لاعب ثقافي طولكرم أحمد دراغمة.. الهدّاف الشهيد

في كل دول العالم يكرّم لاعبو كرة القدم لا سيما اللاعبين الذين سجلوا حضورًا وإنجازات كبيرة في مونديال قطر إلا أن اللافت في فلسطين أن لاعبي كرة القدم تقتلهم “إسرائيل” بدم بارد.

أحمد دراغمة أبو سياج لاعب نادي ثقافي طولكرم وأحد هدّافي الدوري بواقع 6 أهداف قتلته قوات الاحتلال الإسرائيلي -الليلة- باقتحام مقام يوسف شرقي نابلس.

ووفق مصادر محلية؛ فإن قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية اقتحمت المنطقة الشرقية من المدينة؛ لتأمين اقتحام المستوطنين مقام يوسف وسط اندلاع مواجهات شديدة وإطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز والرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط.

ونقلت مصادر طبية أن أربعة شبان أصيبوا بالرصاص أحدهم في ظهره ورجله في شارع عمان وحالته خطيرة جدا وأعلن عن استشهاده لاحقا وآخران وصفت حالتهما بالخطرة وإصابة رابعة في العين وحالتها مستقرة كما أصيب آخران بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في اليد والرأس إضافة إلى 19 حالة اختناق بالغاز.

والد الشهيد أحمد يودعه بدموع وصدمة لا تكاد توصف ولا يقول سوى: “هذا حبيبي الله يرحمه ويرضى عنه” من هول الفاجعة لا يمكن وصف المشهد المؤلم. كل من حوله يحاول تهدئة الحاج المكلوم.

أما الوالدة فاحتضنت جثمان نجلها الشهيد وهي تبكي ولا يكاد يُفهم من حديثها شيء. كل ما يمكن استيعابه من المشهد أن أمًّا ثكلى فقدت نجلها مرة واحدة وإلى الأبد على يد صهيوني حاقد.

من جانبها أكدت وزارة الصحة أنه باستشهاد الشاب أحمد عاطف مصطفى دراغمة (23 عاماً) الذي ارتقى برصاص الاحتلال الإسرائيلي في ظهره وقدمه خلال العدوان على نابلس فجر اليوم ترتفع حصيلة الشهداء منذ بداية العام الجاري إلى 223 شهيداً.

صفحة نادي ثقافي طولكرم نشرت بوستًا كتبت فيه “هداف ثقافي طولكرم شهيدًا”.

صباح صباح –المدير الفني لفريق ثقافي طولكرم- أدان جريمة الاحتلال بقتل اللاعب أحمد دراغمة هداف الفريق في الدوري والذي سجل حتى الآن 6 أهداف.

وفي تصريح مقتضب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” قال صباح: العالم يكرم لاعبي كرة القدم ويحتفي بهم في المناسبات الدولية وفي فلسطين تقتلهم قوات الاحتلال الإسرائيلي.

دفع الثمن
أما المحامي عدي ياسين فقد قال: مهاجم نادي ثقافي طولكرم الرياضي أحمد عاطف دراغمة من طوباس يرتقي شهيدًا في نابلس ولاعبو كرة القدم في العالم تتقدم بهم الصفوف حتى يرتقوا بزينة الحياة الدنيا إلى أبعد ما يكون.

وأضاف: هذا لأننا نحن من عليه دفع الثمن نحن من عليه أن يموت أن تسلب أحلامنا منا أن نمنع من الحلم أن نفنى هذا ما يريدونه منا لا يريدون بشراً يهنأون بديارهم وأرضهم لا يريدون ذلك بل يسعون لجعلنا عبيداً عندهم نعمل لبناء دولتهم المزعومة تحت شروطهم بلا إنسانية أو كرامة”.

وتابع: “أما حلم أحمد وكأس فلسطين الذي كان يريد أن يظفر به والفوز بالمباريات وتسجيل الأهداف وإسعاد الناس فلا يريدونه وترجموا رغبتهم هذه بقتل الحلم فقتلوا أحمد. انتهت أحلام أحمد كما انتهت من قبله أحلام سعيد عودة ومحمد أبو هشهش ومحمد غنيم وأيمن الكرد وجمال غانم والعشرات غيرهم ولكن ستبقى أحلام أبناء الشعب الفلسطيني تناطح عنان السماء فلن نهزم ولو طال الزمان وإن مصيرهم الزوال ولا يخلف الله وعده”.

“ضيفي في الإياب”
صديق الشهيد أحمد الرجوب قفد قال: خبر حزين وحزين جداً على كل الرياضة الفلسطينية؛ نجم من نجوم كرة القدم الفلسطينية تسرق أحلامه وطموحه بسبب احتلال فاشي عنصري.

يضيف: “كنت أحكيلك يا أحمد أنت ضيفي في الإياب رحلت وتركتنا يا صديقي رابع هدافي دوري المحترفين الفلسطيني رحل ولن يكمل مرحلة الإياب لأنه اعتزل الحياة برصاصة حاقدة”.

إعدام متعمد

أما مساعد الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة عبد السلام هنية فقد أدان جريمة الاحتلال الإسرائيلي بحق لاعب ونجم نادي ثقافي طولكرم أحمد عاطف دراغمة الذي استشهد فجر اليوم الخميس؛ إثر المواجهات مع الاحتلال في محيط قبر يوسف بنابلس.

وقال هنية في بيان وصل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن هذه الجريمة النكراء إعدام متعمد واستهداف بالقتل لهداف نادي الثقافي الكرمي أحد أندية دوري المحترفين لكرة القدم بالمحافظات الشمالية.

وأدان هنية بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق اللاعب أحمد دراغمة في وقتٍ يحتفل فيه العالم بنجاح كأس العالم وكأنَّ الاحتلال يوجه رسالة تحدٍّ في وجه المجتمع الدولي دون اعتبار لأي أعراف أو قوانين.

وأضاف هنية أن هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سلسلة جرائم يرتكبها الاحتلال يومياً بحق الرياضة الفلسطينية وسياسة القتل المتعمد تجاه الرياضيين الفلسطينيين واعتقالهم وتدمير الملاعب والبنية التحتية واستهداف الأندية والمنشآت الرياضية.

ودعا هنية الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والمجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياتهم اللازمة لوقف عدوان الاحتلال المستمر تجاه الرياضيين الفلسطينيين مشيراً إلى أن استمرار عدوان الاحتلال على الرياضة الفلسطينية هو فضيحة لكل من يدعي الإنسانية دون أن يحرك ساكناً.