الغرفة المشتركة والتطور الميداني بالضفة.. حسابات صهيونية معقدة

أطلّت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة بمؤتمر صحفي حذرت عبره الاحتلال من مغبة استمرار عدوانه في الضفة والقدس معلنة عن تأهبها حالةَ إسناد دائمة للعمل المقاوم وفق ما صدر في المؤتمر.
;
بيان الغرفة بحسب مختصين شكّل حالة إسناد واحتضان للمقاومة المتصاعدة بالضفة ورسالة ردع من جهة ثانية للاحتلال من مغبة تفكيره باجتياح شامل للضفة تحديدا في شمالها الذي تتصاعد فيه المقاومة بتشكيلاتها المختلفة.
;
وبحسب المختصين؛ فإن تمدد الفعل المقاوم بالضفة وتطوره عبر تشكيلات عسكرية يشكل تطورا مربكا للاحتلال ومتغيرا جوهريا في مسار المواجهة العسكرية.
;
متغيرات ومعادلات
اللواء يوسف الشرقاوي المختص العسكري يشير في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أهمية المتغير الميداني في الضفة وتطور الحالة من مرحلة الذئاب المنفردة إلى مرحلة التشكيلات العسكرية المقاومة التي تجمع مقاومين من الكل الوطني بمختلف ألوانه.

هذا التطور -بحسب “الشرقاوي”- يفرض على طاولة الاحتلال سبر غور مواجهة شاملة من قبيل إستراتيجية “جز العشب” وهي إستراتيجية يلوح الاحتلال للّجوء اليها في أكثر من مرة مؤخرا.

ولجأ عوضا عنها لتلافي المواجهة الشاملة إلى أسلوب الهجوم المباغت والمتقطع على بعض الأهداف من قبيل استهداف الحالات المؤثرة والرموز التي يمكن أن تشكل حالة احتضان وإجماع.

ويرى “الشرقاوي” أن بيان الغرفة المشتركة يمثل ردعا حقيقيا من إمكانية فتح مواجهة متعددة الساحات وهي مواجهة ستكون مختلفة من حيث ضبط الإيقاع تحديدا مع تطور الحالة في الضفة وفق قوله.

وذكر أن هذا التطور يعزز من الضفة جبهةً ذات أثر ميداني واسع إلى جانب غزة كساحة نار واسعة وكلتاهما تشكلان قلقا حقيقيا خاصة وأن الاحتلال لديه تخوف أيضا من إمكانية اشتعال جبهات أخرى من قبيل الاستنزاف في الشمال.
;
الاجتياح الشامل مستبعد ;
الخبير في الشأن الإسرائيلي اللواء واصف عريقات الخبير يستبعد إمكانية لجوء الاحتلال للاجتياح الشامل كسيناريو في المنظور القريب؛ لأسباب مختلفة في بنية صناعة القرار الإسرائيلي في شقيه الأمني والعسكري من جهة وبيئة القدرة القتالية من جهة ثانية.

وأوضح “عريقات” في تصريحات خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ القوة التدميرية للاحتلال متحققة بيد “أنها لا تستطيع تحقيق إنجازات أو انتصارات كما كانت في السابق فهي اختلفت في عقيدتها القتالية التي ترتكز على الحرب الخاطفة والعودة والقتال في أراضي الغير وتحييد الجبهة الداخلية”.
;
وذكر أنّ القدرة العسكرية الإسرائيلية على تحقيق الإنجاز لم تعد قائمة؛ “بل خلافا لذلك أصبحت تجلب الأزمات للمجتمع والدولة على حد سواء”.

وأوضح أن المواجهات الأخيرة “صوّرت مشهدا مرعبا لمفهوم الجبهات المتعددة ترجم في ضآلة ومحدودية الرد الإسرائيلي على عدد من هذه الأحداث في مؤشر واضح على التخوف الإسرائيلي من تحقق هذا السيناريو”.

يزيد اللواء “عريقات” على ما سبق بالقول: “تحقيق الإنجاز يحتاج ثمناً باهظاً وهذا يحتاج لقرار قيادي استثنائي وجريء وليس هناك مسؤول إسرائيلي يمكنه أن يتحمل ثمن اليوم الثاني من اتخاذ قرار الحرب الموسعة”.

وأمام مجمل هذه الأسباب يبقى هذا السيناريو يمثل حالة رعب مستقبلية للاحتلال دون أن يغلق احتمال إمكانية وروده في المدى المنظور بحسب “عريقات”.
;
وعليه فإن الاحتلال سيلجأ إلى سياسة الاغتيال المتدرج بالضفة في حين سيلجأ في قطاع غزة لأسلوب تصدير الأزمات كأقصر الطرق وأقل الأثمان تبعا لقوله.