السبت 27/أبريل/2024

شباب فلسطين في الخارج .. هموم متنوعة وانتماء عابر للجغرافيا

شباب فلسطين في الخارج .. هموم متنوعة وانتماء عابر للجغرافيا

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام
من ساحة لأخرى تختلف التحديات والإشكالات التي تواجه الشباب الفلسطيني في الخارج، ويبقى التحدي الأكبر إبقاء حالة الانتماء للوطن حيّة وفعّالة، ونبض لا يتوقف بحب القضية والعمل لأجلها والتفاعل مع قضاياها.

ففي لبنان إحدى دول الطوق والتماس مع الوطن، يجد الشباب الفلسطيني نفسه محاصرًا بالعديد من الأزمات التي يحاول أن يتخطاها دون أن تشغله عن قضيته الأولى وحلمه الأزلي بتحقيق العودة.

ما أبرز التحديات بلبنان؟

التحدي الأبرز، وفق عبد الكريم الصفدي -صحافي فلسطيني يقيم في المخيمات الفلسطينية بلبنان، هو الحصول على فرصة عمل ثابتة، ليستطيع أن يوفر متطلباته ومتطلبات أسرته ويكون قادرًا على العطاء.

وأوضح الصفدي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أبرز المشاكل والهموم التي يواجهها الشباب الفلسطيني في المخيمات بلبنان، وفي مقدمتها فرصة العمل الثابتة؛ مؤكدًا أن أغلب الشباب بالمخيمات في لبنان يعاني من البطالة والظروف الصعبة.

وقال: حتى لو وجدنا عملاً، فهو محدود؛ إذ أن هناك الكثير من المهن ممنوع على اللاجئ الفلسطيني أن يعمل بها، ونسبة عالية من الشباب تجلس بالمقاهي تنتظر أي فرصة عمل، وأغلب الفرص مؤقتة وعمل جزئي، وبالتالي يبقى الشاب والعامل تحت تهديد أن العمل يمكن أن يتوقف.

ويتفق عمر حماد -ناشط في المجال المقدسي يقيم في لبنان- مع الصفدي، مؤكدًا أن الشباب الفلسطيني يعاني من الأزمات الاقتصادية التي تضرب اللاجئين في لبنان الذي يمر كبلد بأزمة اقتصادية خانقة، انعكست على الجميع.

جولة للشباب في المخيمات الفلسطينية بلبنان

وشدد حماد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” على أن هذه الأزمات تؤثر على الشباب من حيث مستقبله ومهمته تجاه القضية.

إشكالات وتحديات في أوروبا

أما في الساحة الأوروبية تبرز أشكال أخرى من التحديات، وفق الإعلامي والناشط الفلسطيني ماهر حجازي، المقيم في هولندا.

وأوضح حجازي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن أبرز المشاكل التي تواجه الشباب الفلسطيني في أوروبا؛ الاندماج بالمجتمعات الغربية ومشكلة اللغة واختلاف الثقافات، وفرص العمل خاصة للقادمين الجدد في أوروبا، والفرص تكون أقل للمتقدمين في العمر.

وأشار على سبيل المثال، إلى صعوبة أن تجد فرصة عمل في تخصصك الدراسي، وصعوبة التكيف مع ثقافة مختلفة عن البيئة العربية الإسلامية التي نشأت فيها.

الانتماء لفلسطين

ورغم تعدد الهموم والإشكالات، تبقى فلسطين هي المشترك والجامع ينبض الجميع بحبها والعمل من أجلها والانخراط بهمومها، رغم الانشغال بالقضايا والهموم الخاصة.

ويؤكد الصفدي أن الانتماء لفلسطين والعمل من أجل القضية هو الجامع بين الشباب رغم الاختلافات والهموم.

وأوضح أنه كصحفي في المخيمات يحرص على تسليط الضوء على القضية الفلسطينية ومعاناة اللاجئين الذين لم ينسوا القضية رغم أن هناك محاولات لإلهاء الشباب وإشغالهم في قضاياهم الخاصة ولقمة عيشهم ومستقبلهم الفردي بعيدًا عن القضية.

واستدرك: مما أعيشه وألمسه فالشباب الفلسطيني متمسك بقضايا القدس والقضايا التي تخص فلسطين وأن ينسقوا مع كل الفلسطينيين في العالم ليشكلوا وسيلة ضغط على الاحتلال.

ووفق الصفدي؛ فإن انشغال الشباب الفلسطيني في الخارج مع قضيته المركزية له عدة أوجه، منها المشاركة في الفعاليات، والمبادرات منها مثلا حركة البي دي اسي، وشبكة شباب فلسطين في الخارج، والقدس أمانتي، وغيرها من المبادرات التي ينخرط فيها الشباب ليبقوا على تواصل مع القضية.

أمّا حماد، فيرى أن الارتباط بالقضية الفلسطيني ارتباط عقدي قبل أن يكون ارتباط وطني أو سياسي، مبينا أن القضية الفلسطينية جزء من عقيدة كل مسلم وهي جزء من عقيدة المسيحيين، والارتباط وثيق لا تنازل عنه.

ويشير إلى أن هناك العديد من المؤسسات والجهات التي تعمل على إبقاء جذوة الانتماء حيّة وتربط الفلسطينيين بقضيتهم وهي تعمل جاهدة لنصرة هذه القضية، فضلا عن التفاعل مع ما تنشره وسائل الإعلام مع هموم الوطن وعدوان الاحتلال المستمر على المقدسات والمواطنين.

تعويل على دور الشباب

أما الإعلامي حجازي، فيشير إلى التحديات المتعلقة بانخراط الشاب الفلسطيني في قضيته بأوروبا، مؤكدًا أنه رغم كل شيء هناك ارتباط وثيق.

وقال: لي 5 سنوات (مدة انتقاله للعيش في أوروبا) أشاهد تفاعل الشباب مع القضية، وهذا الانتماء موجود وكبير ويزداد ارتباطا بالوضع في فلسطين.

وأضاف: الشباب الفلسطيني عليهم تعويل لحضور القضية في أوروبا والتأثير في الرأي العام وإيصال رسالة الشعب الفلسطيني، وهناك تعويل على دور الشباب.

وعلى سبيل المثال، أشار حجازي المقيم في هولندا إلى الدور الفعال للجالية الفلسطينية في التفاعل مع قضايا الوطن في الداخل، ودائما هناك فعاليات يشاركون بها، وهناك العديد من المؤسسات فعالة في التحشيد للقضية.

وقال: نلاحظ عند أي عدوان نجد أوروبا تنتفض سواء ضد الاستيطان أو التهويد والأسرى والعدوان، وكذلك تنشط الدعوة لحركة المقاطعة وتنوير الرأي العام الأوروبي بحقوق الشعب الفلسطيني وما يواجهه من انتهاكات.

وأشار إلى أن مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا من أهم المؤسسات الفاعلة، وتعطي دورا كبيرا للشباب، ورأى أن المطلوب أن يكون دور مهم للشباب وإعطاءهم أولوية للعمل في أوروبا.

وقال: الشباب الفلسطيني متميز وبعضهم دخلوا في أحزاب أوروبية ولهم مواقع وبالتالي لابد من إعطائهم الدور في المؤسسات لإيصال رسالة شعبنا، وتعزيز حضورهم والتعويل عليهم.

دور مؤسساتي فاعل

ويبرز الصحفي الصفدي دور الكثير من المؤسسات المعنية بالقضية الفلسطينية، منها على سبيل المثال مؤسسة القدس الدولية بما تصدره من كتب وأبحاث باستمرار تصنع الوعي بقضية القدس والمسجد الأقصى.

وأشار إلى دور الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين وهي رابطة شبابية تعنى بالشاب الفلسطيني، ونادي الثقافة الفلسطيني العربي الذي يعمل على تعزيز انتماء الشباب وأحقية اللاجئين بالعودة والتمسك بالأرض وبخيار المقاومة كسبيل وحيد للوصول لهدفنا تحرير فلسطين.

كما نوه بدور مؤسسة ثابت لحق العودة، وغيرها من المؤسسات المختلفة التي لها دور كبير في تعزيز الوعي لدى الشابب وعموم اللاجئين وتعزز المطالبة وأحقيتنا بالعودة إلى فلسطين وأحقيتنا كلاجئين في لبنان أن يكون لنا حقوقنا المدنية والاعتراف بنا كإنسان قبل كل شيء مثل التملك والحق في العمل.

القدس بوصلة الشباب

وخلال شهر يوليو، وتحت عنوان “القدس بوصلة الشباب”، وعلى وقع تصاعد اعتداءات الاحتلال الصهيوني ضد المسجد الأقصى والقدس المحتلة، عقد ملتقى القدس أمانتي الدولي في دورته الخامسة في العاصمة اللبنانية بيروت.

وقال الصحافي عبد الكريم يعقوب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: إن مشاركة الشباب في ملتقى القدس أمانتي هو رسالة واضحة لكل من يراهن على ضياع القضية المركزية للأمة أو على ضياع الشباب العربي والشباب المسلم ضياعهم عن القضية.

وأضاف: لكل هؤلاء نقول له اليوم أن رهانك خاسر لا محالة، ونقول له إذا أردت جوابا واضحا حول تفاعل ومواكبة الأمة للأحداث المقدسية أو الفلسطينية عموما انظر حولك.. فالقدس لا تزال في قلوبنا حاضرة ولن تزول”.

فلسطين لأجلها نلتقي

وفي منتصف يوليو، جمعت شبكة شباب فلسطين في الخارج 150 شابا فلسطينيا وعربيا من عدة بلدان في بيروت للمشاركة في ملتقى للشباب الفلسطيني تحت عنوان “فلسطين لأجلها نلتقي“.

وقال رئيس الشبكة خالد فهد، إن هذا المؤتمر يأتي في الوقت الذي يصنع فيه الشباب الفلسطيني على أرض الوطن أروع ملاحم التضحية والفداء دفاعًا عن الأرض والمقدَّسات، فيما يتفاعل الشباب الفلسطيني في دول الشتات إعلامياً وجماهيرياً وسياسياً وميدانياً مع الأحداث المستجدة في الأراضي المحتلة.

وفي حديثه الخاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أوضح خالد فهد رئيس شبكة شباب فلسطين في الخارج، أن الشباب الفلسطيني في الخارج، شباب متفاعل متماسك مؤمن بحقه بالعودة وانتمائه لفلسطين، ويسعى أن يكون له دور قيادي وريادي في القضية الفلسطينية وخدمة الثوابت.

وقال: إن قضية العودة تمثل مادة دسمة وهي حاضرة دوما خاصة أنهم تجرعوا مرارة التهجير واللجوء والبعد عن فلسطين.

مسارات عمل عابرة للجغرافيا

ويؤكد فهد أن هموم الشباب الفلسطيني في الخارج تختلف من بلد لآخر، مبينا أن أكثر المعاناة ربما هي للشباب الفلسطيني في لبنان وسوريا نتيجة الأوضاع التي تمر بها هذه البلدان، ففي لبنان (الشباب الفلسطيني) محرومون كبقية اللاجئين الفلسطينيين من حقهم في العمل والتملك والعديد من المهن ممنوعة وهناك تضييق على المخيمات والبطالة والفقر.

ويضيف: أما في سوريا فالأحداث انعكست على الواقع الفلسطيني وواقع الشباب ونجم عن ذلك تشريد وحرمان وضياع المستقبل للكثير من الشباب الفلسطيني.

وتابع: أن هذه المعاناة تختلف عن هموم الشباب الفلسطيني في أوروبا مثلا ربما الوضع الاقتصادي أفضل لكن هناك إشكالات متعلقة بغياب الهوية وغياب الثقافة الفلسطينية، ومع ذلك هناك تعويل مستمر بأن يعززوا هذه الهوية وينخرطوا في هموم وطنهم ويتفاعلوا معها ويكونوا سفراء للوطن.

وأكد أن من أهداف الملتقى الذي عقدته الشبكة حديثا في لبنان جمع الشباب الفلسطيني على صعيد أدوراهم وهمومهم الوطنية ليكون هناك مسارات عمل عابرة للجغرافيا تجمع شباب فلسطين وتحقيق الألفة والتعارف وتحقيق شراكات عمل للشباب من خارج الوطن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...