عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

مقاومة الضفة.. توسُّع وتصاعد ونجاح استراتيجي يؤرق الاحتلال

مقاومة الضفة.. توسُّع وتصاعد ونجاح استراتيجي يؤرق الاحتلال

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

بات واضحاً أن المقاومة الفلسطينية في الضفة المحتلة، لا تتوسع كماً بعدد أكبر من العلميات يوماً بعد يوم فقط، بل تتصاعد وتنتظم بشكل أكبر، وتتوسع جغرافياً لتنضم مناطق ومدن ومخيمات جديدة لخارطة العمل المقاوم، وتتوسع نوعياً أيضاً من خلال استخدام وسائل جديدة، وأسلحة أكثر تأثيراً سواء التي يتم تصنيعها محلياً وخاصة في مخيم جنين أو ما يمكنها الحصول عليه وامتلاكه بطرق مختلفة.

وآخر التطورات النوعية ما أعلنته وحدة الهندسة التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام في جنين عن إدخالها عبوة “شواظ 1” الناسفة، للخدمة العسكرية، وهي عبوة معروفة في أوساط المقاومة في قطاع غزة، واستخدمت في بدايات الانتفاضة الثانية ضد التوغلات والاجتياحات الصهيونية في قطاع غزة.

ورصدنا من خلال تقارير دورية تصدر شهرياً عن مراكز إحصاء فلسطينية متخصصة أن المقاومين والشباب الثائر في الضفة المحتلة نفذوا 3022 عملا مقاوماً، من بينها 395 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (أبريل – مايو – يونيو 2023)، أدت إلى مقتل 9 صهاينة، وإصابة 122 آخرين.

المقاومون والشباب الثائر في الضفة المحتلة نفذوا 3022 عملا مقاوماً، من بينها 395 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (أبريل – مايو – يونيو 2023)، أدت إلى مقتل 9 صهاينة، وإصابة 122 آخرين.

وآخر ما وقع من العمليات البطولية، عملية إطلاق النار قرب حاجز تقوع العسكري الصهيوني المقام على أراضي تقوع جنوب شرق بيت لحم، والتي أدت لإصابة ثلاثة مستوطنين، أحدهم حالته خطيرة.

انتفاضة حقيقية لكن مختلفة

الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي، قال إن ما يجري في الضفة الغربية المحتلة، هو انتفاضة حقيقية تأخذ شكلًا مختلفًا عن باقي الانتفاضات.

وأكد، في تصريحات صحفية، تابعها “المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المقاومة بالضفة الغربية تتطور بشكل كبير ونوعي يخيف الاحتلال، مؤكداً أن دائرة عمليات المقاومة الفلسطينية بالضفة آخذة بالاتساع أيضاً.

وأشار إلى أن العمل المقاوم في الضفة يعمل بشكل مركز ضد المستوطنين الذين يستوطنون أراضي الضفة، مؤكداً أن عمليات المقاومة رد طبيعي على جرائم الاحتلال والمستوطنين المستمرة بالضفة.

ساحة أكثر خطورة

الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري، يرى أن الضفة الغربية تحولت إلى ساحة أكثر خطورة على الاحتلال بعد أن تمكنت المقاومة من ترتيب صفوفها وتطوير أدواتها، وأصبحت قادرة على تنفيذ عمليات نوعية ضد الأهداف الصهيونية التي أوقعت إصابات محققة في صفوف الجنود والمستوطنين، وخلقت تحديات غير مسبوقة في وجه جيش الاحتلال والأذرع الأمنية المختلفة.

وبين، في مقال له، أن الأيام الأخيرة حملت تطورات مهمة على صعيد امتلاك المقاومة قدرات جديدة، فبعد أن تمكنت المقاومة من تصنيع العبوات بأنواعها، تمكنت من تصنيع صواريخ، واستخدمتها في قصف المستوطنات المحيطة.

الضفة الغربية تحولت إلى ساحة أكثر خطورة على الاحتلال بعد أن تمكنت المقاومة من ترتيب صفوفها وتطوير أدواتها، وأصبحت قادرة على تنفيذ عمليات نوعية ضد الأهداف الصهيونية

وأوضح أنه رغم أن الصواريخ من الناحية العملية حتى الآن لا تزال بدائية ومحدودة التأثير الميداني، لكن الأثر الأمني والسياسي أكثر خطورة، ولن يقف عند حد ما تصرح به الجهات الرسمية لدى الاحتلال، وقال: “ما خفي أعظم عند الاحتلال الذي يشعر برعب حقيقي من تداعيات هذا الحدث ومستقبل الضفة الغربية والمقاومة المتعاظمة فيها”.

ويرى أبو زهري أن التطور الحاصل في الضفة الغربية على صعيد امتلاك القدرات العسكرية وتطويرها له دلالات مهمة، من أبرزها أن المقاومة باتت قادرة على التغلب على التحديات الأمنية، ونجحت في توفير مصادر الدعم والتمويل، وتفوقت في نقل الخبرات العسكرية ومحاكاة ما يجري في قطاع غزة، ولديها استراتيجية عمل تسير في مسار منتظم لتطوير القدرات وامتلاك مختلف الأسلحة والأدوات في مواجهة عدوان الاحتلال المتصاعد في الضفة الغربية.

مرحلة جديدة وخيار يتصاعد

الكاتب والمختص في الشأن الصهيوني أيمن الرفاتي، يرى أن المؤشرات التي يحملها تطور المقاومة في الضفة وتنوع أدواتها تؤكد أن خيارها يتصاعد ويتنامى، رغم الحرب الشرسة ضدها، ورغم سياسة “جز العشب” التي تمارس منذ أكثر من 20 عاماً، وهو ما يؤكد أن الضفة في مرحلة جديدة من مراحل نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

وبين، في مقال له، أن تطور قدرات المقاومة في الضفة الغربية يمثل تهديداً كبيراً للأمن القومي الصهيوني، موضحاً أن العمل المقاوم لن يقتصر على إطلاق الصواريخ، بل سيحمل تنوعاً في الأدوات والأساليب، إضافةً إلى حجم التأثير الذي تملكه المقاومة انطلاقاً من الضفة.

ويرى الرفاتي أنّ خطر الصواريخ في الضفة من الناحية الاستراتيجية كبير، مبيناً أن إمكانية تطوّرها ستكون أسرع من أي وقت سابق، نظراً لأن المقاومة في الضفة يمكنها بمساعدة شقيقتها في غزة الوصول إلى خطوات أكثر تطوراً بالاستفادة من تجارب غزة في إنتاج الصواريخ.

وأكد أن إطلاق الصواريخ من الضفة المحتلة من الناحية الجغرافية سيكون أسهل وأكثر تأثيراً في مستوطنات الاحتلال، إذ لن تحتاج المقاومة إلى مديات كبيرة للوصول إلى أهدافها، وهو ما سيشكل تهديداً حقيقياً لعمق الاحتلال، فـ”تل أبيب” والعفولة والخضيرة وحيفا لا تبعد عن مناطق الضفة سوى عشرات الكيلومترات.

ومما سبق يتضح أن التطور في العمل المقاوم وتوسعه مهما كان بطيئاً أو غير ملحوظ بشكل كبير، إلا أن تأثيره كبير، ويؤرق الاحتلال ومؤسساته الأمنية بشكل لا تخطئه العين، وهذا ما يجعل تطوير الحالة المقاومة في الضفة ومراكمة الخبرة والقوة فيها واحدة من أهم أولويات المقاومة وقيادتها في الوقت الراهن والمرحلة المقبلة، فمن خلالها يمكن تحقيق مكاسب استراتيجية على طريق التحرير والعودة وزوال الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات