياهو مفادها، أنكم اردتم معركة مفتوحة مع الشعب الفلسطيني، وجاء الرد من الشباب الفلسطيني المقاوم، مفاده أنه لا يمكن أن يستمر القتال مع الشباب دون أن يكون هناك رد واضح.

وأوضح عريقات، أن جيل الشباب الفلسطيني يستنسخ بعضه بعضا، وهذا النموذج يعمم كما بقية النماذج التي تستنسخ نفسها، وتستطيع أن تؤثر نفسيا ومعنويا على الجيل الصهيوني، الذي بات يتلاشى مع غياب الجيل المؤسس، خلافا للجيل الفلسطيني الذي كلما تلاشى الجيل السابق، كبر الجيل الذي يليه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...