الثلاثاء 07/مايو/2024

لهذه الأسباب لم يحقق جيش الاحتلال أهدافه في جنين

لهذه الأسباب لم يحقق جيش الاحتلال أهدافه في جنين

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام

عدوان الاحتلال على جنين استمر 45 ساعة، وأقر الناطق بلسان الجيش الصهيوني أنه لم يحقق أهدافه، وأشار إلى أنه لا توجد حلول سحرية لما أسماه “الإرهاب” وأن جيش الاحتلال سيعود إلى جنين حال توفر معلومات استخباراتية، في حين داس مقاومو جنين عقيدتين قتاليتين بنعالهم.

وقال الناطق في حديث إذاعي صباح اليوم إن “المعلومات الاستخباراتية لم تكن كافية للوصول إلى جميع الأهداف في مخيم جنين، وأن الكثير من الخلايا المسلحة انسحبت خارج المخيم وبضمنها الخلية التي قتلت أحد المستوطنين قبل أسابيع جنوبي غرب جنين”، وفق موقع ألترا فلسطين.

الناطق باسم جيش الاحتلال الصهيوني أقر بفشل العدوان على مخيم جنين بتحقيق أهدافه.

ووصف الناطق العملية بالمعقدة في بيئة معادية وأنه جرى خلالها اعتقال 300 فلسطيني يعتقد أن 30 منهم “مطلوبون ضمن أهداف العملية، بينما تم قتل 12 فلسطيني في العملية”، على حد زعمه.

وتوعد بالعودة لجنين حال توفر معلومات استخباراتية وأن الجيش سيصل للمسلحين المصابين الذين وصلوا مستشفيات جنين للعلاج وذلك في الوقت المناسب، على حد تعبيره.

ورداً على سؤال حول فشل الجيش في الوصول إلى منفذي عملية قتل المستوطن مئير تماري في العملية قرب مستوطنة “خرميش” قبل أكثر من شهر مع أنه وضعها كأحد أهداف عملية اجتياح جنين، قال الناطق إن عدم توفر معلومات استخباراتية حال دون الوصول إليهم.

عقيدتان قتاليتان

وفي السياق، يرصد موقع ألترا فلسطين في هذه السطور، اختبار جيش الاحتلال خلال ساعات القتال عقيدتين قتاليتين من خلال وحدتي كوماندزو، قبل أن ينسحب في النهاية دون تحقيق أهدافه المعلنة بالقضاء على المقاومة في جنين، وفيما بدا جليًّا أن المقاومين داسوا بأقدامهم هاتين العقيدتين.

وفي المعارك ليس هناك متسع سوى لقاعدة “العبرة بالنتائج”، فالعقائد القتالية تخلدها أو تدفنها المعارك.

وعلى مدار عقود من الاحتلال، تفتّقت أذهان جنرالات الاحتلال عن عدد من العقائد العسكرية، تأخذ بالحسبان التطورات والتحديات التي تطرحها الظروف والأيام، بعد خروج الجيوش العربية من دائرة الصراع، وانتقال “مركز الثقل” في الفعل إلى الشعوب، وما تفرزه هذه الشعوب من أفراد ومجموعات تأخذ على عاتقها إدامة معركة الوجود لا الحدود، بالمتاح من الوسائل في انتظار تغيير جذري في ميزان القوى.

وفي المعارك ليس هناك متسع سوى لقاعدة “العبرة بالنتائج”، فالعقائد القتالية تخلدها أو تدفنها المعارك.

عقيدة “M16 بدل F16”

عقيدة “M16 بدل F16” مرتبطة بوحدة “دوفدوفان”، التي تم تشكليها عام 1986 بمبادرة من إيهود باراك، قائد المنطقة الوسطى (الضفة الغربية) في جيش الاحتلال، رغبة منه في أن يكون للجيش الإسرائيلي القدرة على العمل داخل التجمعات السكانية الفلسطينية والحصول على “معلومات استخبارية وإحباط الإرهاب بشكل جزئي”.

ووصف باراك الأساس المنطقي وراء إنشاء وحدة “دوفدوفان” في رسالة وجهها لرئاسة الاركان بالقول: “أريد وحدة يبدو رجالها كالعرب، يتحدثون مثل العرب، ويركبون الدراجات في البلدة القديمة من نابلس، وكأنهم في شارع ديزنغوف في تل أبيب، رجال سيكونون قادرين على العمل بشكل جزئي وهم يتنكرون في هيئة عربية، بُغية إيجاد واقع عملياتي تنفيذي دون الحاجة إلى قوات كبيرة والانكشاف مبكرًا”.

ويتدرب جنود وحدة “دوفدوفان” على تنفيذ مهام استخبارية أُثناء القتال، وشعارها “سيف ذو حدين” مقتبس من أسطورة يهودية تزعم أن يهوديًا نجح باغتيال ملك موآب في قصره.

اندلعت الانتفاضة الأولى، وبذلك كان إيهود باراك -وفق التعبير الإسرائيلي- قد استبق الداء بصنع الدواء، إذ نفذت الوحدة عمليات اغتيال واعتقال في قلب نابلس، بل إن باراك لشدة حماسه للفكرة التي تجلت في آلة القتل، شارك في إحدى العمليات متنكرًا، وفقًا لما أفادت به صحيفة “معاريف” قبل نحو عقدين.

لكن غادي آيزنكوت، الذي أصبح في عام 2015 رئيسًا للأركان، طور فكرة باراك مبلورًا العقيدة القتالية التي باتت تحمل اسم عقيدة “M16 بدل F16″،  انطلاقًا من قناعته أن “القدرة على الوصول الى المطلوبين في كل مكان، وسحبهم من مخابئهم ومواجهتهم وجهًا لوجه تردعهم أكثر بكثير من قنبلة أخرى تطلقها طائرة من سلاح الجو”.

فقدت “M16 بدل F16” مفعولها مع تفجير مصفحة “الفهد” في محيط مخيم جنين يوم 19 حزيران/يونيو، حيث أصيب ستة جنود من وحدة “دوفدوفان”، وبات التمسك بهذه العقيدة القتالية خطرًا على الجنود.

ومن هنا جاءت العودة السريعة إلى تنفيذ الغارات الجوية عبر المسيرات، أي أن الواقع بات معكوسًا لما كان عليه على مدار السنوات الأخيرة، فعاد جيش الاحتلال لاستخدام الطيران بدل الجنود.

ولم تصمد العقيدة المعكوسة بل تم خلطها غطاء جوي وجنود على الأرض، حيث كُلفت “دوفدوفان” أيضًا بالمشاركة في الهجوم على جنين، كونها متخصصة بالأعمال القتالية في المناطق المأهولة وجمع المعلومات والاستطلاع خلال المعارك.

لكن في النهاية، كان الحصاد رغم الإسناد الجوي قصفًا واستطلاعًا لا يتوافق مع أهداف العدوان التي أعلنها الاحتلال بمجرد إطلاق شرارته.

حرب العصابات

العقيدة القتالية الثانية التي اختبرها الاحتلال في مخيم جنين هي “حرب العصابات”، فجيش الاحتلال كان قد أسس وحدة “إيجوز” عام 1995، لمحاربة حزب الله بعد تصعيد هجماته في  جنوب لبنان، وتم إلحاقها -باعتبارها وحدة كوماندوز- بسلاح البر.

وتقوم وحدة “إيجوز” على المتطوعين من الخدمة الاحتياطية الإلزامية التي  تعمل ضمن لواء “غولاني”، وهي متخصصة في العمليات البرية المعقدة  بتكتيكات حرب العصابات، خاصة في  المناطق المغلقة والغابات والحقول.

وقد راكمت خبرة واسعة في القتال ضد القوات غير النظامية، وساهمت بصياغة العقيدة القتالية لكتائب المشاة والوحدات الخاصة في جيش الاحتلال.

“دوفدوفان” و”إيجوز” هي تجليات عملياتية لعقائد قتالية إسرائيلية مستحدثة للاستجابة للتطورات الميدانية التي غادرتها الجيوش العربية وباتت الشعوب تؤدي فيها دور الحاضنة لأبنائها.

وفي الأيام المقبلة سيكتب منظرو الحرب في “إسرائيل” توصيفًا وتقييمًا لأداء عقائدهم المستحدثة في مختبر جنين الذي أثبت أن “كي الوعي”، وهم تبخر في المخيم.

ألترا فلسطين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات