الخميس 09/مايو/2024

برامج حكومة نتنياهو تحت مجهر حماس.. التطرف في ذروته

برامج حكومة نتنياهو تحت مجهر حماس.. التطرف في ذروته

تقرأ حركة المقاومة الإسلامية حماس والمقاومة بغزة برامج حكومة “نتنياهو” المتطرفة بوضوح خبرة الصمود أمام التطرف الصهيوني طوال عقدين تؤكد صحة برامج المقاومة الشعبية والكفاح المسلح في التصدي للتطرف الصهيوني الذي يتنكّر الآن علانيةً للحقوق الفلسطينية كاملة.

لم يكن مفاجئاً صعود نجوم التطرف الصهيوني المتمثل في شخصيات شعبوية وقادة الصهيونية الدينية لسدّة الحكم في الكيان فما جمعهما مع “نتنياهو” هو زواج مصلحة أبرز مظاهره نوايا العدوان على الفلسطينيين من الدرجة الأخيرة.

وكانت حماس أهم فصائل المقاومة الفلسطينية حذرت مراراً من حالة التطرف غير المسبوقة التي تسللت لحكومة “نتنياهو” مشددةً على أن اليمين في سدة الحكم الآن يتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني كافة وأنَّ المقاومة هي النهج الوحيد مع احتلال عنصري.

وأمام فشل التسوية التي بدأت قبل 3 عقود بات الرأي العام مقتنعاً بخيار المقاومة ومع وصول التطرف الصهيوني لكامل أرض الضفة والقدس وأرض 48 تعززت ثقة الفلسطيني بمن يقول ويفعل إذا وقع عدوان.

تطرف وشعبوية

تنشط رؤية وسلوك وزراء اليمين المتطرف في حكومة “نتنياهو” وعلى رأسهم “بن غفير وسموتريتش” وزيرا الأمن القومي والمالية خارج فضاء الدبلوماسية المعتادة لدولة ونطاق العمل السياسي المعتاد في الكيان وهما يفجران ملف الأسرى والقدس أكثر القضايا الفلسطينية حساسية.

وتكرر فصائل العمل الوطني الفلسطيني والمقاومة ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وتجديد شرعية المؤسسات الوطنية والسياسية الفلسطينية للتصدي لحكومة “نتنياهو” المتطرفة بعد فشل مشروع التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان.

ويؤكد د. إبراهيم حبيب المحلل السياسي أن نتائج انتخابات الاحتلال الأخيرة قدمّت وزراء ونواب من اليمين المتطرف يحملون فكر الصهيونية الدينية والشعبوية خلافاً للمعتاد في قيادة حكومات الاحتلال من خبراء استراتيجيين وعسكريين سيطروا قديماً على الحكم.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بعض وزراء نتنياهو لم يحصلوا على شهادة البيجروت-الثانوية العامة-وجزء لم يخدم في الجيش وأحدهم وزير في وزارة الجيش منطق المؤسسة في اتخاذ القرار لم يعد موجودًا واليمين سيفعل ما يريد دون مؤسسة صنع قرار”.

برامج المقاومة الشعبية والكفاح المسلح التي ترى فيها حماس وفصائل المقاومة السبيل الوحيد لثني الاحتلال عن عدوانه السافر في هذه المرحلة من تطرف حكومات الاحتلال تعدّ قراءةً واقعية وحقيقية لطبيعة الصراع الذي يمضي به الاحتلال نحو الفاشية الجديدة.

يقول اللواء يوسف شرقاوي الخبير في الشئون العسكرية: إنّ الشعب الفلسطيني الذي بات مؤمناً بصحة برامج المقاومة أمام تطرف الاحتلال بحاجة لرأي عام فاعل وصحافة قوية وجهاز قضاء ومجلس تشريعي ورئاسة تنال ثقة الفلسطينيين.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “رابين كان أكثر شراسة في الصراع هذا هو الوجه الحقيقي لـ”إسرائيل” حماس لا يجب أن تكون محوراً لوحدها بل جزءًا من محور يقاوم الاحتلال علينا تنفيذ قرارات المجلس المركزي والوطني الفلسطيني وعقد انتخابات في القدس المحتلة”.

وكانت رئاسة السلطة الفلسطينية عطّلت قبل عامين عقد انتخابات شاملة بدعوى صعوبة إجرائها في القدس؛ مخالفةً حالة الإجماع الوطني التي رأت ضرورة تحدّي الاحتلال في القدس لكن الحقيقة التي أجمع عليها كثير من المراقبين هي خشيتها من تقدم فصائل فلسطينية تتبنى المقاومة والكفاح المسلح في المجلس الوطني الفلسطيني.

ويرى الخبير شرقاويأنَّ المجتمع الديمقراطي والمؤسسات السياسية والوطنية الفاعلة هي حجر الأساس في طريق انتصار أي حركة تحرر وإلا سيكون المجتمع هشًّا وفاقداً لعوامل القوة في الصمود والمقاومة.

اليمين المتطرف الذي قدّم وزراء “نتنياهو” الجدد لا يؤمن بأي شراكة مع السلطة الفلسطينية ويعدون الفلسطينيين كلهم سواسية ولا يعبئون بانهيار السلطة إذا منع التمويل عنها وهي معادلة ضمنية أعلنتها فصائل المقاومة الفلسطينية في الجانب الآخر مفادها “الحقوق تنتزع انتزاعاً”.

القدس والأسرى

تقف حماس وفصائل المقاومة على مسافة واحدة من الثوابت الوطنية الفلسطينية دون مرونة تحرف مسار الحقوق التاريخية وهي في ملف الأسرى والقدس المحتلة قدمت مع الشعب تضحيات كبيرة مستمرة لا يمكن التراجع عنها أمام نمو التطرف في “إسرائيل”.

ومن أبرز مظاهر التطرف الحديثة على حكومات الاحتلال تركيز وزير الأمن الداخلي “بن غفير” على اقتحامات الأقصى ومنع المقاصة عن السلطة بقرار وزير المالية “سموتريتش” وهو أمر حذر جهاز “الشاباك” والجيش والموساد من عواقبه.

ويشير المحلل حبيب إلى أن وزراء حكومة “نتنياهو” وعلى رأسهم “بن غفير” يذهبون لأبعد مدى في الضغط على الأسرى والسعي لسن قانون يجيز إعدام الفلسطيني وهو ما يبشّر بتصعيد في الضفة وأرض 48.

ويتابع: “قد تجد حماس والمقاومة نفسها قريباً في مواجهة اضطرارية بعد مايو القادم إذا أصّر بن غفير على تصعيد اقتحامات الأقصى نتنياهو لا يطيق بن غفير لكنه مضطر للتحالف معه لسنّ قوانين في الكنيست توفر له حصانة وتحميه من المحاكمة بتهم فساد سابقة”.

موافقة “نتنياهو” على تطرّف وزرائه يلقى الآن معارضة من داخل حزبه “الليكود” والمؤسسة العسكرية وربما يتصاعد الأمر للتلويح بإسقاط حكومته إذا توفر ضغط إضافي من الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول المحلل حبيب: إنَّ وقائع ميدانية جديدة تتشكل في الأقصى و”نتنياهو” يرمي لسن قانون في الكنيست يحظر الانشقاق عن الحزب حتى يصبح الكنيست نفسه من يقرر مصير الحكومةوبهذه اللعبة يبقي نتنياهو وزراؤه 6 أشهر حتى يمرروا هم ما يريدون ويحمي هو نفسه.

وكان الوزير الإسرائيلي “سموتريتش” لوّح بسحب الامتيازات الدبلوماسية عن رئيس السلطة عباس ونفذ تهديده بالفعل مع وزير خارجية السلطة رياض المالكي بالفعل قبل أيام في طريق تنقله وهو ما يظهر عدم احترام إسرائيلي حتى في أقل الأدبيات الدبلوماسية المشتركة.

ويؤكد الخبير شرقاوي أن نمو التطرف في الكيان يؤكد أن المجتمع الإسرائيلي لم يكن جديّاً في التعامل مع حقوق الفلسطيني وأن أي خيار غير المقاومة يعني تعامل الاحتلال ومجتمع الاحتلال مع أناس مهزومين.

ويتابع: “السلطة الفلسطينية تلجأ دوماً للشرعية الدولية التي تميل دوماً لمصلحة الاحتلال المقاومة منفردة دون مؤسسات سياسية ووطنية موحدة تطير بجناح واحد”.

وأمام ضعف دور السلطة الفلسطينية السياسي ورفض رئاستها إصلاح المؤسسات الوطنية الفلسطينيةوفشل التسوية برمتها تتنامى القناعة الشعبية والوطنية الفلسطينية أن المقاومة أكثر من يحسن قراءة وإدارة الصراع مع كيان انتقل من مرحلة الاحتلال والعدوان إلى مرحلة العنصرية والفاشية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات