الجمعة 26/أبريل/2024

من غزة حتى جنين.. الاشتباك المربك للاحتلال

من غزة حتى جنين.. الاشتباك المربك للاحتلال

فارق المسافة بين غزة في أقصى الجنوب وجنين شمال الضفة لم يمنعهما من التوحد خلف مقاومة تتحدى الاحتلال وتصد اقتحاماته وانتهاكاته.
;
وخاضت جنين في عدوان ما يسمّى “السور الواقي” عام 2002 ملحمة بطولية دفعت فيها ثمن الصمود بعشرات الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة بعد حصار طويل ومن يومها يعدها الاحتلال متمردة وينفجر ميدانها باستمرار.

فقدت قوات الاحتلال جزءًا من ردعها في غزة وجنين وتحاول منذ انتهاء معركة وحدة الساحات في أغسطس/آب 2022 قبل أسابيع الاستفادة من نتائج تلك المعركة للاستفراد بقوى المقاومة حسب الزمان والمكان.

غزة وجنين
كثيراً ما وجدت غزة أكتافاً دافئة لها من جنين والعكس بالعكس وظل اسمها مع جنين حاضرا عند ذكر التصدي والإصرار على تحدي واقع الاحتلال الذي لا يكتفي بالإذعان بل يعزز الهيمنة بالسيطرة المطلقة على فلسطين.

وتحاول إسرائيل الزج بغزة فيما يجرى بالضفة المحتلة ويؤيد ذلك احتمالات شن عدوان جديد عليها لحرف الأنظار.

فشن عملية كبرى بالضفة خاضع لاعتبارات علاقتها مع السلطة الفلسطينية وانتخابات الكنيست المرتقبة.

ووصف أحد ضباط وحدة “المستعربين” في جيش الاحتلال اقتحام مخيم جنين أمس بأنه يشبه الأوضاع في قطاع غزة من حيث شدة الاشتباكات مع المقاومين.

ويؤكد د.ناجي البطة المختص في الشؤون الإسرائيلية أن الإنسان بغزة يشبه نظيره بجنين وأن مقاومة المدينة الأخيرة تعد امتدادًا لمقاومة القطاع المحاصر.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هناك تكدس مقاومين في المخيمات المزدحمة عادة وأهمها جنين ونابلس أما في القرى التي يكون عدد المنازل فيها قليلا فالأمر مختلف”.

لا تملك غزة وهي ترى جنين تحاول صد عدوان الاحتلال إلا الوقوف معها معنوياً ونفسياً وإعلامياً.

أما الدور العملي فهو أمر يحاول الاحتلال التركيز عليه خدمة لأي سلوك ميداني للجيش في غزة أو جنين الآن ومستقبلاً.

ويقول محمد مصلح المختص في الشؤون الإسرائيلية: إن تشابه غزة مع جنين يظهر في إصرار المقاومة وهي حالة متجسدة في المكانين.

ويتابع لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “الاحتلال يحاول تبرير أي عدوان قادم على غزة أمام العالم ويحاول إقناعه أنها سبب تطورات جنين”.

وتتهم “إسرائيل” على لسان قادتها ومسؤوليها السلطة الفلسطينية بأنها منفصلة عن واقع تطورات الضفة رغم حرصها على استمرار دورها الوظيفي في العمل الأمني المشترك.

اختلاف حتمي
بروز جنين مجدداً في واجهة الاشتباك مع الاحتلال تعترضه مصاعب التصدي لأدوات أفرزتها اتفاقية “أوسلو” التي عززت من دور أجهزة السلطة في التصدي للمقاومة.

ويرى المختص البطة أن المناطق المزدحمة مثل جنين كما غزة يكتب لها النجاح في المقاومة أما القرى والبلدات الفارغة فلا تستطيع الصمود طويلاً.

وبين أن غزة تعمل بحرية أكبر في حين جنين تعاني مقاومتها من صعوبات أهمها دور أجهزة السلطة.

ويتابع: “الضفة وجنين منفتحة جغرافيا أكثر من غزة والسلاح بأيدي مقاوميها قديم لكنها على تماس مع شمال فلسطين”.

وبيّن أن تناقضات ومركبات متداخلة تعانيها المقاومة هناك تصعّب من مهمتها.

وفيما تشكل مقاومة غزة المحاصرة حالة مختلفة تعمل بقسط من الحرية الداخلية تعاني جنين من عمل الاحتلال وأجهزة السلطة المشترك وظروف ميدانية مختلفة.

ويبيّن المختص مصلح أن جنين تغيّر الآن من تكتيكات مقاومتها لكنها لا تستطيع الانقلاب تمامًا على واقع أمني وسياسي صعب؛ لأن الاحتلال لن يسمح بانهيار السلطة.

ويرجح كثير من المراقبين أن الاحتلال غير معني الآن بـ”عملية عسكرية” كبرى بسبب انتخاباته المرتقبة واحتمال تراكم ضعف السلطة وإن كان قادته مثل رئيس وزرائه يائير لابيد ووزير حربه بيني غانتس يمارسون استعراضا عسكريا.

ويقول المختص مصلح: إن “إسرائيل” تحاول تبرير أي عدوان على غزة قادم بأنها خارج سيطرتها الكاملة لكن شن عدوان كبير على جنين تضعف فيه السلطة قد يسبب لها مشاكل أمنية مستقبلاً.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات