الإثنين 05/مايو/2025

اقتحام الأقصى والرشقة الصاروخية .. رسائل بالنار ماذا بعدها؟

اقتحام الأقصى والرشقة الصاروخية .. رسائل بالنار ماذا بعدها؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

ما بين اقتحام الاحتلال الهمجي للمسجد الأقصى وقمع المعتكفين وسحلهم، والرشقات الصاروخية المحددة للمقاومة بغزة، والتلويح بالمزيد، تدور رحى معركة إرادات مفتوحة على كل الخيارات.

ولجأ الاحتلال الصهيوني إلى التراجع العلني عن تنفيذ ذبح القرابين، بإعلانه اعتقال أو منع مستوطنين حاولوا الدخول للمسجد وتنفيذ عمليات الذبح، ومقابل ذلك لجأ إلى تصعيد خطير في عدوانه على المسجد الأقصى واستباحته وسحل المعتكفين واعتقال المئات منهم.

اقرأ أيضًا: الاحتلال يهاجم المعتكفين بالأقصى .. عشرات الإصابات و400 معتقل

الأمور حساسة

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر أن ما حصل في المسجد الأقصى من اعتداء وحشي وقمع وسحل مشاهد قاسية، وكانت متوقعة هذه الشراسة تعكس قرار إسرائيل إبقاء هيمنتها وسطوتها على المسجد.

وأوضح أبو عامر، في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن حجم الشراسة التي تعاملت بها قوات الاحتلال في ساحات الأقصى تبعث برسائل لكل الجهات، أنها صاحبة القول الفصل في أقدس المقدسات، حتى لو أدى ذلك لاندلاع مواجهة عسكرية، أو تضرر اتفاقات التطبيع، وقطع العلاقات.

وتساءل هل كان لدى الاحتلال تقدير موقف أنه حال نفذ اعتداءه لن تحدث مواجهة عسكرية؟ وهل كان لديه معلومات أو تطمينات أمريكية وعربية أنه لا يوجد خطر على اتفاقات التطبيع وأن الموقف سيقتصر على بيانات تنديد باردة؟ يجيب لا نعلم.

اقرأ أيضًا: إدانة عربية وإسلامية واسعة لعدوان الاحتلال على الأقصى

وأضاف “صحيح أرجئت مخططات ذبح القرابين، ولو مؤقتا، لكن ما رأيناه في قلب الأقصى قد لا يقل خطورة عن ذلك الحدث الذي يتحضر الإسرائيليون لتنفيذه في أي وقت!

وفي الآونة الأخيرة توالت التحذيرات من المقاومة وقادتها بأن أي مساس بالمسجد الأقصى وتغيير واقعه ينذر بانفجار المواجهة وجولة جديدة من معركة سيف القدس.

ووفق أبو عامر؛ فإن ردود الفعل الفلسطينية سواء بالرشقة الصاروخية أو تصعيد الميدان، الأمور حساسة وهناك اعتبارات كثيرة ولكن من المهم أن يكون المسجد الأقصى على مدار الساعة في حالة اشتباك ميداني من خلال الحشود والمرابطين وأن يكونوا حجر عثرة أمام تنفيذ مخططات التهويد.

اقرأ أيضًا: ردًّا على العدوان .. غزة تقصف سديروت وإصابة جندي صهيوني بالخليل

ومع إشارته إلى أهمية إرجاء ذبح القرابين، إلاّ أن أبو عامر يشدد على أن ما حصل لا يقل خطورة عن ذلك الحدث وتقديم القاربين والسجود الملحمي، وقال: مهم ألا ننسى في زحمة هذه الأحداث أننا أمام وزير أمني فاشي (بن غفير) وقائد شرطة عنصري (كوبي شفتاي) وعلى رأسهم نتنياهو”.

ويحذر بأن ما حدث يعبد الطريق للمستوطنين لتنفيذ مخططاتهم بحق الأقصى وإحداث تغيير في الأمر الراهن خاصة مع المواقف العربية التي لا تستقيم مع هذا الحدث.

سيناريوهات التصعيد

ويتفق المحلل السياسي إياد القرا، مع أبو عامر في خطورة ما حدث، قائلاً: ما حدث في الأقصى خطير جدًا واعتداءات ترسل رسالة أنه ماض في الاعتداءات من خلال الاقتحام والاعتداء على المصلين والمعتكفين وتنفيذ اعتداءات غير مسبوقة على المرابطات وداخل الأقصى.

اقرأ أيضًا: تفاصيل الدمار الناجم عن عدوان الاحتلال بالأقصى

وأشار إلى منع الصلاة خلال أوقات دخول المستوطنين لباحات الأقصى وبذلك يكون بدأ خطوات التقسيم الزماني والمكاني، وهذا تطور خطير.

وشدد في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” على أن هذه التطورات استوجبت رد المقاومة على الاعتداءات، مقدرًا أنه في حال استمرار الاعتداءات قد نكون أمام تكرار ما حدث الليلة الماضية وربما يأخذ ذلك أشكالا مختلفة.

وأضاف أن ذلك وصولا إلى حدث ربما خارج السياق يدخل المنطقة في مواجهة أكبر أو تستمر الأوضاع في الضفة والقدس المحتلتين والداخل الاحتلال ويرتكب الاحتلال اعتداءات إضافية وبالتالي يكون صعب على المقاومة أن تتجاهل ما يحدث ويكون لها رد أكبر على ذلك.

وقال: نحن أمام أيام قاسية وساخنة خلال الأعياد اليهودية التي تتركز بالاعتداء على المواطنين وقد يكون من الصعب على المقاومة في غزة تمرير هذه الاعتداءات.

أجواء قابلة للاشتعال

ويرى الكاتب السياسي محمد شاهين أن الأجواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة خطيرة جدا وقابلة للاشتعال والفرصة مهيأة لتصعيد إذا ما أقدم الاحتلال ومستوطنيه على أي حماقة، مع إعلان الجميع أن القدس خط أحمر.

ويضيف في مقال له أرسله لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “من خلال متابعة الوضع العام فإن المقاومة الفلسطينية أوصلت تحذيرات متتالية للعدو الصهيوني من أي حماقة غادرة ضد المسجد الأقصى وأنها ستقابل برد قوي.

وأشار إلى أن الواقع الذي يشهده الشارع في القدس ومع عدوان المستوطنين وجنود الاحتلال يدفع باتجاه تنفيذ العديد من عمليات المقاومة في الضفة والقدس والداخل المحتل وربما في ساحات وجبهات أخرى قد تنطلق اذا ما وصلت الأمور لدرجة الغليان.

اقرأ أيضًا: العاروري يدعو للرد بكل قوة على عدوان الاحتلال بالأقصى

العقاب قادم لا محالة

وفي بيان لها، أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية أن الاعتداء المتواصل على المسجد الأقصى واقتحامات المتطرفين الصهاينة والتهجم على المرابطين بالضرب والتكسير والاعتقال هو عدوان صهيوني خطير يستوجب هبة شعبية وفصائلية شاملة لإشعال الأرض الفلسطينية المحتلة ناراً ولهيباً تحت أقدام الصهاينة.

وقالت الفصائل: لن يفلح هذا العدوان في تغيير الواقع التاريخي وطمس الهوية الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى، ولن تعطي العدو شرعية دينية فيه.

وبحسم أضافت: إن ظن الاحتلال أن اقتحام الصهاينة لساحات الأقصى والاعتداء على المرابطين فيه قد يمر مرور الكرام فهو واهم، والعقاب الفلسطيني قادم لامحالة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات