الأحد 05/مايو/2024

هل المقاومة قادرة على الرد على جريمة اغتيال القادة؟

فادي رمضان

بعد تصريحات مكثفة من قادة العدو في الأسابيع الأخيرة للعودة لسياسة الاغتيالات في قطاع غزة، واستهداف قادة المقاومة الفلسطينية، معتقدا أنها محاولة لإعادة قوة الردع التي فقدها في تعامله مع قطاع غزة، ولمنع انهيار حكومة نتنياهو بعد رفض بن غفير وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال وحزبه من التصويت يوم الأحد الماضي في الكنيست، نفذ جيش العدو عملية اغتيال لثلاث قادة في المجلس العسكري لسرايا القدس (جهاد الغنام وخليل البهتيني وطارق عز الدين) فجر يوم الثلاثاء الموافق التاسع من مايو/ أيار، مما أدى بالإضافة للقادة، لارتقاء عشرة شهداء من عائلات وجيران القادة من ضمنهم د. جمال خصوان نقيب أطباء الأسنان السابق، ورئيس مجلس إدارة مستشفى الوفاء للتأهيل، وابنه د. يوسف، في جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم دولة الاحتلال.

إن هذا السلوك لدولة الكيان الذي بُني على عقيدة تتلخص في قتل كل من هو ليس يهودي غريب على الأرض لإقامة دولتهم المزعومة وقد أصدر عدد من حاخامات دولة الاحتلال (24 أغسطس/آب 2016) فتوى تحض الجنود الصهاينة على قتل الفلسطينيين، وتقول بالنص «أقتلوهم.. أبيدوهم بلا رحمة من أجل أمن إسرائيل)، حيث انه لا ينتظر مبررا لكي ينفذ جرائم القتل، وقد شاهدنا مؤخرا كيف أطلق مستوطن الرصاص الحي، مساء اليوم السبت، على الشاب (ديار عمري) من فلسطينيي الداخل، ما أدى إلى مقتله، خلال شجار نشب بينهما في منطقة مرج ابن عامر بالداخل الفلسطيني المحتل، وعملية حرق منزل دوابشة في قرية دوما في محافظة نابلس على أيدي المستوطنين، وغيرها من الجرائم بحق الفلسطينيين في الضفة والقدس، مما يوحي بالسلوك البربري الذي ينتهجه هذا الكيان للحفاظ على بقائه.

وإننا أمام هذه المشاهد من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل وقطاع غزة، لنؤكد أن هذه السياسة لن تثني المقاومة ولا الشعب الفلسطيني عن التخلي عن ساحة المعركة والجهاد وقد جُربت هذه السياسة سابقا مع العديد من قادة المقاومة على المستوى السياسي أو العسكري، وقد حاول العدو من خلال هذه الجريمة بالإضافة لتعطشه للدم الفلسطيني، والحفاظ على الحكومة من السقوط، يهدف للتالي:

-يكون له السبق في المعركة القادمة على عكس معركة سيف القدس والتي كان للمقاومة كلمة السبق وحددت فيها اتجاهات المعركة.

-الاستفراد بسرايا القدس فقط وتحييد كتائب القسام من خلال الطرق العسكرية والمسارات الدبلوماسية.

من خلال ذلك فإننا نطمئن أبناء شعبنا بانكم سترون نتاج ثقتكم في المقاومة رأي العين، فإن المقاومة تجهزت جيدا لمثل هذا اليوم، وما ستشاهدونه من المقاومة لم تشاهدوه سابقا، فمن مرغ أنف الجندي الصهيوني في نحال عوز وأبو مطيبق وموقع 16 وغيرها من البطولات لن يعجزه الرد المناسب، في الوقت المناسب، لكن الأمر يحتاج لدراسة الميدان بشكل معمق، ولذلك مطلوب التالي:

-عدم الضغط على المقاومة وجلدها وترك قرار وطبيعة الرد لها، فهذه الجريمة الأليمة تحتاج لرد بحجمها.

-عدم ملاحقة السوشيال ميديا ونشر الأخبار التي من شأنها إضعاف الجبهة الداخلية، وتشتيت المواطنين، والتركيز فقط على دعم المقاومة، فالاحتلال ومعاونيه يكثف من نشر أخبار كاذبه خلال هذه المرحلة.

-اشتعال جبهة الضفة والقدس والداخل للرد على هذه الجريمة.

ولذلك فإن ثقتنا العالية بالمقاومة وكتائب القسام تحديدا تجعلنا أكثر هدوءًا بأن الرد سيكون على حجم الجريمة، وقد أصبحت أكثر تحررا في ردها الآن بعد هذه الجريمة، والميدان اصبح أوسع وبقعة الزيت أكبر{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }[ سورة الحج : 39 ]، ويجب أن يكون الرد نوعي مع تفعيل كل الجبهات في نفس الوقت كي تكون رادعه ومشتتة لدولة الاحتلال { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ }[ سورة التوبة : 14 ]، لكن أؤكد بأن الاحتلال لن يدخر جهدا بتنفيذ ضربة أخرى إذا سمحت له الفرصة بذلك ضد قادة المقاومة، فالحذر ووحدة الصف مطلوب في كل الأوقات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات