السبت 27/أبريل/2024

خضر عدنان .. إضراب مستمر تسانده زوجة مكافحة

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام
بين الإضراب الذي يخوضه القيادي الأسير خضر عدنان، والمعركة التي تقودها زوجته وأسرته لإسناده تتجسد ملحمة بطولية تضع قضية الأسرى برمتها على الطاولة.

في زنزانة ضيقة بمستشفى الرملة، يرقد الأسير عدنان في حالة صحية صعبة بعد 83 يومًا من معركة أمعاء خاوية قاسية، بينما تنتقل زوجته من محافظة لأخرى ومن فعالية إلى لقاء، ومن إذاعة إلى تلفزة أو أي وسيلة إعلام لتسلط الضوء على معاناة زوجها وتنقل للرأي العام تطورات إضرابه.

ويواصل خضر عدنان إضرابه منذ اللحظة الأولى لاعتقاله في 5 فبراير/شباط الماضي، عندما داهمت قوات الاحتلال الصهيوني منزله في مخيم جنين، في الاعتقال الـ 14 له في سجون الاحتلال أمضى فيها مدة زمنية تجميعية تقارب على 9 سنوات.

يقين وإيمان

بصوت مليء باليقين والإيمان تحدثت رندة موسى في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” عن هذه المعركة التي يخوضها زوجها ليفتح عبرها طاقة أمل لكل الأسرى لانتزاع حريتهم رغم أنف المحتل.

قبيل فجر 5 فبراير الماضي، اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة عدنان المكون وصولاً إلى شقته في الطابق الثالث لتعتقل الشيخ خضر وتحاول إهانته أمام أبنائه الأطفال التسعة (5 ذكور و4 إناث، أكبرهم 14 عامًا، وأصغرهم أقل من عامين).

وتؤكد زوجة الأسير، أنه من اللحظة التي اعتقل الاحتلال زوجها أبلغ ضابط أنه “مضرب عن الطعام والشراب والكلام”.

6 إضرابات في 14 اعتقالاً

بمجموع سنوات يقترب من 9 سنوات، اعتقلت قوات الاحتلال الشيخ خضر عدنان 14 مرة حتى الآن، غالبيتها بأوامر اعتقال إداري، وفق زوجته، إلى جانب معاناته من الاعتقال السياسي لدى أجهزة السلطة، ضمن سياسة الباب الدوار.

بإيمان عميق وإرادة فولاذية تستمد العزيمة من الله، ومن ثم بإسناد الأهل والجماهير، خاض الشيخ خضر عدنان، الإضراب تلو الآخر لينتزع حريته ويوصل رسالة لا تقبل الجدل للمحتل لن نسلم بقراراتك الفاشية وسننتزع حريتنا مهما كانت التضحيات.

المحطة الأولى لمعركة الأمعاء الخاوية، بدأه الشيخ خضر عدنان برفقة مجموعة من المعتقلين من قطاع غزة -وفق زوجته عام 2005 واستمرت 25 يوماً ضد عزله انفراديًّا، وكان لهم ما طلبوا.

وتضيف: خاض نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 معركته الثانية بإضرابه الشهير الذي استمر 66 يوماً ضد اعتقاله الإداري، وتمكن فيه من انتزاع قرار بالإفراج عنه.

أما في عام 2015 فكانت المحطة الثالثة بإضراب ضد الاعتقال الإداري استمر 58 يوماً، وعام 2018 خاض إضراباً جديداً مدته 54 يوماً، وعام 2021 خاض إضرابًا استمر 25 يوماً وخرج بعدها بـ 5 أيام، وحاليًا يخوض إضرابه السادس منذ 5 فبراير /شباط الماضي.

إضراب مختلف .. فما الجديد؟

وفي حين كانت أغلب الإضرابات السابقة متعلقة برفض الاعتقال الإداري وهو نمط اعتقال تعسفي يجري دون أي سند قانوني وبادعاء وجود ملف سري، فإن الأمر هذه المرة مختلف؛ إذ يبدو أن الاحتلال أراد التحايل بتوجيه لائحة اتهام للبطل عدنان.

تقول زوجته: الشيخ أضرب من لحظة اعتقاله الأولى داخل المنزل، وتبين لاحقًا أن هناك لائحة اتهام تتضمن أنه قيادي في الجهاد الإسلامي وتتهمه بالتحريض وعمل أنشطة وزيارة ذوي الشهداء والأسرى وهي قضايا حوكم عليها سابقًا.

وبإضرابه الحالي يسلط الشيخ خضر عدنان الضوء على قضية الاعتقال التعسفي برمته الذي تنفذه قوات الاحتلال الصهيوني، وليس الاعتقال الإداري فقط، وفق زوجته.

وتوضح أن نجاح الإضرابات الفردية بمواجهة الاعتقال الإداري جعل الاحتلال يفكر بطريقة أخرى عبر توجيه لائحة اتهام بناء على اعتراف الغير؛ للحيلولة دون إضرابه.

وأضافت “لذلك كان إضرابه رسالة للاحتلال بأنكم إذا اعتقلتمونا فنحن مستمرون في نهجنا وإضرابنا لانتزاع حريتنا”.

جدوى وأمل

وبعزيمة ترد على من يناقش في جدوى الإضراب في مواجهة قضية، بادعاء أنه لو كان الاعتقال إداريا يمكن أن يكون هناك استجابة من الاحتلال أما عندما يكون الأمر يتعلق بقضية (أي تهم محددة) فصعب؛ بأن عدم حدوث ذلك في تجارب سابقة لا ينبغي أن يدفعنا أن نسلم بأمر الاحتلال.

وتنبه إلى أن الاعتقال الحالي أخطر من الاعتقال الإداري، مشيرة إلى أنه من السهل أن يجمع الاحتلال اعترافات من هناك أو هناك ويكيف تهمة وبالتالي يكون الاعتقال سيفًا مسلطًا على الأسير رغم عدم اعترافه.

معادلة الشعب الفلسطيني

وبفخر وثقة تضيف: الشيخ يجسد معادلة الشعب الفلسطيني في المقاومة: إذا بدنا نفكر قبل أن نقاوم ما في حدا هيقاوم، فكيف يواجه حجر أو رصاصة احتلال غاشم .. بالتالي التفكير المنطقي لا يصح مع هذا الاحتلال”.

النضال والكفاح هو إثبات وجود، تتابع زوجة الأسير، مشددة على أنه “من حقنا أن نكافح الاحتلال ونقاومه”.

وتخلص إلى أن الشيخ خضر عدنان يفتح بإضرابه الحالي باب الأمل للأسرى لا تنتظر صفقات للتحرير، بإمكانكم انتزاع حريتكم بالإرادة والإضراب، ورسالته للاحتلال: إذا كنتم تستطيعون اعتقالنا، فبإرادة الله ثم بإرادتنا وعزيمتنا نستطيع أن نحرر أنفسنا، ورسالته للأسرى: عندكم أسلحة وعقول وبإمكانكم تحقيق منجزات ومعجزات لنيل حريتكم.

كفاح أسري

الزوجة المكافحة، تروي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” كيف تكافح مع أسرتها في غياب الزوج، فهي تعمل في مخبز العائلة الذي تملكه هي والأبناء بمساعدة عمال آخرين، ثم تنتقل من البيت إلى مكان لتفعيل قضية زوجها وتسليط الضوء عليها وبذلك تسلط الضوء على كلف قضية الأسرى الذين يقترب عددهم من 4800 أسير هذه الأيام.

وأشارت إلى أن مخابرات الاحتلال هددتها بإغلاق مصدر رزقهم (مخبز المعجنات)، ولكنها تتوكل على الله فهو الرازق، مشددة على أنها لن تتوقف عن نصرة قضية زوجها والأسرى عمومًا.

وحول دور العائلة في إسناد إضراب الزوج، توضح أنهم سبق أن اعتصموا 5 أيام على دوار المنارة في رام الله، ثم عادوا للبيت بسبب استئناف الدراسة لأبنائها، مشيرة إلى أنها تنتقل من منطقة لأخرى للمشاركة في الاعتصامات والوقفات التضامنية، إلى جانب التواصل مع وسائل الإعلام لإسناد الإضراب فهذه رسالة مستمرة ولن تتوقف.

هذه المستجدات

ومنذ اعتقاله الحالي، عرض القيادي خضر عدنان 7-8 مرات على محاكم الاحتلال، ورغم ذلك لم يثبت شيء عليه وفق تأكيد زوجته، التي تشير إلى أن نيابة الاحتلال طلبت له حكم 5 سنوات بناء على اعتقال وقف تنفيذ عام 2018.

رحلة الاعتقال الحالية، بدأت بـ 38 يومًا من التحقيق خاضها الأسير عدنان وهو مضرب عن الطعام في سجن الجلمة، ونقل منه إلى مستشفى الرملة مع تدهور حالته الصحية المستمر نتيجة الإضراب الحالي وتراكمات الإضرابات السابقة.

وتؤكد زوجة الأسير أن مستشفى الرملة هو أبعد ما يكون عن مستشفى، مشيرة إلى أن زوجها محتجز في زنزانة في ظروف سيئة، ووضعي صحي خطير حيث يتعرض لإغماءات متكررة، ويرفض الاحتلال نقله لمستشفى مدني بدعوى أنه يرفض المدعمات ويرفض الفحوصات الطبية.

خضر عدنان مستمر في اضرابه عن الطعام

وبينت أن زوجها يرفض ذلك ليبقي الاحتلال في حالة تخبط حول حقيقة حالته الصحية، والرسالة الثانية للاحتلال: الشهادة والحياة سيان لدينا.

وحذرت بأن الوضع الصحي لزوجها حرج جدًا مع استمرار إضرابه لليوم الـ 83 تواليًا رفضًا لاعتقاله التعسفي.

وقالت: إن قوات الاحتلال لم تظهر زوجها خلال جلسة المحكمة العسكرية في عوفر أمس الخميس بدعوى أنه لا يوجد إنترنت في المكان المحتجز به في مستشفى الرملة.

وشككت في ادعاء الاحتلال معبرة عن اعتقاده أن الوضع الصحي الخطير لزوجها هو الذي حال دون عرضه حتى عبر الفيديو كونفرس أمام المحكمة، مدللة على ذلك بأنه فقد الوعي 4 مرات خلال جلسة المحكمة الأسبق (الأحد الماضي).

وأشارت إلى أن محكمة الاحتلال أجلت جلسة البت في الاستئناف المقدم على قرار رفض الإفراج عن الأسير خضر عدنان بكفالة ليوم الأحد القادم.

وذكرت أنها اعتصمت داخل المحكمة لساعتين للمطالبة بحقها في رؤيته، ولكن قوات الاحتلال تعاملت بشكل مشيت وأقدمت على اعتقالها وحجزها قبل الإفراج عنها لاحقًا، مشددة على أنها لن تتوقف عن المطالبة بحرية زوجها ومساندته في إضرابه.

وأكدت أنه لا يوجد معلومات جديدة عن وضع زوجها مع إصرار الاحتلال على التنكر لمطالبه، مشيرة إلى أنه بعد التواصل مع أطباء حقوق الإنسان تبين أن طبيبتهم زارته قبل نحو 4 أيام، وأنه محتجز في زنزانة على سرير مليء بالبق ومكان ضيق ولا يوجد معه أحد يمكن أن يساعده عند الضرورة، وهناك زر للطوارئ داخل الحمام بالتالي لن يستطيع الوصول له لو حدث معه إغماء وهو بحاجة إلى أن يزحف للوصول له حال أي طارئ.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...