الأحد 05/مايو/2024

القدس جوهر الصراع وعنوانه القائم والدائم

عبد الله العقاد

أما وقد أصبحت القدس العنوان الأبرز في معادلة الصراع في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم، والتي بها ومنها سيحسم الصراع على القرار العالمي لميلاد عالم جديد، وليس لنظام عالمي جديد.

وقد تجهّـز للقدس جيش على مستوى أمة عظيمة آن لها أن تكون، وصار لها سيف قاطع ودرع مانع، وأصبحت القدس هي قلب المعادلة، بما تعكسه من جوهرية وجوهر الصراع بكل أبعاده الدينية والحضارية والسياسية ..

فالقدس هي الكاشفة والفاضحة لكل الأوجه والأشكال التي يمكن أن يتبدى فيها الصراع على بأوضح ما يكون، وهذا ما هتك أستار مشاريع التطبيع والتنسيق الأمني وغيرهما من المشاريع التي تحمل عناوين كاذبة خاطئة.

فالأمة كلها، وبعد صراعات مريرة فيها وبين مكوناتها استمرت الاحترابات بينها قرناً أو يزيد بمفاعيل قوى معادية أردت الأمة حطتها عن الفعل، وكانت الغائب الدائم حتى عن قضاياها، وجعلتها في محل المفعول به المهين.

فإذا بالأمة اليوم تنتقل إلى مربع الفعل والفاعلية من أوسع الأبواب وأهمها وأكثرها قوة ألا وهي القضية الفلسطينية التي هي الإطار الموضوعي للقدس ودرة تاجه المسجد الأقصى المبارك.

هي القدس إذن، المادة العجيبة المدهشة التي تُحيل الأمة من ركام متراكم إلى جوهرة غالية تُقيم في العالم ميزان العدل والقسطاس المستقيم، وتُعيد للعالمين رسالة الرحمة بين أممه وشعوبه وقبائله ليتعارفوا، على معيارية “إن أكرمكم عند الله أتقاكم”، وتنأى عن اللون والعرق والجنس وأي شيء آخر.

لم تكن خطابات قادة المقاومة أمس والتي أشغلت العالم بها، وكان أكثر المنشغلين الإعلام العبري بكل توجهاته وتياراته ومؤسساته التي اخضعت الخطابات إلى حلقات تحليلية كثيرة، وانتجت على إثرها العديد من مقالات الرأي والتقييم والتقدير عكست كلها الخشية والارتباك والترقب لمصير سيء محتوم، فهو يُسرع إليهم أو يسارعون إليه..

نعم، على كل الأحوال (المصير الحتمي) هو قادم، إن توقفوا فهو قادم، وإن حاولوا التقدم لمنعه أو تأخيره حتى يكونوا قد استعجلوا حدوثه..

في الوقت الذي انشغلت فيه القوى الداعمة لهم (أمريكا والغرب عموماً) وهي المقوّم أساس لوجود الكيان واستمرار بقائه.

أمريكا باعتبارها وريثة حماية هذا المشروع الاستعماري الصهيوني، هي أكثر انشغالاً في معارك مصيرية تستهدف هيمنتها على القرار العالمي من أن يشغلها صراع في هذه المنطقة التي تولي وجهتها قبلة الاعتبار الذاتي والتشاركي مع قوى عالمية أنفع لها من الإخضاع للهيمنة الغربية عموماً.

يا إخواني وأخواتي، العالم تغير والقدس جوهر التغيير الإيجابي..

حفظ الله أبطالنا وثوارنا وأحرارنا وأمتنا كلها ودرة تاجنا القدس والمسجد الأقصى المبارك.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات