السبت 27/أبريل/2024

الخليل تتعافى من محاولات إغراقها.. وتتناغم مع مقاومة الضفة

الخليل تتعافى من محاولات إغراقها.. وتتناغم مع مقاومة الضفة

يعكس امتداد رقعة المقاومة الجغرافية بدءًا من جنين شمالا وصولاً إلى الخليل جنوباً فشلاً استخباريًّا إسرائيليًّا في كبح جماح عودة المقاومة لميدان الضفة كاملا.

وكان شاب فلسطيني استشهد ليلة السبت عقب تنفيذه عملية إطلاق نار بطولية قرب مستوطنة “كريات أربع” المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق مدينة الخليل.

وقال إعلام الاحتلال: إنّ “مسلحًا فلسطينيًّا قتل إسرائيليًّا وأصاب 3 آخرين على الأقل” قبل استشهاده برصاص جنود الاحتلال وأصيب في العملية المستوطن المتطرف “عوفر يوحنا” بجراح خطرة وهو معروف بتحريضه المستمر على الفلسطينيين في الخليل.

ونفذ العملية الشاب محمد كامل الجعبري (35 عاما) ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثمانه وقد أغلقت مداخل مدينة الخليل كافة وداهمت قرية بيت عينون شرق المدينة.

خصوصية الخليل

تاريخ الخليل حافل بالفعل التاريخي المقاوم مع الاحتلال الإسرائيلي والمشروع الصهيوني قبل نكبة عام 1948م ودوماً اكتسبت الخليل خصوصية في جسارة المقاومة والثورة الفلسطينية.

وأعادت عملية “كريات أربع” ذكريات مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994م التي نفذها المتطرف الصهيوني “باروخ غولدشتاين” واستشهد فيها 29 مصليًا وأصيب 150 آخرون.

ويؤكد د. ناجي البطة الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن عودة المقاومة للخليل جاءت متأخرة لكن اقتراب ساعة الانفجار للخليل هو الأقوى في ميدان الضفة المحتلة.

;ويضيف لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “الخليل تتصدر تاريخ الثورة؛ فثورة البراق اشتعلت عام 1929م من الخليل وأكبر خسائر لليهود حينها كانت في الخليل؛ فهي الوقود في مواجهة المشروع الصهيوني”.

وشكلت الخليل بموقعها الجغرافي مفتاحًا لجنوب فلسطين المحتلة واتصالها مع بئر السبع والنقب معضلة أمنية تاريخية أمام الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية فانطلقت منها مئات العمليات طوال عقود مضت.

ويصرّ اللواء يوسف شرقاوي الخبير في الشؤون العسكرية على تفسير ما يجرى في ميدان الضفة المحتلة عامةً بأنه استمرار لحالة التحدي بين الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي.

ويتابع لـ“المركز الفلسطيني للإعلام”: “دخول الخليل على خط المقاومة الآن هو تناغم مع نابلس وجنين؛ لأن الخليل توأم نابلس التاريخي في المقاومة الميدانية”.

قبل سنوات انطلقت ظاهرة العمل المقاوم الفردي المعروف بـ”الذئب المنفرد” لكن الاحتلال -حسب رؤية الخبير شرقاوي- لم يعد يعرف “الذئب المنفرد” إلا بعد تنفيذه العملية.

ميدان يتعافى

ما جرى في عملية “كريات4” لا يمكن المرور عنه في الكيان الإسرائيلي سريعاً فهذا مؤشر أن قطار المقاومة في الخليل عاد لسكّته الطبيعية.

ويشير الخبير البطة أن الخليل بدأت تتعافى من محاولات “الشاباك” والتنسيق الأمني والتي حرصت طوال سنوات مضت على إغراقها بالمشاكل العائلية لإشغالها بنفسها عن مقاومة الاحتلال.

الآن عادت الخليل لتهزّ أركان المشروع الصهيوني بعد عملية مقاومة في “كريات4” التي تعد مستوطنة محصنة عسكريًّا وتخرّج أكثر المستوطنين تطرفاً.

ويقول الخبير البطة: إنّ مستوطنات الخليل متداخلة مع مدن وبلدات بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وجنوب القدس المحتلة لذا فإنّ عودة المقاومة هناك تزعج أمن وجيش الاحتلال.

ويجسد نجاح عملية الجعبري تخطياً لإجراءات الأمن المعقدة كافة التي تستعين فيها “إسرائيل” بالتنسيق الأمني وكاميرات وأجهزة التجسس والمتابعة هي الأكثر تطوراً في العالم.

ويؤكد الخبير شرقاوي أنّ مراقبة الفلسطيني 24 ساعة بالضفة لم يمنع تطور المقاومة وأن نموذج عرين الأسود قابل للتكرار في عدة مناطق بالضفة.

ويتابع: “مؤكدٌ أن منفذ العملية زار ميدانها أكثر من مرة. المقاومة المتصاعدة الآن تثبت فشل إسرائيل في كيّ الوعي وقد قتل الاحتلال الجعبري بطريقة وحشية”.

وتعبر عملية الخليل عن نجاح وتطور مقاومة الضفة ويحمل امتدادها الجغرافي الذي بدأ بجنين شمالاً ووصل للخليل جنوبا أن “إسرائيل” فقدت عوامل السيطرة والتحكم بميدان الضفة المحتلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...