الجمعة 26/أبريل/2024

اجتماع العقبة.. ترتيبات أمنية خطيرة لوأد المقاومة بالضفة

اجتماع العقبة.. ترتيبات أمنية خطيرة لوأد المقاومة بالضفة

غير آبهة بالمزاج الشعبي الرافض للتنسيق الأمني والتفاهمات الأمنية مع الاحتلال تذهب السلطة الفلسطينية إلى اجتماع العقبة الأمني الهادف لتصفية المقاومة واستهدافها في الضفة الغربية لاسيما في جنين ونابلس.

وتبحث قمة العقبة بدرجة رئيسية خطة الجنرال الأمريكي مايك فنزل والتي تنص على تدريب 5 آلاف عنصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الأردن بإشراف أمريكي؛ للسيطرة على الأوضاع في نابلس وجنين إضافة لعودة التنسيق الأمني تحت إشراف أمريكي.

ويذكر أن السلطة الفلسطينية كانت قد أعلنت وقف التنسيق الأمني أكثر من 60 مرة منذ تأسيسها وسرعان ما تعود؛ تجنبًا للعقوبات الإسرائيلية أو انصياعًا للضغوط الأمريكية أو بذريعة تأكيد الاحتلال التزامه بالاتفاقيات الموقعة بين الطرفين.

ويضم الوفد الفلسطيني للعقبة أمين سر اللجنة التنفيذية حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج والمستشار الدبلوماسي للرئيس محمود عباس مجدي الخالدي.

“انخراط سياسي”

مصدر مطلع أوضح لصحيفة “الغد” الأردنية أن الاجتماع يأتي في سياق الجهود المبذولة “لوقف الإجراءات الأحادية والوصول إلى فترة تهدئة وإجراءات بناء ثقة وصولاً لانخراط سياسي أشمل بين الجانين &ndashالسلطة والكيان”.

وأضاف المصدر أن الاجتماع يأتي استكمالًا للجهود المكثفة التي يقوم بها الأردن بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وبقية الأطراف لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني من الاحتلال الإسرائيلي والذي يهدد بتفجر دوامات كبيرة من العنف “إضافة الى إجراءات أمنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني”.

وأشار المصدر إلى أن الاجتماع الذي سينعقد في ظل تحديات سياسية وأمنية كبيرة هو أول اجتماع من نوعه بين السلطة والإسرائيليين بمشاركة إقليمية ودولية منذ سنوات.

وقال المصدر: “إن وقف جميع الإجراءات الأحادية هو المنطلق الرئيس لوقف التدهور وسيكون في مقدمة المواضيع التي سيبحثها الاجتماع”.

وأكدت مصادر دبلوماسية أهمية هذا الاجتماع الذي يأتي في وقت شديد الحساسية وأن عقده يمثل خطوة ضرورية للوصول إلى تفاهمات بين السلطة والاحتلال توقف التدهور “وتمهد لإجراءات تمهد لانخراط أعم”.

الفصائل في جنين تدين

وقالت فصائل المقاومة بجنين مساء السبت: إن مشاركة السلطة في لقاء العقبة تأتي في الاتجاه المعاكس للإجماع الوطني لشعبنا ولا يصب في مصلحته بل يمثل خدمة مجانية للاحتلال المجرم.

وأكدت فصائل المقاومة في مؤتمر صحفي إدانتها لما وصفته بـ”اللقاء السياسي والأمني” والذي تعتقد أنه يشجع الاحتلال على ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وأسراه.

ودعت أبناء الشعب الفلسطيني إلى إدانة لقاء العقبة والتعبير عن رفضهم لمشاركة السلطة فيه.

وترى “فصائل جنين” أن الذهاب إلى الوحدة الوطنية مثلما توحدت البنادق في الميدان أولى من الذهاب إلى تفاهمات أمنية مع الاحتلال مؤكدة أن إلغاء المشاركة في اللقاء هو أضعف قرار يمكن أن تتخذه السلطة أمام جرائم الاحتلال.

الاحتلال يستبق: لن نوقف الاقتحامات
أما القناة 12 العبرية فقد قالت إن الأردن ستقوم باستضافة قمة أمنية الأحد في مدينة العقبة ضمن محاولات تهدئة الأوضاع بالأراضي المحتلة قبيل شهر رمضان وسيشارك في القمة وفد فلسطيني وآخر إسرائيلي بالإضافة إلى مصر والأردن والولايات المتحدة.

وأضافت القناة أن المسؤولين الفلسطينيين سيعرضوا خلال القمة قائمة من الطلبات.

ونقلت القناة عن مسؤول سياسي لدى الاحتلال قوله إن الهدف من عقد هذه القمة الأمنية هو صنع ثقة ومسار للمحادثات لتهدئة الأوضاع في الأراضي المحتلة.

وأضاف المسؤول أن الجميع يعرف بأنه يجب فعل كل شيء لمنع التصعيد وقال إن السلطة الفلسطينية تطالب بوقف الأفعال أحادية الجانب ولكن لا يمكن للاحتلال الإسرائيلي التوقف عن اقتحام المدن الفلسطينية.

وأضاف المسؤول للقناة 12 العبرية أن مشاركة رئيس جهاز الشاباك في القمة تشير إلى وجود رغبة إسرائيلية لفحص مدى قدرة السلطة الفلسطينية على تحمل مسؤولياتها في المناطق التي ينعدم وجودها بها مثل جنين.

كما تواصلت المواجهات وعمليات إطلاق النار في الضفة المحتلة تزامناً مع الاستعدادات الأمريكية لعقد قمة في العقبة الأردنية شعاره الكبير الذي يظلل التفاصيل “وقف الحراك الثوري الفلسطيني”.

مصادر مطلعة قالت إن الوفد الفلسطيني توجّه صباح السبت للأردن وهو يعلم أن الاحتلال يرفض الشروط الفلسطينية كلّها لكن الحضور هدفه المحاولة والطلب من الأردن ومصر وأمريكا لممارسة ضغوط على الاحتلال؛ لوقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية أو إرجاع أموال المقاصة.

الرؤية الأمريكية

الكاتب والمحلل السياسي عبد الله العقاد يقول إن الجديد في مشاركة السلطة في اجتماع العقبة الأمني هو أنها باتت جزءًا من ترتيبات صفقة القرن وفق الرؤية الأمريكية.

وأضاف لمراسلنا: “هذه الرؤية المرتكزة على اعتبار “إسرائيل” معتمد الباب الأمريكي”.

وأكد أن السلطة بمشاركتها تجاوزت التنسيق الأمني مع الاحتلال إلى الشراكة الاستراتيجية الأمنية مع الاحتلال الإسرائيلي وأنظمة حلف أبرهة.

حراك أمريكي حثيث
أما إياد القرا -كاتب ومحلل سياسي- فقد أوضح أن قمة العقبة نتاج زيارات الوفود الأمريكية إلى المنطقة في محاولة للسيطرة على الضفة وإنهاء المقاومة فيها.

وقال إن قمة العقبة تهدف إلى دعم جهود السلطة في رام الله لإعادة تأهيل الأجهزة الأمنية التابعة لها وإنهاء حالة المقاومة مثل عرين الأسود وكتيبة جنين وغيرها.

وأكد أن القمة بهدفها الأساسي تهدف إلى وأد الانتفاضة قبل شهر رمضان بأي شكل من الأشكال.

لن يفلح
الناشط النقابي الأردني ميسرة ملص (مستقل) إن “مؤتمر العقبة التطبيعي وغيره من المؤتمرات السابقة تم تجربتها في الماضي بهدف إسقاط المقاومة الفلسطينية ولم تفلح محاولاتهم”.

وأضاف قائلاً: إن “الذين يقومون على هكذا مؤتمرات يعلمون تماماً نتائجها مسبقا.. وبأن المقاومة لا تُكسر وسبق هذا المؤتمر مؤتمر آخر عُقد في شرم الشيخ المصرية وبقيت المقاومة الفلسطينية صلبة”.

وقال: “لن نجني من هذه المؤتمرات كعرب ومسلمين إلا مزيدا من الذل ومزيدا من التغطية للمجرم في فعلته أمام الشعب الفلسطيني لولا وجود غطاء عربي وتطبيع عربي من دول عربية وإسلامية لما استطاع هذا الكيان المتوحش أن يستمر في هذا المستوى من الإجرام والقتل الذي يشيع حالياً في الضفة الغربية”.

إلى ذلك رأى الكاتب والمحلل السياسي الأردن رامي عياصرة أن “مؤتمر العقبة يأتي في سياق تطويق حالة المقاومة التي تشكلت في الضفة الغربية من الشعب الفلسطيني وقواه الحية”.

وعدَّ أن المؤتمر يأتي “للتماهي مع السياسة الأمريكية الواضحة التي تميل نحو تهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية دون ضغط على حكومة الاحتلال لوقف أعمالها الإستفزاية في المسجد الأقصى سواء في مدن ومناطق الضفة الغربية أو تهويد المسجد الأقصى المبارك”.

وأشار عياصرة إلى أن “التهدئة بوجهة النظر الأمريكية والدول العربية تذهب باتجاه ردة الفعل الفلسطينية على الجرائم الإسرائيلية وتمكن الجانب الأسرائيلي في فعل ما يشاء على الأرض من التوسع الاستيطاني واقتحام الأقصى والمعادلة واضحة باتجاه الضغط على المقاومة دون الاحتلال”.

ويرى أن فكرة “المؤتمر لن يكتب لها النجاح؛ لأن التجارب السابقة تؤكد فشل هكذا مشاريع وليس من الواقعية الضغط دائماً على الجانب الفلسطيني المقاوم دون الضغط على الاحتلال ومن خلال التجارب السابقة نستطيع القول إن خطط الاحتلال فشلت كخطة دايتون مروراً بمؤتمر شرم الشيخ”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة بن غفير بحادث سير

إصابة بن غفير بحادث سير

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، اليوم الجمعة، إثر تعرضه لحادث سير....

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

45 ألف مُصلٍّ يؤدون الجمعة في الأقصى

القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلامأدى 45 ألف مواطن صلاة الجمعة اليوم في المسجد الأقصى المبارك، في حين منعت قوات الاحتلال، العشرات من الشبان...