عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

ياسر النمروطي وعبق البدايات المشرقة

إبراهيم المدهون

تحيي كتائب القسام ذكرى استشهاد ياسر النمروطي أبو معاذ، أحد مؤسسيها، والذي استشهد في 15/7/1992، بعد اشتباك عسكري مع قوات الاحتلال استمر ساعات في حي الزيتون، واجه خلالها أبو معاذ سرية عسكرية صهيونية كاملة، وربما لا يعرف الكثير عن المجاهد ياسر النمروطي وأثره في صناعة المجد الفلسطيني المتمثل باستمرار المقاومة المسلحة الى يومنا هذا، فقد كُلف بقيادة العمل العسكري في غزة بداية التسعينات، فشكل المجموعات، ونظم الصفوف، وتواصل مع الشباب، ووفر السلاح، وأشرف على العمليات الأولى لكتائب القسام في غزة، أهمها عملية مصنع كارلو قُتل فيها جنديان إسرائيليان، وعملية قتل أحد المستوطنين الصهاينة في بيت لاهيا، بالإضافة لمشاركته إطلاق نار واستهداف مواقع الجيش والشرطة المنتشرة في قطاع غزة.

أحدثت تولي النمروطي لقيادة العمل العسكري فارقا في نقطتين جوهريتين، الأولى في نظام المتابعة والسيطرة، فقبله تم الاعتماد على المجموعات المتناثرة والتواصل عبر النقاط الميتة، فعزز التواصل المباشر ونظم الوحدات العسكرية، رغم العوائق الأمنية، وابتكر وسائل اتصال مباشرة وسريعة تعتمد على المعرفة والوضوح في الهيكلية والمهام.

كما ارتقى بالتدريب والتطوير، فدعم نقاط تدريب علنية بسواتر أمنية عبر معاهد تدريب الكراتيه والرياضات القتالية، مما وسع من دائرة الإعداد والتأهيل وأوجد حواضن استيعاب للملتحقين بصفوف القسام، وهنا تجاوز الانتشار والتمركز لجيش الاحتلال.

واهتم بالإعلام فهو أول من ارتدى الكوفية الحمراء، وخاطب الرأي العام الفلسطيني وتواصل معه، عبر تناقل رسائل مصورة بجهاز الفيديو، تعرض في تجمعات شبابية وبحلق المساجد، مما كان لها اثر كبير.

يحمل الأخ أبو خالد الضيف الكثير من مشاعر الاعتزاز والحب والوفاء لهذا القائد الذي بدأ مشوار الكتائب مع ثلة من المخلصين في زمن صعب وقاس ومعقد، فعمل أبو خالد الضيف عن قرب مع الشهيد ياسر النمروطي رحمه الله، ورافقه في كثير من محطات البداية، وتأثر به، وكان لشخصية النمروطي حضور عميق في نفوس أفراد المجموعات الأولى لكتائب القسام، واعتبروه كالمعلم والقائد، لهذا أحدث استشهاده صدى واسع في كل قطاع غزة، فهو من أوائل القادة العسكريين الذين ارتقوا إثر اشتباك مسلح شاركت خلاله آليات وطائرات وتم قصف البيوت وتطويق المكان، فقد دمر بيت الأخ ياسر حسين واعتقل بتهمة إيواء المطاردين واستشهد أبو معاذ بعد معركة شهدها قطاع غزة وعاشها أهالي حي الزيتون بتفاصيلها. لم يكن لحظتها انترنت ولا سوشيل ميديا او حتى فضائيات، كان الإعلام المسجدي، والكتابة على الجدران أهم وسيلة تأثير ونشر، ولوقت طويل حزنت فلسطين وتأثرت باستشهاد أبو معاذ وامتلأت بصور وشعارات النعي لهذا القائد الكبير.

من المعروف أن البدايات مربكة وصعبة ومعقدة، ولهذا حجم ما قدمه النمروطي كبير، فكانت مرحلته مهمة في نقل العمل المسلح في غزة وفلسطين، بتعزيز التحدي ونظام المطاردة والكمون، وتنفيذ العمليات وتكوين المجموعات العملية التي تختفي عن الأنظار وتنفذ عمليات فدائية متنقلة ومتنوعة، وكان لاستشهاده وما قدمه تضحية وفداء بهذا المشهد المهيب الأثر الكبير في انضمام الكثير من الشباب لكتائب قسام، والتحمس لتنفيذ العمليات، فقد انتشرت صوره وعرضت بطولاته، فما كان من استشهاده إلا محطة إيجابية حببت الشباب للانضمام للعمل المسلح، فوجهه الصبوح وسمته الإسلامي النقي، وسيرته الحسنة، وأخلاقه الاحتوائية، ومحبة الشباب له، جعلت تنافس شديد بين المندفعين للالتحاق بكتائب القسام ومحاكاة حكايته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات