عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

إعدام الطفل المقدسي إياد الحلاق وأزمة المشروع الصهيوني

خالد عودة الله

قبل عدة أيام، برّأت المحكمة الصهيونية الشرطي قاتل الشاب المقدسي إياد الحلاق، والذي تمّ اعدامه في العام 2020، وإياد من ذوي الاحتياجات الخاصة مصاب بمرض التوّحد كان في طريقه لمدرسته الخاصة في البلدة القديمة، ليس جديداً على القضاء الصهيوني تبرئة القتلة الصهاينة الذين كانت وللمفارقة حجة تبرئتهم المعتادة “المرض العقلي”، فالصهيوني لا يسفك دمّ الأبرياء إلا اذا كان مصاباً بمرض ما يعطل عقلانيته الأخلاقية.

أما في حالة كون الفلسطيني مصاباً بمرض عقلي أو نفسي فالمسألة فيها نظر سواء كونه “سافكاً” للدم أو دمه مسفوك كما في حالة الحلاق. ربما السبب يعود إلى القناعة الحداثية المطمورة بأنّ المرض العقلي هو مرض حداثي نتج عن ضغوط تحوّل المجتمعات الأوروبية نحو الحداثة وبالتالي لا تصاب به الشعوب المتخلفة غير الحداثية مثل العرب؟

في الحقيقة بدأ المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين بنظرة عدائية للمرضى العقليين من الصهاينة أنفسهم، فقد رفضت الوكالة اليهودية السماح لذوي “الإعاقة” العقلية والجسدية الهجرة إلى فلسطين الانتدابية، وفي حالات عديدة قامت بترحيل من نجح منهم بتجاوز الفحص الطبي الصهيوني وإعادته إلى أوروبا. والحجة، إن الاستيطان الصهيوني في فلسطين، في تلك الفترة، بحاجة إلى مستوطنين “أقوياء مقاتلين” لا “عجزه”.

مرّ المشروع الصهيوني بتحولات كثيرة خلال ال 100 عام المنصرمة، وفي مرحلة لاحقة نبش الصهاينة “النقديون” تاريخ المرض العقلي في الصهيونية وعالجوه ، وأنشأ الصهاينة منظومة “متقدمة” للخدمات والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة يستفيد من خدماتها الكثير من العرب…

ولكن في حالات الصدمة/ الأزمة التي يعانيها هذا المشروع في فترات اشتداد مقاومته، يعود “المكبوت” فتشرعن محكمة صهيونية إعدام شاب عربي متوحد مذعور في طريقة إلى مدرسته الخاصة…

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات