السبت 27/أبريل/2024

الزنانات.. تحليق مستمر في سماء غزة يعيد شبح الحرب

الزنانات.. تحليق مستمر في سماء غزة يعيد شبح الحرب

بتواصل مستمرّ وبأزيز غير منقطع يعيد شبح الحرب وويلاتها؛ تواصل طائرات الاحتلال المسيّرة بدون طيار “الزنانات” تحليقها في أجواء قطاع غزة لتخلق حالة من التوتر المتواصل لدى المواطنين المدنيين.

وتعيد الطائرات المسيّرة بدون طيار والمنتشرة في سماء القطاع حالة من القلق بين أوساط المواطنين لا سيما وهي تعيد إلى أذهانهم الخبرات السابقة الصادمة التي مروا بها خلال الهجمات الحربية الإسرائيلية واسعة النطاق والتي أدت إلى جرائم القتل الوحشية التي طالت البشر والحجر والشجر.

ويطلق الفلسطينيون على الطائرات اسم الزنانة لكثرة الضجيج الذي تسببه للسكانِ على مدار ساعاتِ اليوم وسط مطالبات بوقفِ عملها الذي يستمر بالسلم والحرب.

آثار نفسية

وبحسب مؤسسات حقوقية وحقوقيين؛ فإن مشهد الطائرات وانتشارها في أجواء القطاع يترك آثارًا نفسية مدمرة على المواطنين عموماً وعلى الأطفال خصوصاً الأمر الذي يجعله انتهاكاً لقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان لا سيما بعد استخدام الهجمات في قتل الأطفال والنساء وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها.

وبحسب توثيق مركز الميزان؛ فإن قوات الاحتلال شرعت في استخدام الطائرات المسيرة في أعمال القتل منذ عام 2004 على الأقل واستخدمت المسيّرات بكثافة في أعمال القتل خارج نطاق القانون بحيث أصبحت واحدة من أشد وسائل القتل فتكاً إذ استخدمت في عمليات الاغتيال وقصف تجمعات المواطنين وملاحقتهم وكرست آليةً للتحذير المضلّل من خلال قصف المنازل المأهولة بهدف تدميرها لاحقاً ما أوقع خسائر كبرى في صفوف المدنيين وممتلكاتهم.

وتشير حصيلة توثيق مركز الميزان إلى أنه وبالحد الأدنى كان عدد الضحايا الذين سقطوا جراء استهدافهم بصواريخ طائرات الاستطلاع منذ عام 2000 وحتى عام 2022 (2146) شهيداً منهم (378) طفلاً و(86) سيدة. منهم (349) سقطوا داخل منازلهم منهم (103) أطفال و(54) سيدة في حين بلغ عدد المنازل السكنية التي لحقت بها أضرار جراء استهدافها بصواريخ طائرات الاستطلاع (3332) منزلاً.

وأشار المركز إلى أن من أساليب الترويع استمرار الطائرات المسيّرة في التحليق فصوت ضجيج محركاتها يخلق حالة من الرعب المستمر في صفوف المدنيين لا سيما الأطفال والنساء إذ ترتبط أصوات تحليقها بذكريات مؤلمة لدى المواطنين ويجعلهم في حالة توتر دائم في انتظار الهدف الذي ستطوله صواريخها.

ويشير الاختصاصيون في برنامج غزة للصحة النفسية إلى أن “سماع صوت الطائرات المسيرة يعيد إلى أذهان الفلسطينيين وخاصة الأطفال والنساء الخبرات السابقة الصادمة وتخلق لديهم حالة من التوتر والقلق والخوف والإحساس بالخطر المحدق وتظهر لديهم أعراض نفسية كمشاكل النوم وفي بعض الأحيان تتجاوز الأعراض النفسية لأعراض جسدية”.

وطالب المركز المجتمع الدولي بالضغط على قوات الاحتلال للتوقف عن تسيير مسيراتها في أجواء قطاع غزة والعمل على رفع الحصار غير القانوني عن قطاع غزة وتوفير الحماية للمدنيين وتفعيل أدوات المساءلة لضمان حقوق ضحايا الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في العدالة والتعويض والعمل على إنهاء الاحتلال وتمكين الفلسطينيين من حقهم في تقرير المصير.

تهديد للحياة

بدوره أكد صلاح عبد العاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني “حشد” أن طائرات الاستطلاع لها أضرار كبيرة على المدنيين عند استخدامها في الجانب العسكري فتعرض حياتهم للخطر والدول المصنعة للأسلحة تسعى دائما إلى تطوير الطائرات بدون طيار ما زاد من خطورة هذا السلاح والقانون الدولي لم يتناول نصوص تنظيم لاستخدام الطائرات بدون طيار ولم يحظر القانون الدولي استخدامها.

واوضح عبد العاطي في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الطائرات بدون طيار هي طائرات توجَّه عن بعد وتحمل أجهزة تصوير وتجسس وقذائف ومتفجرات لأداء مهام عسكرية مؤكداً أن القانون الدولي ينظم صناعة الطائرات بدون طيار من خلال الاتفاقيات الدولية للتحكم في نظام تكنولوجيا الصواريخ إلا أن تلك الاتفاقية لا تحدد نظاما جزائيا يحدد المسؤولية الدولية المترتبة على الدول المستخدمة لتلك الطائرات.

وذكر أن الاحتلال الإسرائيلي أكبر مصدّر للطائرات بدون طيار في العالم حيث استخدم الطائرات منذ عام 1996 فبلغت صادراته للطائرات بدون طيار إلى دول العالم بمبلغ إجمالي وصل إلى 6.4 مليارات دولار في السنوات الثماني الأخيرة.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم الطائرات بدون طيار للقتل المستهدف إما في وقت الحرب أو وقت السلم وأن الأجهزة التابعة للاحتلال الإسرائيلي استخدمت طائرات الاستطلاع كثيرًا في القتل الواقع على العسكريين والمدنيين والتي كان أبرزها عمليات اغتيال لقادة التنظيمات الفلسطينية وقت السلم عام 2012 كاغتيال القائد العسكري في حركة حماس أحمد الجعبري ومرافقه أثناء السير في سيارة مدنية وهو يمارس حياته الاجتماعية وكذلك خلال عام 2019 باغتيال القائد الميداني لسرايا القدس بهاء أبو العطا.

وقال عبد العاطي: “إن إسرائيل تحول قطاع غزة إلى تجربة للأسلحة باستخدامها الأسلحة المحرمة دولياً على المدنيين في قطاع غزة إما بقيامها بعمليات الاغتيال خارج إطار القانون أو بهدمها للمباني والمنشآت المدنية”.

وطالب المجتمع الدولي بضرورة تجريم استخدام الطائرات بدون طيار ومساءلة قوات الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي اقترفتها بحق المدنيين وإحالة ملفات استخدام الطائرات بدون طيار إلى محكمة الجنايات الدولية وفرض حظر على السلاح من الإسرائيليين داعياً إلى تنفيذ حملة دولية من الجميع لوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني واستخدامها الطائرات بدون طيار.

وأوصى بضرورة العمل على حماية المدنيين من خطر الطائرات بدون طيار ومحاسبة الدولة التي تلحق الضرر بهم وبضرورة فرض عقوبات عليها ومنع استخدام الطائرات بدون طيار في أوقات السلم والحد من استخدامها في أوقات الحرب والنزاعات المسلحة.

إرهاب منظم

من جهته قال الباحث في الشؤون السياسية والقانونية أحمد أبو زهري: إن استمرار تحليق الطائرات في سماء قطاع غزة هو “إرهاب منظم وعدوان غير مشروع” يمارسه الاحتلال الإسرائيلي؛ بهدف التأثير المباشر على معنويات سكان القطاع وممارسة ضغوط إضافية عليهم هذا إلى جانب أغراضها العسكرية الأخرى.

ولفت أبو زهري في تصريح لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن إبقاء سكان القطاع تحت (التهديد العسكري) الذي تمارسه طائرات الاحتلال له انعكاسات خطيرة على السكان؛ لكونه يذكرهم بقرب عدوان محتمل”.

وتابع: “كما ويشعر التحليق المكثف للطائرات سكان القطاع بالخوف والقلق الدائم من أي استهدافات يمكن أن تحدث والتي تخلف أضرارًا مباشرة على منازلهم وممتلكاتهم وأخطر من ذلك تهديد أرواحهم وهذا أعلى مستوى تهديد يتعرضون له حين يشعر السكان بأنهم معرضون للموت في أي لحظة نتيجة قصف هذه الطائرات التي تتأهب على مدار الساعة في سماء غزة”.

ويلفت الكاتب إلى أن العدو الإسرائيلي يدرك تماما أن ممارساته العدوانية تخالف كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية لكنه لا يلقي بالا لهذا لكونه كيانا أو دولة مارقة فوق القانون وهذا ما يفسر تعطيله لأي تحقيق دولي ووضعه قيودا دائمة على لجان تقصي الحقائق ومهاجمته لكل الجهات الدولية التي تصدر أي إدانة لجنوده.

وشدد أن الشعب الفلسطيني مطالب بعدم إغفال أي نضال في المسار القانوني؛ لأنه يحقق مكاسب إضافية لشعبنا ويضيّق الخناق على الاحتلال وينال من وجوده ويكشف مدى زيف روايته ويفضح جرائمه ويجعل قادته تحت الملاحقة ويضعهم في قوائم مجرمي الحرب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...