الخميس 12/ديسمبر/2024

الأسير ناصر أبو حميد.. سليل العائلة المجاهدة شهيدًا

الأسير ناصر أبو حميد.. سليل العائلة المجاهدة شهيدًا

عائلة أبو حميد تفتح فصلًا جديدًا من فصول التضحية والفداء باستشهاد نجلها القائد ناصر أبو حميد بعد معاناة شديدة مع السرطان وإهمال السجان الصهيوني.

العائلة تقطن في مخيم الأمعري قضاء رام الله وسط الضفة الغربية تنحدر من “السوافير الشمالية” ولجأت إلى قطاع غزة حيث ولد ناصر قبل أن تنتقل إلى الأمعري.

عائلة أبو حميد تكون قد قدمت باستشهاد ناصر شهيدين بعد استشهاد عبد المنعم عام 1994 فيما يرسف الأبناء الخمسة المتبقين في السجون ويقضون أحكامًا بالمؤبد لنضالهم ضد الاحتلال.

وهم: نصر المعتقل في 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات وشريف المعتقل في 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد 4 مرات ومحمد المعتقل في 2002 ومحكوم بالمؤبد مرتين و30 عاما وجهاد (معتقل إداري) وإسلام المعتقل في مايو 2018 وحكم عليه بالسجن المؤبد.

واتهمت قوات الاحتلال الشقيق الأصغر إسلام بقتل الجندي رونين لوبرسكي (20 عاما) من وحدة “دوفدوفان” خلال اقتحام قوات من جيش الاحتلال لمخيم الأمعري للاجئين قضاء رام الله في تموز/يوليو 2018

كما أن منزل العائلة كان في قلب الاستهداف الصهيوني حيث هدم 5 مرات كان آخرها عام 2019.

من هو الشهيد ناصر؟
وولد الأسير ناصر أبو حميد في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول عام 1972 في مخيم الأمعري في رام الله واعتقل أول مرة قبل انتفاضة عام 1987 وأمضى أربعة أشهر في المعتقل.

وأُعيد اعتقاله مجدداً وحكم عليه الاحتلال بالسجن عامين ونصف العام. وعام 1990 اعتقل للمرة الثالثة وحكم عليه الاحتلال بالسجن المؤبد. أمضى من حكمه أربع سنوات ليفرج عنه مع الأسرى الذين أفرج عنهم في إطار المفاوضات وأُعيد اعتقاله عام 1996 وأمضى ثلاث سنوات.

وتعرض خلال مطاردته لأكثر من مرة للاغتيال من الاحتلال واعتقل في 22 أبريل/ نيسان 2002 بعد مطاردته في مخيم قلنديا شمال القدس برفقة شقيقه نصر وحكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات و50 عاما.

وفي شهر يوليو/ تموز الماضي تبين إصابة أبو حميد بمرض سرطان الرئة بعد إجراء فحوصات له حيث أجري له عمليه جراحية لاحقا لاستئصال المرض وأقدمت مصلحة السجون على إعادته للسجن قبل تماثله للشفاء.

رسالته إلى البرغوثي
ونُشر اليوم الثلاثاء رسالة مكتوبة بعثها الأسير الشهيد ناصر أبو حميد (50 عامًا) إلى الأسير القائد مروان البرغوثي وذلك في العاشر من أيلول/ سبتمبر الماضي.

وجاء في الرسالة “أخي القائد ليس لدي متسع من الوقت ولا الكثير من الطاقة تكفي لأعبر لك عن عظيم احترامي وتقديري لك أنا الآن في ساعاتي الأخيرة أسجل آخر قبلاتي على جبين هذا الوطن العظيم وشعبه الباسل”.

وأضاف الشهيد “أبو حميد” “لأنك عندي مِن خير مَن أنجبت هذه الأرض مِن رجال أخي القائد ورفيق دربي أبو القسام أهديك رسالتي وأتمنى أن تصلك وأنت في أحسن حال”.

وتابع في رسالته “اخترت أن أخصك بهذه الرسالة أريد من خلالها تذكيرك بآمالي وآمال الشهداء بأن تبقى الحارس عليها كما عهدتك دائمًا”.

وعبّر الأسير الشهيد في رسالته عن حبّه للأسير “البرغوثي” قائلًا: “لقد أحببتك دومًا ورأيت فيك ولا زلت القائد القادر على حفظ الأمانة وصيانة الدرب والحفاظ على مثل هذه الثورة وهذا الشعب”.

العائلة تنعى فلذة كبدها
ونعت عائلة “أبو حميد” نجلها الأسير “ناصر” قائلةً: “بقلوب يعتصرها الألم ولكن بهامات مرفوعة نزف لكم في عائلة أبو حميد نبأ استشهاد ابننا الغالي القائد الكبير أسد فلسطين وابنها البار الذي صعدت روحه لباريها فجر هذا اليوم 20 كانون أول/ ديسمبر 2022”.

وشددت العائلة في بيان لها اليوم الثلاثاء “عدم قبول العزاء قبل أن يتحرر جسد ناصر من سجون الاحتلال”.

وأضافت: “كما نؤكّد أننا سنظل بحالة حداد مستمرة إلى أن يتحرر جسد ابننا الطاهر ومعه سائر جثامين شهدائنا الأبرار المحتجزة في مقابر الأرقام وداخل ثلاجات العدو”.

وحمل رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين اللواء قدري أبو بكر حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها العسكرية وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن “جريمة” استشهاد الأسير أبو حميد.

وطالب “أبو بكر” العالم والمجتمع الدولي بوقف “المجزرة الإسرائيلية المتواصلة بحق الأسرى الفلسطينيين عبر ترك الأمراض القاتلة ترتع في أجسادهم بلا حسيب أو رقيب” وفق بيان شؤون الأسرى.

واندلعت حالة توتر داخل سجون الاحتلال بعد إعلان استشهاد الأسير ناصر أبو حميد حيث هتف الأسرى بعبارات غاضبةوطرقوا على الأبواب وأعلنوا الحداد ثلاثة أيام مع إرجاع وجبات الطعام.

جريمة مكتملة الأركان
بدوره وصف المتحدث باسم وزارة الأسرى والمحررين منتصر الناعوق استشهاد “أبو حميد” بأنها “جريمة مكتملة الأركان” اقترفها الاحتلال بحقه من خلال تصفية جسده تدريجيًّا عبر سياسة الإهمال الطبي المتعمدة.

وأوضح “الناعوق” في تصريح صحفي أن “ناصر” تعرض لسياسة الإهمال الطبي منذ إعلان إصابته بالسرطان قبل 3 أعوام إذ اتبعت إدارة السجون سلسلة إجراءات قمعية بحقه هدفها قتله ببطء.

وأشار إلى أن سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى هدفها القتل البطيء من تحت الستار؛ هربًا من المجتمع الدولي.

وأورد أن الاحتلال يسعى لزرع أمراض السرطان في أجساد الأسرى من خلال وضع أجهزة تشويش على الهواتف الناقلة المستخدمة بالسجون وتعمل فيها أنظمة إشعاع قوية جدًّا؛ ما يُسبب إصابتهم بأمراض السرطان لاحقًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات