فلتبقَ نابلس جبل النار نارًا على المحتلّ
أمام ما يحدث في نابلس من أحداث مؤلمة بلا حدود ومؤسفة بحجم قضيتنا العظيمة وأمام أمانة الكلمة وخطرها في هذه الوقت الحسّاس لا بدّ من قول الحق ما استطعنا لذلك سبيلا إن لم تقل أقلامنا ما ينبغي أن تقول فلتُكسر وليجفّ مدادها خير لها ولنا وللناس أجمعين.
وكذلك لا ينبغي للقلم الرصين والحريص على حقن الدماء ودفع عجلة القول النافع في خدمة ثقافة مجتمع يعاني أشد المعاناة من ويلات الاحتلال أن يسهم ولو بشقّ كلمة في صب الزيت على النار ولا أن يؤجّج صراعا فيقدّم خدمة مجانية للاحتلال من حيث يدري أو لا يدري.
يجب أن نؤكّد حرمة الدم الفلسطيني وغلاءه وأنه لا يمكن أبدا أن يكون رخيصا وسهل المنال لأي كان وتحت أيّ مبرّر ومهما كانت الخلفيات والمسوّغات السياسية والأمنية فمن قُتل في نابلس بيد فلسطينية هو رب أسرة وله أبناء وأخ شهيد برصاص الاحتلال هذه الرصاصة لم تقتل نفسا بريئة فحسب بل خلّفت أرملة وأيتاما لا يمكن أن يتقاسم الرصاص الإسرائيلي والفلسطيني دماء هذه العائلة ويستبيح حرماتها بهذا الشكل الدمويّ المريع.
يجب أن نسمّي الأمور بمسميّاتها؛ ما حدث هو جريمة قتل والقاتل من أصدر الأمر ومن نفّذ ومن أجاز ذلك ومن رعى سياسات تؤدي إلى الوصول إلى هذا المربّع الأسود ويشارك في الجريمة كذلك كلّ من يبرّرها وكل من يغذّي القلوب بالأحقاد وكلّ من يقدّم محتوى أو يقول بكلمة من شأنها أن تؤدي إلى مثل هذا الفعل ويقع في ذات الدائرة أيضا كلّ مسؤول لا يستخلص العبر ويعاقب كلّ من ساهم في الوصول إلى هذه الجريمة خاصة من فوّت جرائم مماثلة دون أن ينال مرتكبوها العقوبة اللازمة وفق ما ينص عليه القانون فمن يتساهل في سيادة القانون ويغضّ الطرف عن ملاحقة المجرم هو شريك في القتل فلو لقي مثلا من أطلق النار على الدكتور ناصر الدين الشاعر في وضح النهار ومن أرسله للجريمة جزاءه من عقوبة رادعة لكان بالإمكان أن لا تحدث جريمة أمس الأول. وهذا ينطبق على نزار بنات وكل من قتل في مثل هذه السياقات المُرّة وهذا ما سنقوله أيضا في حال وقوع جرائم لاحقة لا سمح الله.
لا بدّ عند سفك دم فلسطيني أن يكشف الغطاء عن المجرم وينال ما يستحق من عقاب كي يكون عبرة لغيره. وعن كلّ من ساهم أو حرّض أو شجّع أو أصدر أمرا أو أعطى الضوء الأخضر في هذا السياق يقول عمر بن الخطاب عندما أنزل العقوبة على مجموعة اشتركت في قتل رجل: “لو اشترك فيها أهل صنعاء جميعًا لقتلتهم به”.
هناك مشكلة كبيرة حصلت قد تكون من أسبابها رخاوة الأصبع على الزناد واستسهال إطلاق النار وعدم التشدّد في تعليمات إطلاق النار وفي ذات الوقت قضية الاعتقال التي سبقت المواجهة مع المظاهرة التي خرجت احتجاجا على هذا الأمر لماذا نلتزم ما أوصت عليه المرحومة اتفاقية أوسلوا في حين أن أعداءنا الذين وقّعوا هذه الاتفاقية لم يلتزموا أيّ شيء منها. تقوم فرق المستعربين التي أعدّها ودرّبها المحتلّ لقتل الفلسطيني إضافة إلى الجيش بالدخول إلى المناطق التي اتفق على تسميتها ألف وهي خاضعة أمنيا للسلطة ومع هذا تخترق كلّ الاتفاقيات وتقوم بنفسها بانتهاكها وتعيث فيها قتلا واعتقالا في حين أن هذا مخالف لما نصّت عليه أوسلو. وتقوم قطعان المستوطنين بقطع الطرق والعربدة وقطع أشجار الزيتون ولم نسمع يوما أن الأمن الإسرائيلي اعتقل مستوطنا ولو لبضع ساعات لماذا نلتزم لهم مئة بالمئة في حين أنهم لا يلتزمون صفرًا في المئة؟ ;
وصلنا إلى حالة لم تعد مقبولة أبدا وأن السلطة إن لم تتوقّف عن هذا فهذا بمثابة انتخار سياسي لم يعد اتفاق أوسلو قائما على الأرض ودولة الاحتلال رمته برصاصها المميت بكثافة متواصلة وتركته خرقة بالية تذروه الرياح لا أدري لماذا نتعلّق بأسوأ ما فيه؟!
لا بدّ من كل من يملك قولا أو فعلا أن يبذله باتجاه حقن الدم الفلسطيني والوقوف في وجه كلّ من لا يقدّس هذا الدم ولا يعطيه وزنه الحقيقي يكفي هذا الشعب المكافح ما يلاقيه من الاحتلال لا بدّ من تضافر جهود القوى الحيّة والحريصة على حرمة هذا الدم. اليوم هو يوم المواقف الحرّة والحضور الحقيقي والفاعل لكل منتمٍ لهذه القضية العظيمة: قضية القدس وفلسطين والتحدّي المركزي مع هذا الاحتلال المتربّص بنا أجمعين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
لازاريني: وفاة طفلين بسبب موجة الحر غير العادية في قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، عن وجود تقارير تفيد بوفاة...
الدفاع المدني: انتهاء البحث وانتشال الشهداء في مجمع ناصر الطبي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، اليوم الجمعة، انتهاء أعمال البحث وانتشال الشهداء من المقابر الجماعية في...
حماس تحذر من خطورة التصعيد الصهيوني في المسجد الأقصى
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس، اليوم الجمعة، أن الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال الصهيوني على المصلين في المسجد الأقصى المبارك،...
الأورومتوسطي: الصيف القائظ يفاقم معاناة النازحين بغزة في ظل استمرار العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن معاناة النازحين الفلسطينيين بفعل الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر...
تقرير أممي: دفن أكثر من 20 فلسطينا أحياء في مجمع ناصر الطبي
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي (تابع للأمم المتحدة)، الجمعة، أنه تم التعرف على 165 جثة فقط من أصل 392...
المقابر الجماعية بغزة.. هكذا تفنن الاحتلال بتعذيب ضحاياه قبل قتلهم
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام لم تنته قصة المئات من المواطنين المحاصرين في داخل ومحيط مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، منذ أربعة أشهر،...
نعتهما الجماعة الإسلامية.. شهيدان باستهداف مُسيّرة إسرائيلية لمركبة بلبنان
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شخصان، اليوم الجمعة، في استهداف من طائرة مسيّرة إسرائيلية لمركبة بمنطقة البقاع الغربي في لبنان. وأعلنت...