عاجل

الإثنين 13/مايو/2024

ماهر يونس حرًّا بعد 40 عاماً.. واستقباله كان مقاومة

ماهر يونس حرًّا بعد 40 عاماً.. واستقباله كان مقاومة

أصبح ماهر يونس حرًّا.. ليست قصة خيالية أو ملحمة سيريالية يجسدها فيلم سينمائي بل واقع يحدث في فلسطين وفي فلسطين فقط.

40 عاماً بالتمام والكمال هي مدة محكوميته كاملة قضاها عميد الأسرى الفلسطينيين الأسير ماهر يونس (66 عاماً) من بلدة عارة بالداخل المحتل في عتمة الزنازين وضيق السجون وآلام الفقد والحرمان.

ماهر يونس والذي اعتقل في 18 يناير/كانون الثاني 1983 على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة &ldquoفتح&rdquo وفي أولى كلماته خارج أسوار السجن: “كان أملي أن أرى وطني محررًا بعد 40 عامًا كما نلت الحرية أتمنى الحرية للجميع ولكل الأسرى”.

ماهر اعتقل بعد فترة وجيزة من اعتقال ابن عمه الأسير المحرر كريم يونس الذي أفرج عنه أيضاً بعد 40 عاماً من الأسر بالإضافة إلى رفيقهم سامي يونس الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى “وفاء الأحرار” عام 2011 وكان في حينه أكبر الأسرى سنّا وتوفي بعد 4 سنوات من تحرره.

وتعرض لتحقيقٍ قاسٍ وأصدرت محاكم الاحتلال بحقه حكماً بالإعدام وبعد شهر أصدر الاحتلال حُكمًا عليه بالسّجن المؤبد مدى الحياة وفي عام 2012 تم تحديد المؤبد له بـ40 عاما وتوفي والده في عام 2008 ووالده أسير محرر أمضى 8 سنوات في سجون الاحتلال.

والدته التي انتظرته 40 عاماً وكانت وراءه كالطود الشامخ أعلنت تحديها لإجراءات الاحتلال ومحاولاته منع الفرحة بالإفراج عنه فزغردت وغنت وفرحت وقالت للصحفيين الذين تجمعوا حولها: “أملنا في الله كبير وأتمنى أن يفرح كل أهالي الأسرى بالإفراج عن أبنائهم”.



محاولات قتل الفرحة
ومن شدة الغيظ عقب الإفراج عن كريم يونس وما صاحبه من احتفالات عارمة وفرحة فلسطينية كبيرة وفي محلولة لردع الفلسطينيين وقتل فرحتهم صدّق الكنيست الصهيوني بالقراءة التمهيدية الأولى الأسبوع الماضي على مشروع قانون يسحب الجنسية أو الإقامة من أي أسير في الداخل والقدس أدين بتنفيذ عمليات ويتلقى مخصصات مالية من السلطة الفلسطينية.

وزير الأمن الصهيوني المتطرف “بن غفير” لم يكتف بذلك بل شدد كثيراً على ضرورة منع وطمس أي مظاهر احتفالية بالإفراج عن ماهر يونس عاداً ذلك اختباراً للسيادة وفي محاولة للتنغيص نشرت شرطة الاحتلال عناصرها والوحدات الخاصة والمخابرات في محيط منزل عائلة يونس قبيل وصوله إلى منزله لمنع أي مظاهر احتفالية بتحرره من السجون.

وصباح أمس الأربعاء اقتحمت إدارة سجون الاحتلال قسم 10 في سجن النقب وأخرجت ماهر يونس إلى خارجه وحرمته وداع رفاقه الأسرى وقبلها بيوم أبلغته إدارة السجون بقرار نقله من سجن النقب إلى التّحقيق.

واقتحمت قوة من شرطة الاحتلال منزل أسرته الليلة قبل الماضية في الداخل وهددتها في حال كان هناك أي مظاهر للاحتفاء بحريته.

ورغم تهديدات شرطة الاحتلال إلا أن جماهير غفيرة من بلدة عارة وأهالي الداخل الفلسطيني المحتل توافدت لمنزل العائلة واحتفلت وكأنها لم تكتف بالقول بل سوت بـ”سيادة بن غفير” الأرض وأرسلت له الرسالة الأزلية بالفعل الميداني لا بالكلمات الأرض لنا ونحن أصحابها والسيادة عليها فقط لشعب فلسطين.



آخر رسائل العتمة
وقبل يومين من الإفراج عنه بعث ماهر يونس رسالة لأبناء الشعب الفلسطيني وجه فيها التحية لكل من قال أنا فلسطيني وحر معبراً عن تطلعه للقائهم بكل حب ووفاء وقال: “أنتظر تلك اللحظة التي أكون فيها حرًا بينكم بعد أن ملّت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان&rdquo.

وعبر عن تشوقه لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين وحماسه لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة وقال: “أنا قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي ها أنا ما زلت حيًّا وقادرًا أن أعيش وبعد يومين سأولد من جديد&rdquo.

وأضاف: &ldquoأنتظر حريتي بكل حزن وألم لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشت معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان أغادرهم وقلبي وروحي عندهم على أمل أن نلتقي قريبًا جميعًا أحرارًا&rdquo.

وبالإفراج عن ماهر يونس يتبقى داخل سجون الاحتلال 8 أسرى أمضوا أكثر من 35 عاماً و23 معتقلون منذ ما قبل اتفاقية أوسلو و328 أسيراً قضوا أكثر من 20 عاماً (عمداء الأسرى).

ويرسف في سجون الاحتلال 4700 أسير بينهم 29 امرأة و150 طفلًا و835 معتقلا إداريا بينهم أربعة أطفال وامرأتين.


حماس تهنئ
حركة حماس هنأت الأسير المحرّر ماهر يونس وعائلته وجماهير الشعب الفلسطيني وأهالي الداخل المحتل خصوصاً في بلدة عارة وجميع الأسرى في سجون الاحتلال بالإفراج عنه بعد أربعة عقود قضاها في سجون الاحتلال.

وقالت في تصريح صحفي صباح اليوم الخميس تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام” إن الأسير ماهر جسد في فترة اعتقاله التي تعدّ من أطول سنوات الأسر التي عرفها العالم قصَّة بطولة وصمود وتحدٍّ يفخر بها كل فلسطيني وحر في هذا العالم حيث انتصر بإرادته الصلبة على السجَّان الصهيوني ليعانق الحرّية على أرض الوطن.

وأكدت الحركة وقوفها بكل فخر واعتزاز أمام التضحيات والبطولات التي يصنعها الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني مؤكّدة المُضي في مسيرة الوفاء لهم بكل الوسائل حتى تحريرهم جميعاً من ظلم السجّان.

ودعت الشعب الفلسطيني والأمة وأحرار العالم إلى مواصلة وتعزيز الفعاليات وحشد كل الطاقات تضامناً ودعماً لقضية الأسرى العادلة حتَّى انتزاعهم حريّتهم وتخلّصهم من ظلم الاحتلال الفاشي وظلام سجونه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات