السبت 27/أبريل/2024

حلق الشعر.. أسلوب مقدسي جديد للمقاومة والتمويه على المطاردين

حلق الشعر.. أسلوب مقدسي جديد للمقاومة والتمويه على المطاردين

على غرار ما جرى في ثورة 1936 وبمجرد أن وردت معلومات لشباب مخيم شعفاط (شمال شرق القدس) بأن الاحتلال يطارد شابًّا “أصلع الرأس” بعد تنفيذه عملية على حاجز شعفاط السبت الماضي حتى بادر الشبان بحلق رؤوسهم على الصفر.

وأصبحت الحلاقة على الصفر هي الموضة الدارجة هذه الأيام في القدس للتضامن والتمويه على الشاب الذي يطارده الاحتلال لتبدأ حكاية جديدة من مناكفة الاحتلال ومشاغلته ولكن هذه المرة عبر سياسة “الرأس بالرأس”.

حماية مطارد
ويحاول الشبان المقدسيون التمويه وتعقيد عملية البحث عن الشاب عُدي التميمي الذي يتهمه الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عملية حاجز شعفاط مساء الثامن من أكتوبر الجاري.

وأدت العملية التي استخدم فيها شاب مقاوِم مسدسًا وأطلق الرصاص من “مسافة صفر” على جنود الحاجز إلى مقتل مجندة وإصابة اثنين آخرين أحدهما بجراح حرجة.

وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لأحد صالونات الحلاقة تظهر قيام عدد من الشبان الفلسطينيين بحلاقة رؤوسهم على الصفر ما أثار جدلاً ودهشة في داخل أوساط سلطات الاحتلال.

ورغم أن الفيديو لا يظهر أي بوادر عن سبب حلق الشباب شعر رأسهم فإن حسابات تواصل اجتماعي إسرائيلية أرجعت السبب إلى رغبة أهل المخيم في حماية الشاب المطارد صاحب عملية شعفاط.

ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية الفيديو مؤكدة أن الشباب حلقوا رؤوسهم؛ لتعقيد عملية البحث عن منفذ العملية.

وقال مراسل القناة 13 الإسرائيلية “يوسي إيلي الذي أعاد نشر فيديو شبان مخيم شعفاط: “هذا مثال آخر يدلل على السبب الذي يمنع من وصول الجيش للمطارد”.

وعلق إسرائيليون آخرون على هذه الخطوة بأن حلق الشبان شعر رؤوسهم يصعب بالفعل من مهمة قوات الاحتلال في العثور على منفذ عملية إطلاق النار.

مقاومة الجوكر
وذكر الناشط المقدسي محمد أبو الحمص أنّ حلاقة الشعر على الصفر تأتي في سياق إرباك الاحتلال في المخيم خاصة في الأماكن التي يقصدها جيشه مشيراً إلى أن هذا العمل قد يكون في محاولة منهم للتمويه وتعقيد عملية البحث عن المطارد.

وأوضح أبو الحمص في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الشعب الفلسطيني عامة والشباب المقدسي خاصة ينتهج مقاومة “الجكر” والتي تعني أن كل ممنوع مرغوب وكل ما يكيد المحتل يجب تطبيقه ولو بالحلاقة.

وأكد أن هذا العمل يأتي بسبب حملات الاعتقال ضد الأهالي والنشطاء مشددًا على أنّ أهالي المخيم يربطهم نسيج متجانس بكل معنى الكلمة في التصدي لاعتداءات واقتحامات الاحتلال ومنعه من اعتقال الشبان.

وعدَّ إقبال أهالي المخيم على صالونات الحلاقة و”حلق رؤوسهم على الصفر” يأتي لإيمانهم المطلق بعدالة قضيتهم ولحماية منفذ العملية ومنع الجيش من الوصول إليه.

وذكر الناشط المقدسي أنّ هذا الأسلوب قديم جديد لدى الفلسطينيين؛ حيث كان هذا الأسلوب يستخدمه الفلسطينيون في الثلاثينيات للتغطية على المقاومين بلبس العقال والحطة وأيضًا بمشاغلة الاحتلال بأساليب لا تخطر له على بال.

أسلوب قديم
هذه الخطوة التي لاقت دعوات واسعة تبعتها دعوات أخرى بحذف سجلات الكاميرات من داخل المخيم الذي يشتبه الاحتلال بوجود مطارد عملية شعفاط بداخله بالإضافة إلى البلدات المحيطة وكذلك الإكثار من ذكر اسم المطارد “عدي” خلال الاتصالات الشخصية وكتابة اسمه من خلال الرسائل لتعقيد عملية البحث عنه.

وربط كثيرون ما يجرى في مخيم شعفاط بما جرى في فلسطين المحتلة عام 1936 حينما صدر قرار من القيادة العامة للثورة بأن يلبس الناس جميعًا الكوفية؛ فتضامن أهل المدن مع الفدائيين ولبسوا الكوفية بدلا من الطربوش حتى لا يُعرف الفدائي ويتنقل بحرية.

وجاءت الدعوة لارتداء الكوفية في حينه بعد أن لفت ارتداء الثوار للكوفية بهدف إخفاء وجوههم انتباه الانتداب البريطاني؛ فأصبحت الكوفية محل “شبهة” تدل على الفدائي وأصبحوا يستهدفون من يلبسها بالقتل والاعتقال.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار مطبق على مخيم شعفاط شمال مدينة القدس المحتلة؛ بحثًا عن الشاب عدي التميمي (23 عامًا) الذي يتهمه الاحتلال بتنفيذ عملية إطلاق النار على حاجز عسكري قرب المخيم السبت الماضي أدت إلى مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين آخرين أحدهما بجروح خطيرة.

ورغم تمكّن جيش الاحتلال من تحديد هوية منفذ العملية بعد مراجعة فيديوهات لموقع تنفيذ العملية واعتقال عدد من أقاربه إلا أنه فشل حتى اللحظة في اعتقاله.

ويقول جيش الاحتلال: إنّ منفذ العملية هرب إلى داخل مخيم شعفاط بعد إطلاقه النار على الحاجز العسكري الإسرائيلي مشيرًا إلى أنه يواصل عمليات البحث عنه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...